صحافة

"المشهد اليوم"... إسرائيل تواصل "التطهير العرقي" وتقصف مشافي غزّةرئيس الحكومة اللبنانية يزور دمشق اليوم ومفاوضات مسقط تثير انقسامًا في البرلمان الايراني

جانب من مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة بعد تدميره من قبل القوات الإسرائيلية في وقت سابق(د.ب.أ)

تتعمد اسرائيل القضاء على كل أوجه الحياة في قطاع غزّة ومن هنا يأتي قصفها للمستشفيات والمراكز الطبية، وفق ما تدعي انه استهداف لقيادات ومراكز تابعة لحركة "حماس"، فيما الهدف الأساسي هو تدمير ممنهج للمنظومة الصحية برمتها ومنع المنظمات الدولية والاممية من ادخال المساعدات والمواد المطلوبة وحتى الوقود منذ بداية الشهر الماضي في إطار مخطط تهجير الفلسطينيين وجعل القطاع مكانًا غير قابل للسكن. 

وفي اطار تكرار الذرائع عينها، استهدفت غارات اسرائيلية، فجر أمس، "مستشفى المعمداني" الذي خرج عن الخدمة بالكامل مؤقتاً بعد اجلاء كافة المرضى والطاقم الطبي العامل، ما يجعل مليون شخص في مدينة غزة وشمالها بلا أي خدمات حقيقية تتعلق بالإسعاف والطوارئ. ومع هذا الاعتداء الجديد، يكون الاحتلال قد استهدف 36 مستشفى ومركزًا طبيًا خلال الحربووسط إدانات عربية ودولية، كذّبت "حماس" رواية الاحتلال بأن الحركة تستخدم المستشفى في أنشطة عسكرية ووصفت ذلك بأنه "تكرار مفضوح للأكاذيب"، مطالبة بتشكيل لجنة تحقيق دولية تفند هذه الادعاءات الكاذبة وتكشف ما يتم ارتكابه من انتهاكات.

وتترافق هذه الاعتداءات مع مواصلة أهالي الأسرى الإسرائيليين التظاهر للمطالبة بوقف الحرب فورًا، حيث احتشد المئات أمام منزل الوزير رون ديرمر في القدس، متهمين اياه بعرقلة المفاوضات والاستخفاف بأرواح المحتجزين، كما طالبوا باستقالته من رئاسة الوفد الإسرائيلي المفاوض. في الأثناء، تتزايد حالة التمرد ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته، حيث وقّع أكثر من 250 عاملًا سابقًا بجهاز "الموساد" عريضة تدعو لإعادة الأسرى، ولو تتطلب ذلك وقف الحرب. ومنذ الخميس الماضي تتوالى العرائض الرافضة لما يجري في القطاع الفلسطيني لجهة أثره على حياة الرهائن، في وقت لا يكترث نتنياهو لكل الضغوط بل يستكمل حرب الابادة ويعلن عن مخططات توسعية وتكثيف القتال في محاولة لفرض وقائع جديدة في القطاع قبل الموافقة على أي صفقة مُمكنة.

هذا ويعيش سكان غزة واقعًا انسانيًا مأساويًا مع تشديد تل أبيب الحصار واغلاق المعابر ورفض ادخال أي مواد غذائية ومستلزمات ضرورية، ما دفع منظمة "أطباء بلا حدود" الى وصف ما يجري بأنه "تطهير عرقي ضد ملامح الحياة في القطاع"، مؤكدة أن "رائحة الموت تفوح في كل مكان". والى جانب الاوضاع المتفاقمة، يعيش الغزاويون على وقع انذارات الاخلاء مع توسيع الاحتلال نطاق سيطرته بعد اكتمال حصار رفح واعلان ضمها إلى المنطقة الامنية، كمنطقة خاضعة بالكامل للسيطرة الإسرائيلية، وذلك بهدف "تحويل غزة إلى جيب جغرافي داخل إسرائيل وإبعاد القطاع عن الحدود المصرية وزيادة الضغط على "حماس"، وفق ما ذكرت صحيفة "هآرتس".

وبانتظار ما ستؤول اليه المفاوضات الجارية والضغوط الممارسة من قبل الوسطاء لوقف اطلاق النار والعودة الى الهدنة في غزة، تتصدر المفاوضات الايرانية - الاميركية الاحداث غداة الاجواء "الايجابية" التي تم اشاعتها من قبل الطرفين اللذين عقدا محادثات غير مباشرة، يوم السبت الماضي، في سلطنة عُمان، للمرة الاولى منذ سنوات. ونقل موقع "أكسيوس" عن مصدرين مطلعين إشارتهما الى أنه من المتوقع عقد جولة ثانية من المحادثات النووية السبت المقبل في العاصمة الإيطالية، روما. من ناحية أخرى، نقلت وكالة "تسنيم" للأنباء عن المتحدث باسم لجنة الأمن القومي بالبرلمان الإيراني إبراهيم رضائي قوله "إن الولايات المتحدة أبدت جديتها وعدم رغبتها في الحرب". لكنه شدد على أنه "لا يمكن الوثوق بواشنطن على الرغم من الأجواء البناءة التي رافقت المفاوضات".

