صحافة

"المشهد اليوم"... قمّة المنامة تمهّد لحلّ الدولتين بـ"قوات أممية"

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع حالة من الترقب لما قد يصدر عن القمة العربية في البحرين، بالإضافة إلى تصاعد التوترات في الداخل الإسرائيلي حول "اليوم التالي" للحرب. بينما تعتزم جنوب أفريقيا الطلب من محكمة العدل الدولية إصدار أمر بوقف فوري للهجوم الإسرائيلي على رفح، واصفةً إياه بأنه عملية "إبادة جماعية" تهدد حياة الفلسطينيين.

في هذا السياق، تضمنت نسخة غير رسمية لمشروع البيان الختامي لقمة البحرين، بحسب ما ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط"، دعوة من الدول العربية إلى "نشر قوات حماية وحفظ سلام دولية تابعة للأمم المتحدة في الأرض الفلسطينية المحتلة إلى حين تنفيذ حل الدولتين". بينما أكد أمين عام الجامعة أحمد أبو الغيط، لـ"الشرق الأوسط"، أنّ "العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة طغى على جدول أعمال القمة، لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن ذلك لن يمنع القمة من مناقشة قضايا المنطقة، وعلى رأسها الأزمات في السودان واليمن وليبيا، وملفات الأمن المائي، وغيرها من ملفات العمل العربي المشترك".

بالتزامن، وإذ تكبد جيش الاحتلال خلال الساعات الأخيرة خسائر كبيرة في أرواح ضباطه وجنوده خلال المعارك الجارية في مختلف أنحاء قطاع غزة، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو القرار الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي يشجع على الاعتراف بدولة فلسطينية، بذريعة أنه لن يسمح بإقامة "دولة إرهابية"، كما رفض وقف الحرب في غزّة، مجددًا التشديد على أنّ الانتصار العسكري على "حماس" هو الخيار الوحيد الذي سيسمح بمناقشة اليوم التالي في غزة. في حين خرج وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بموقف علني يؤيد فيه معارضته سياسية نتنياهو بشأن "اليوم التالي"، فأعلن أنه لن يوافق على حكم عسكري في قطاع غزّة. أما وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، فدعا إلى إقالة غالانت "من أجل أن تتحقق أهداف الحرب".

في الإطار نفسه، رأى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنّ إسرائيل بحاجة إلى خطة واضحة وملموسة بشأن مستقبل قطاع غزة، حيث تواجه احتمال حدوث فراغ في السلطة يمكن أن تملأه الفوضى.

أما على الجبهات الإقليمية المشتعلة، فاشتدت وتيرة الاشتباكات على الجبهة اللبنانية خلال الساعات الأخيرة بين "حزب الله" والقوات الإسرائيلية التي شنّت سلسلة من الهجمات المتتالية هي الأعنف من نوعها على منطقة بعلبك في البقاع، بينما على الجبهة اليمنية أعلن الجيش الأميركي أنه دمّر، مساء الأربعاء، أربع طائرات مسيّرة في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين.

وفي ظل التطورات الحاصلة، لفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "المواطن العربي ينظر للقمة العربية، المنعقدة حاليًا في العاصمة البحرينية المنامة، وكله أمل في أن تتوصل إلى موقف موحد، قوي وفعال، تجاه الاعتداءات الإجرامية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في غزّة".

كما اعتبرت صحيفة "عكاظ" السعودية أنّ "القمة يجب أن تكون قمة قرارات لا توصيات، لأنّ الأوضاع في أجزاء كثيرة من العالم العربي وصلت حدًا كبيرًا من الخطورة التي ستهدد الجميع إذا استمرت على ما هي عليه، وبالتالي لن تفيد كثيرًا أي مخرجات للقمة حين تأتي في صيغة توصيات غير ملزمة".

بدورها، أشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنها "قمة استثنائية تعقد في ظروف استثنائية، وفي مواجهة تحديات ومخاطر غير مسبوقة، تهدد مجمل الأمن القومي العربي، ومعه العمل العربي المشترك الذي يجب أن يرتقي إلى مستوى هذه التحديات والمخاطر التي تواجهها الأمة العربية".

من جانبها، رأت صحيفة "الوطن" البحرينية أنّ "قمة البحرين تحمل أهمية كبيرة، حيث يجتمع القادة العرب لمعالجة القضايا المُلحّة ورسم الطريق إلى الأمام. ومع التركيز على الأمن والقضية الفلسطينية والتعاون الاقتصادي وحل النزاعات ورسم طريق للتقدّم، توفر القمة منصة حاسمة للدول العربية للتعاون والعمل من أجل مستقبل أكثر ازدهارًا وتناغمًا".

بينما شددت صحيفة "الدستور" الأردنية على أنّ "ما تمارسه المستعمرة الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني من جرائم وانتهاكات وقتل وتدمير، منذ عام النكبة 1948، ما زالت تمارسه، بكل وقاحة، في قطاع غزة بشكل خاص، وعلى امتداد خارطة فلسطين بشكل عام، وخاصة في منطقة النقب البدوية، والفرق بين ممارساتها وجرائمها عام 1948، ونفس جرائمها عام 2023، هو الصورة، المشهد، الكاميرا، وسائل الاتصال".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن