قضايا العرب

تحديات الأمن الغذائي العربي في ظلّ التغيّر المناخيمقترحات وتوصيات.. لتجنّب الأسوأ!

يُعد الأمن الغذائي جانبًا أساسيًا لرفاهية الإنسان والإستقرار المجتمعي، ويمثّل توافر الطعام المغذّي وإمكانية الوصول إليه والقدرة على تحمل تكاليفه لجميع السكان تحديًا عالميًا أساسيًا. وفي المنطقة العربية، وعلى الرغم من مواردها الطبيعية الهائلة، يظلّ الأمن الغذائي مصدر قلق ملحّ، ويتطلّب من الجهات الحكوميّة والقطاعات الخاصة خططًا واستراتيجيات قريبة ومتوسطة وبعيدة المدى للحؤول دون الوصول إلى شبح المجاعات وندرة الموارد.

تحديات الأمن الغذائي العربي في ظلّ التغيّر المناخي
مقترحات وتوصيات.. لتجنّب الأسوأ!

بحسب التقرير الأخير الصادر عن إدارة البحوث والدراسات في "اتحاد المصارف العربية" (آذار/مارس 2024)، الذي يحمل عنوان "تحديات الأمن الغذائي العربي في ظل التغيّر المناخي"، فإنّ التحديات الأساسية للأمن الغذائي العربي تتخلّص بالعوامل التالية:

تغيّر المناخ: فالمنطقة العربية معرّضة بدرجة كبيرة للآثار السلبية لتغيّر المناخ، بما في ذلك ندرة المياه والتصحّر والظواهر الجوية المتطرّفة.

عدم الإستقرار السياسي: فالصراعات السياسيّة المستمرة والاضطرابات في العديد من البلدان العربية تؤدي إلى تعطيل إنتاج الغذاء، وتعطيل طرق التجارة وموجات النزوح.  

ندرة المياه: وهو من أكبر التحديات التي تتفاقم بسبب النمو السكاني والتوسّع الحضري والممارسات غير الفعّالة لإدارة المياه.

الاعتماد على الواردات الغذائية بشكل كبير وتحديدًا الحبوب، إذ تبلغ نسبة الاعتماد على الواردات منها 65%، وذلك يعرّض لمخاطر تقلّبات الأسعار وغيرها.  

التفاوتات الاقتصاديّة: القائمة في الدول العربية بين المجتمعات المهمشة والأخرى الأكثر يسرًا؛ لناحية الحصول على الغذاء والقدرة على تحمّل تكاليفه، فمستويات الفقر والبطالة تؤثر بشكل كبير على قدرة الأسر على شراء الأطعمة.

وبحسب تقرير (Overview of Food Security and Nutrition Near East and North Africa Regional) الصادر عن الأمم المتحدة عام 2023، وصل الجوع في البلدان العربية عام 2022 الى أعلى مستوياته منذ عام 2000، حيث بلغ عدد الأشخاص الذين يعانون من نقص التغذية قرابة 60 مليون شخص في عام 2022، أي أعلى بنسبة 75،9% عما كان عليه عام 2000. ويمثّل هذا الرقم نسبة 12،9% من السكان. وهو أعلى من المتوسط العالمي البالغ 9،2%، وقد أثّر إنعدام الأمن الغذائي المتوسط أو الشديد على نحو 170 مليون شخص، أي نسبة 36،6% من السكان. كما يعاني 61 مليون شخص من إنعدام الأمن الغذائي الحاد. وبحسب التقرير تعد الصراعات وتغيّر المناخ والتباطؤ الإقتصادي والإضطربات الإجتماعية من الأسباب الرئيسية لإنعدام الأمن الغذائي في المنطقة العربية.

ويعرض التقرير بعض المقترحات/الحلول على صانعي القرار والتي تساعد في التخفيف من تداعيات التغيّر المناخي، وتساهم في تعزيز الأمن الغذائي العربي، ومنها: التخفيف من تأثير التغيّر المناخي (من خلال الإدارة المستدامة للمياه والزراعات المقاومة للمناخ وتعزيز أنظمة الإنذار المبكر وبناء القدرات المؤسَسيّة)، والتخفيف من الصراعات الإقليمية والمحلية، ومن تأثير الصراعات الجيوسياسيّة العالمية، وزيادة التمويل للزارعة والتعاون العربي – العربي من خلال ست خطوات ضرورية، هي: الحلول الجماعية لمواجهة التحديات المشتركة، تعزيز السيادة الغذائيّة والاكتفاء الذاتي، التجارة الاقليميّة وتكامل الأسواق، تقاسم الموارد ونقل التكنولوجيا، المساعدات الإنسانيّة والاستجابة للأزمات، وأخيرًا تنسيق السياسات والحوكمة.


للاطلاع على التقرير كاملًا إضغط هنا

(اتحاد المصارف العربية - إدارة البحوث والدراسات)

يتم التصفح الآن