يُعدُّ انتخاب دونالد ترامب رئيسًا لأميركا، حدثًا هامًّا لأنّه سيكون له تأثير في عدّة نزاعات في العالم، خصوصًا أنّه يَعِد بإنهاء الحرب الروسية - الأوكرانية، وإن اتّضح لاحقًا أنّ الأمر أعقد من تفعيل هذه التصريحات والوعود. كما تمّ رصْد قدوم مجموعة من المحاربين من كوريا الشمالية للمشاركة في الحرب الروسية - الأوكرانية، واعتقالهم من طرف الجيش الأوكراني. وهناك تقارير تشير إلى إرسال كوريا الشمالية حوالى عشرة آلاف جندي إلى روسيا.
أوروبا تواجه تحديًّا كبيرًا ويتعيّن عليها اتخاذ قرارات استراتيجية تتجاوز الخلافات العميقة بين دولها
أشار آلان دو نيف، الباحث في المعهد الملكي العالي للدّفاع في بروكسيل، إلى صعوبة التوصّل إلى اتفاق قريب بين روسيا وأوكرانيا وذلك بسبب الشروط الروسية وعدم التوافق على عدّة نقاط. واعتبر الباحث نفسه، قرار الرئيس الأميركي السابق جو بايدن بأنّه شكّل مفاجأة، حين أعطى أوامره إلى أوكرانيا، بضرب العمق الروسي، ردًّا على وجود أفراد من جيش كوريا الشمالية في الحرب، ومن شأن هذا المعطى أن يُساهم في تدويل النّزاع وديْمومته.
ويبدو أنّ أوروبا تواجه تحديًّا كبيرًا مع استمرار الحرب، إذ يتعيّن اتخاذ قرارات استراتيجية تتجاوز الخلافات العميقة بين الدول الأوروبية وكذلك الحسم في مسألة الرّفع من ميزانيات الدفاع.
كما أشارت المجلة إلى النّزاع الثاني في أوروبا والذي يدور بين أرمينيا وأذربيجان، مع تفوّق أذربيجان وتعقّد المصالح الاستراتيجية لعدّة بلدان في المنطقة ممّا يجعل القوقاز مهدّدةً بفقدان الاستقرار والسِّلم؛ خصوصًا مع التحالف التركي الأذربيجاني.
سنة 2023 ارتفع مؤشر العنف بشكلٍ رهيب لتصبح الإكوادور من أخطر دول أميركا الجنوبية
في المِحور المخصّص للنزاعات في أميركا الجنوبية، توقّفت المجلة عند استمرار النّزاع بين الدولة والعصابات في المكسيك، وتَشَكُّلِ نظامٍ سياسي جديد في الخفاء، بسبب علاقة عددٍ من السياسيين ورجال الأعمال بقيادة العصابات والاستثمار في المخدّرات. ومعلوم أنّ المكسيك تحتلّ المرتبة 96 في مؤشِر "نورماندي للسلم". كما رصدت المجلة واقع الحال في دولة فنزويلا التي تحتلّ المرتبة 125 في المؤشِّر نفسه، والتي تعاني من الهشاشة بسبب العقوبات الدولية.
ويُعتبر الإكوادور البلد الثالث في أميركا الجنوبية، الذي يعاني بدورِه من أزمة أمنية بسبب العنف. ويُلاحَظ أنّ هذا البلد، كان مؤشر العنف فيه، سنة 2014، من أفضل المؤشِّرات في المنطقة، لكن في سنة 2023، ارتفع مؤشر العنف بشكلٍ رهيب، لتصبح الإكوادور من أخطر دول أميركا الجنوبية في العنف الناتج عن الإجرام، وذلك بسبب الهشاشة البنيويّة للدّولة وعدم الاستقرار السياسي وعدم المساواة الاجتماعيّة، الشيء الذي ساهم في الانحدار إلى العنف والجريمة المنظّمة.
لبنان يعاني من أزمة اقتصادية حادة وسوريا في آخر الترتيب والعراق في وضع حرج
كذلك رصدت المجلة أوضاع بلدان في الشرق الأوسط وهي إسرائيل ولبنان وسوريا والعراق وإيران. إذ تحتلّ إسرائيل المرتبة 71 من مؤشر نورماندي (5.74)، وهي التي دخلت في صراع مكشوف مع إيران ولبنان وحركة "حماس". أمّا إيران فتحتلّ المرتبة 110 في مؤشر نورماندي (4.77)، وهي تعاني من أطول وأعمق أزمة اقتصادية في تاريخها المعاصر، بسبب العقوبات الاقتصادية الأميركية؛ هذا إضافة إلى الحرب مع إسرائيل.
بالنِّسبة للبنان، فإنّه مصنّف في المرتبة 121 من مؤشر نورماندي للسلم (4.39)، ويعاني من أزمة اقتصادية حادّة ومن انهيار العملة وتدنّي المرافق العمومية والمؤسَّسات. أمّا سوريا فهي مصنّفة في المرتبة 138 لمؤشر نورماندي للسلم، أيّ في آخر الترتيب (لأنّ مؤشر نورماندي يضم 138 مرتبة)، وبالتّالي فسوريا هي الأكثر عنفًا في العالم وفقدانًا للسّلم والأمان، بخاصّة أنّها تعاني من الإرهاب والعنف وهشاشة الدولة والتضليل الإعلامي والأزمات الاقتصادية ومختلف التهديدات الهجينة التي رتّبها مؤشر نورماندي للسلم، إضافة إلى أنّها مجال للصراع بين قوى إقليمية ودولية، وتوقّعت المجلة دخول سوريا في حربٍ أهلية. علمًا أنّ المادّة حُرّرت في العدد قبل الإطاحة بنظام بشار الأسد وتولّي أحمد الشّرع رئاسة الجمهورية.
ويُعدّ العراق من الدول التي أدرجتها المجلة في خانة الدول التي تُعاني من عدم الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وهو مصنّف في المرتبة 130 لمؤشر نورماندي (3.69). ويُعاني العراق من الميليشيات التي تساهم في ترسيخ هشاشة الدولة، وخصوصًا ميليشيا "الحشد الشعبي". ويرى مدير المركز الفرنسي للبحث حول العراق، أنّ البلد في وضع حرج حيث هناك صراعات وأزمات داخليّة وضغوط خارجيّة، مما يفقده التوازن المطلوب.
وتضمّن العدد أيضًا رصْدًا لأوضاع العنف في أفريقيا، وشمل ذلك منطقة الساحل (مالي ونيجيريا وبوركينا فاسو)، ثم السودان والقرن الأفريقي، وبحيرة التشاد وكذلك الكاميرون.
(خاص "عروبة 22")