ثقافة

"أيام قرطاج" المسرحية.. "بالفن نقاوم"

تونس - فاطمة البدري

المشاركة

على مدار أربعة عقود احتضنت أيام قرطاج المسرحية آلاف التجارب المسرحية والإبداعات الفنية الرائدة واستقبلت أهم المخرجين المسرحيين العرب والأفارقة والدوليين أيضًا، ما مكّنها من ترسيخ نفسها كحدث ثقافي هام ينتظره الآلاف من أبناء هذا الفن ومريديه.

وخلال دورة هذه السنة التي امتدت من 2 إلى 10 ديسمبر/كانون الثاني الجاري والتي رفعت شعار "بالمسرح نحيا... بالفن نقاوم"، سعى القائمون على هذه التظاهرة إلى الوفاء لفعل المقاومة، خاصة أنها تتزامن مع العدوان الغاشم للكيان الصهيوني ضد قطاع غزة منذ أكثر من شهرين.

غابت المظاهر الاحتفالية عن الدورة الـ24 لأيام قرطاج المسرحية التي تتزامن مع مرور 40 عامًا على انطلاقة المهرجان وتأسيس المسرح الوطني التونسي، تضامنًا مع الأهل في غزّة، وتم الاكتفاء بالعروض والندوات والورش العملية.

وكانت فلسطين حاضرة منذ البداية حتى على مستوى المعلقة الرسمية للمهرجان التي توشحت بالسواد رفضًا للحرب الجائرة ضد غزّة وكامل الأراضي الفلسطينية، وتضامنًا مع أهلها. وهو ما أكده مدير أيام قرطاج المسرحية، معز مرابط في لقاء مع "عروبة 22" بقوله: "إختار القائمون على التظاهرة أن تكون المعلقة الرسمية سوداء اللون، حزنًا على الأبرياء الذين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي في غزّة وتضامنًا معهم. واختيار الأسود أيضًا للتعبير عن الغضب من المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال ضد أهالي غزة والتي راح ضحيتها آلاف الشهداء، كما تمت إضافة غصن زيتون إلى المعلقة الرسمية لأنّ الزيتون يدل دائمًا عن فلسطين".

كما شهد الافتتاح الرسمي الذي أقيم داخل المسرح البلدي، وخلا من كل مظاهر الاحتفال، حضورًا فلسطينيًا طاغيًا. إذ ألقت الفنانة المسرحية حنان حاج علي المكرمة إلى جانب زوجها الفنان اللبناني الكبير روجيه عساف، إحدى قصائد شاعر غزة حيدر الغزالي بعنوان "هنا غزة"، فيما ألقى الفنان التونسي رؤوف بن عمر قصيدة "أيها المارون بين الكلمات العابرة" للشاعر الفلسطيني محمود درويش. كما استحضرت الكثير من العروض غزّة وفلسطين تعبيرًا عن التضامن مع الشعب الفلسطيني الصامد.

وشاركت في المهرجان 60 مسرحية من 28 بلدًا، 11 عرضًا مدرجًا في المسابقة الرسمية، و24 في الأقسام المؤثرة، و18 من مسرح العالم، و4 عروض تحت عنوان: تعبيرات مسرحية في المهجر. وتتبارى تونس بعملين: الفرمة، لـ غازي الزغباني، والهروب من النوبة، لـ عبد الواحد مبروك.

كذلك تنافس في المسابقة من الجزائر تراب الجنون، وصمت من الكويت، وأنتغوني من الأردن، وشمس من المغرب، وحكم نهائي من مصر، وترحال أو أرواح مهاجرة من سوريا، وأغنية الرجل الطيب من الإمارات، وأمل من العراق، أما العرض الأفريقي الوحيد في المسابقة فيحمل عنوان مسكن – لوحة تاريخية إيفوارية، من الكوت ديفوار. علمًا أنّ هذه الأعمال تتنافس على جوائز "التانيت الذهبي" و"التانيت الفضي" و"التانيت البرونزي" وأفضل ممثلة وأفضل ممثلة وأفضل نص وأفضل سينوغرافيا.

وتم تنظيم عدد من الندوات الفكرية على غرار الندوة الدولية العلمية حول المسرح وجمهوره اليوم أو اكتمال الفعل المسرحي، وندوة علمية بعنوان "كونية آنطوان تشيخوف: المجالات والامتدادات" والتي تطرقت لعدة مسائل بينها علاقة تشيخوف بالمخرجين وحضوره في المسرحين العربي والغربي. هذا إلى جانب الورشات حول "فن التمثيل" و"تقنيات الرقص والآداء الحركي" و"الرقص الأفريقي" و"صانعو العرائس المالية" (نسبة إلى دولة مالي).

كما واصلت أيام قرطاج المسرحية انفتاحها للدورة السابعة على التوالي على إبداعات نزلاء السجون في مجال الفن الرابع. إذ تسابقت ثماني مؤسسات سجنية ضمن قسم "مسرح الحرية" على ثلاث جوائز.

(خاص "عروبة 22")

يتم التصفح الآن