بدوره، حذّر وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث من عواقب فشل المفاوضات، موضحًا أن الرئيس دونالد ترامب "جاد تماماً في منع إيران من امتلاك سلاح نووي". وقال: "الولايات المتحدة تأمل في حل دبلوماسي، ولكنه إذا تعذر تحقيق ذلك فإن الجيش مستعد لضرب العمق الايراني وبقوة". يُذكر أن البرلمان الإيراني شهد، أمس، خلال جلساته الاسبوعية مشادات كلامية بين المؤيدين والرافضين لمسار التفاوض مع واشنطن والسياقات التي جرى بها، في وقت انقسم المجتمعون بين مشكك بنتائجها وامكانية نجاحها وبين داعين الى الروية والهدوء الى حين معرفة ما ستؤول اليه.

ومن مفاوضات مسقط وتداعياتها على مجمل الاوضاع في المنطقة الى الشأن اللبناني الداخلي مع بدء العد العكسي لإنجاز استحقاق الانتخابات البلدية على 4 مراحل، حيث سيتم البدء بمحافظة جبل لبنان في 4 أيار/مايو المقبل، مع اعتماد قانون الانتخابات عينه، رغم وجود الكثير من المطالبات بتعديله. وبرر رئيس مجلس النواب نبيه بري ذلك، في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط"، بالقول "إنه لم يعد هناك من متسع أمامنا لإجراء الانتخابات سوى أسابيع معدودة، ومجرد الدخول في تعديله (القانون) سيؤدي حكمًا إلى تأجيل إجراء الانتخابات البلدية"، واضاف "نحن من جانبنا نلتزم بإنجازها، ولا نؤيد ترحيلها إلى موعد لاحق".

بالتزامن مع هذه الملفات الداخلية، تبرز زيارة رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام إلى دمشق، اليوم، لمناقشة الكثير من الملفات العالقة بين البلدين، وأبرزها ملف المخفيين اللبنانيين قسرًا في سجون النظام السوري السابق، فضلًا عن ملفات مرتبطة بالحدود المشتركة بين البلدين والاتفاقيات المبرمة سابقًا وصولًا الى الملف المتعلق بعودة اللاجئين السوريين إلى بلدهم. وبحسب المعطيات الاعلامية، فإن هذه الزيارة التمهيدية ستكون منطلقًا لزيارات أخرى سيجريها العديد من الوزراء اللبنانيين لمناقشة الملفات المشتركة ومحاولة ايجاد حلول لها.

ومع ترقب ما سيصدر عن هذه الزيارة التي تأتي في وقت شديد الحساسية والتعقيد بالنسبة الى البلدين، خطفت زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير خارجيته أسعد الشيباني الى دولة الامارات الأنظار، لاسيما أنها تزامنت مع تصاعد حدة الضغوط الممارسة على الادارة السورية الجديدة داخليًا وخارجيًا. وخلال اللقاء الذي جمع الشرع بنظيره الاماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، جرى التأكيد على "موقف أبوظبي الثابت تجاه دعم وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها"، كما التشديد على أن "دولة الإمارات لن تدخر جهداً في تقديم كل ما تستطيع من دعم إلى سوريا وشعبها خلال الفترة المقبلة"، بحسب ما نقلته وكالة أنباء الإمارات (وام).

أما في اليمن، فقد أدت الغارات الاميركية على مصنع غرب العاصمة صنعاء الى وقوع عدد من القتلى والجرحى، في حين أعلن المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع عن اسقاط مسيرّة أميركية من طراز "إم كيو 9" في محافظة حجة بصاروخ أرض جو محلي الصنع، مؤكدًا أن قدراتهم العسكرية "لم تتأثر رغم العدوان الأميركي الذي سيكون مصيره الفشل"، على حدّ قوله. ومنذ 15 آذار/ مارس الماضي أدت الغارات الأميركية على اليمن إلى مقتل 119 شخصًا وإصابة 231 آخرين، بحسب البيانات المُعلنة من جانب الحوثيين.

دوليًا، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نظيره الأميركي إلى زيارة أوكرانيا لرؤية الدمار الذي خلفه العدوان الروسي المستمر على بلاده. وتزامنت هذه الدعوة مع تجدد القصف الذي خلّف 34 قتيلًا على الأقل في مدينة سومي، شمال شرق البلاد وسط زحمة الاحتفال بـ"عيد الشعانين". وفي حين وضع البيت الابيض ذلك في إطار "التذكير الواضح بأن جهود الرئيس دونالد ترامب لمحاولة إنهاء هذه الحرب الرهيبة تأتي في وقت حاسم"، أثار الاعتداء غضبًا عارمًا واستنكاراً واسعًا من قبل دول الاتحاد الاوروبي. يُشار الى أن هذا الهجوم يأتي بعد يومين فقط من اللقاء الذي جمع المبعوث الأميركي الى الشرق الاوسط ستيف ويتكوف بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين وذلك ضمن مساعي واشنطن لوقف الحرب الاوكرانية المتواصلة منذ سنوات.

