أوضاع لا تقدّم إجابات على أسئلة صعبة. هل العالم أقلّ عنفًا عمّا كان عليه قبل مئة عام؟ هل هو عالم أفضل؟ هل عرض الأفكار يخدم بواقعها الحميم الحرب الجارية في المنطقة بمشاركة كثيرين؟. فقد نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" أخيرًا قائمة من أفضل عشرة كتب تناولت تاريخ الصراع العربي - الإسرائيلي، في غالبيتها لكتّاب ومؤرّخيين غربيين ما خلا اسمًا أو اسمين عربيين وردا في القائمة وغير تمثيليّين لقائمة أسماء أخرى لمعت في تدوين الصراع في تاريخيته وأزادت رؤاها المستقبلية.
- كتاب "الأعداء والجيران، العرب واليهود"، ايان بلاك، 2017. يروي تاريخ الصراع وعواقبه العالمية، كما أوحى بها متخصّصو التاريخ الفلسطيني (1917-2017)، بالتزامن مع الذكرى المئوية لوعد بلفور.
- "ثمانية عشر يومًا في أكتوبر، حرب الغفران"، أوري كوفمان، 2023. يعرض إخفاقات المخابرات الإسرائيلية، والاستعدادات العربية للحرب.
- "سيرة بنيامين نتنياهو"، أنشيل فيفر، 2018. يعكس صورة السياسي الغاضب، المرفوض، الحذر. كل الشخصية بظلالها ومنعطفاتها التي تُلقى على إسرائيل الحديثة.
- "الحياة اليومية في إسرائيل والضفة الغربية"، عبد سلامة، 2023.
- "قصة فلسطين"، بقلم ناثان شرال، 2009. قصة طفل فلسطيني ورحلة مدرسية تنتهي بحادث مروري ومأساة يرويها صحافي مقيم في القدس.
- "هوامش في غزة"، لجو ساكو، 2009. رواية مصوّرة لقصّة مؤلمة راح ضحيتها 11 فلسطينيًا في رفح العام 1956.
- "حركة المقاومة الإسلامية حماس"، بقلم بيفرلي ميلتون وستيفن فاريل، 2010. حول إختناق الحياة في الشريط المحصور، أحوال "حماس" وبنيّة تطوّرها وتنافسها مع قومية فتح ياسر عرفات.
- "قصة النضال الفلسطيني"، لرشيد الخالدي، 2007، مؤرّخ الاستعمار. وصف تاريخي للأحداث والإخفاق في قيام دولة فلسطينية.
- "الامبراطورية العثمانية وإنشاء الشرق الأوسط"، بقلم ديفيد فرومكين، 2007. ملحمة تاريخية اجتاحت الشرق الأوسط.
- "خطر الرمال، بريطانيا وفرنسا والصراع الذي شكّل الشرق"، جيمس بار، 2011. رواية مفعمة بالوصف وبالحيوية عن "سايكس بيكو".
روايات مهمّة تسلّط الضوء مجددًا على خلفية الصراع الدائر في غزّة، ومن ضمن مجموعة واسعة من التي صدرت حول المنطقة، والمهم التعامل معها على النحو الصحيح. فالقصّة قصّة تاريخ جشع / إمبراطوري / استعماري ساخر من الشعوب للغاية، وله عواقب كثيرة على دول وشعوب المنطقة.
يجب أن يطرح الإسرائيلي على نفسه السؤال التوراتي عن الخير والشر والغفران والحرية
فقد أدّت العولمة إلى عالم واحد، فإذا به اثنين وثلاثة وخارج التوقّع. كأنه استيقظ في حرب غزّة ووجد نفسه نقيض ذاته. سقطت الدول المعترف أنها ديمقراطية إزاء الفظائع في الأفكار والقيم المزدوجة. كثيرون قدّموا إسهامات وعبّروا من خلال الأحداث المحيطة بالقضية الفلسطينية بإنتاجات واقعية. لكن عرضها للصراع بين الخير والشر في نصوص مبسّطة، ترجمة معاكسة لأوضاع مركّبة.
ماذا يبقى من تلك النصوص غير أنّ إسرائيل شرّ. يجب أن يطرح الإسرائيلي على نفسه هذا السؤال التوراتي عن الخير والشر والغفران والحرية، وكذلك العالم إذا قدّر له التبصّر والتأمّل. فيما النصوص العربية الشيء وعكسه. لحظة انفصام بنيوية لعوالم قلبت الطاولات على صلاتها التاريخية، واستسلمت لمشاعرها وغرائزها ومخاوفها لصالح الانقسامات الأفقية والعمودية والاثنتين معًا.