مواضيع المنطقة الشائكة عكستها عناوين ومقالات الصحف العربية الصادرة اليوم، حيث نرصد أبرز ما ورد خلال هذه الجولة الصباحية:

أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أن مباحثات عُمان بين إيران وأميركا "تهم المنطقة العربية، بل العالم كله، لأنه يبدو ما لم يحدث اتفاق أميركي - إيراني ستكون منطقة الشرق الأوسط، وأوروبا مقبلة على حرب جديدة، أو منعطف خطير يهدد معظم دولنا". وقالت: "تدخل إيران هذه المباحثات وهي غير متسلحة بميليشياتها التي حمتها في السابق، وكانت تشكل ذراعًا قوية ومركز ثقل ساعدها إلى حد كبير للوصول إلى اتفاق 2015" النووي.

صحيفة "اللواء"، بدورها، دعت الى انتظار نتائج هذه المحادثات في مسقط، "والتي قد تحمل في طياتها إما بارقة أمل في خفض التوترات الإقليمية أو نذر تصعيد ينذر بعواقب وخيمة على المنطقة والعالم، وذلك في خضم تصاعد التوترات الإقليمية"، متسائلة عن "الدوافع الحقيقية والاهداف الاستراتيجية الكامنة خلف التحشيد العسكري الاميركي في الشرق الأوسط وما هي الاحتمالات القائمة من ورائه".

إلى ذلك، لفتت صحيفة "عكاظ" السعودية الى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي حمل معه أربعة ملفات إلى البيت الأبيض، "تشمل السعي إلى المماطلة ومدّ آجال المعركة العسكرية في غزة كقارب نجاة يسبح عليه خوفًا من المحاسبة القضائية، كما كان يشتري الوقت مرة تلو الأخرى من إدارة بايدن"، جازمة بأن "فتح جبهات جديدة يمثل رافدًا لغريزة بقاء نتنياهو"، سواء كان ذلك في لبنان أو في اليمن كما بمساعيه لتوجيه ضربة لمنشآت إيران النووية، وصولًا الى التصعيد في الداخل السوري.

الموضوع عينه تطرقت له صحيفة "الدستور" الأردنية التي رأت أن التعارض والاختلاف بين الولايات المتحدة واسرائيل، "لا يعني أن ثمة انقلاباً وقع، أو سيقع بين الطرفين التي تجمعهما ترابط وعلاقات استراتيجية مبنية على الرؤى والمصالح المشتركة". واضافت: "يجب ان لا تشكل التباينات بين واشنطن وتل أبيب أية أوهام لخصوم اسرائيل: فلسطينيًا أو عربيًا أو إسلاميًا، بل يجب أن يكون واضحًا أن ترامب يأخذ المصالح الإسرائيلية بعين الاعتبار، ويتصرف على أساسها".

وتحت عنوان "سلاح "حزب الله" وإرادة اللبنانيين"، كتبت صحيفة "البلاد" البحرينية "اليوم، تعود الولايات المتحدة إلى لبنان بعد أن تغيّرت قواعد اللعبة، فالواقع الجديد لـ"حزب الله" جعله هشًّا أكثر من أي وقت مضى، لاسيما بعد أن خسر أيضًا سوريا كممر استراتيجي حيوي"، مشددة على أنه "وبصرف النظر عن مدى نجاح الولايات المتحدة في تحقيق أهدافها، يبقى الرهان الحقيقي على عاتق اللبنانيين، وهم الذين يجب أن يتعلموا من تجربتهم القاسية ويستفيدوا من الدروس لكتابة فصل جديد في تاريخ بلدهم".

وفي الشأن اللبناني أيضًا، نقلت صحيفة "الراي" الكويتية عن مصادر رسمية لبنانية اشارتها الى أن زيارة رئيس الحكومة نواف سلام الى دمشق "هي محطة تأسيسية لمسار جديد في العلاقة اللبنانية - السورية على قاعدة علاقة ندية من دولة إلى دولة وفي إطار حسن الجوار وإحترام سيادة الدولتين لبعضهما البعض"، كما أكدت أن ضمن جدول الاعمال يبرز "مناقشة ضبط الحدود ومنع التهريب والتشدد على المعابر الشرعية وذلك في مواكبةٍ لمسار ترسيم الحدود بين البلدين برعاية السعودية".

من جانبها، تناولت صحيفة "الراية" القطرية سياسات الرئيس الاميركي الاقتصادية لاسيما لجهة الرسوم الجمركية التي فرضها على مختلف دول العالم، معتبرة أنه "في عالم يتجه نحو تعددية اقتصادية مُتسارعة، فإن مثل هذه الإجراءات قد تُعجّل بانتقال الثقل الصناعي والتِجاري نحو مراكز أخرى أكثر انفتاحًا واستقرارًا"، موضحة ان "السياسة التجارية، حين تتحوّل إلى أداة سياسية خالصة، تفقد توازنها الاقتصادي، وتكفّ عن خدمة المصلحة الوطنية".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن