واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، الذي تجاوزت حصيلة ضحاياه حتى الساعة 21 ألف شهيد، على وقع تكثيف الجيش الإسرائيلي غاراته وعملياته البرية في وسط القطاع وجنوبه، واستمرار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في سياسة "الهروب إلى الأمام" ورفض مناقشة أي خطط عن "اليوم التالي" في مجلس وزراء الحرب، هروبًا من المساءلة والمحاسبة الداخلية إثر انتهاء الحرب، لا سيما وأنّ مراقب الدولة في إسرائيل متانياهو إنجلمان كشف أنه باشر العمل على إجراء تحقيق جذري في إخفاقات الحرب مع القيادات السياسية والعسكرية، لافتًا إلى أنه سيتناول في تحقيقاته ما سبق هجوم "حماس"، وأداء الحكومة الإسرائيلية خلال الهجوم وبعده، وعلاج "الجبهة الداخلية".
في المقابل، وإذ شدد أبو عبيدة، الناطق باسم "كتائب القسام"، على أنه لن يتمّ القبول بأي صفقات لتبادل المحتجَزين ولا غيرها من الطروحات قبل "الوقف الكامل" للحرب، أعلنت حركة "حماس" أنها اتفقت مع فصائل فلسطينية أخرى على حل وطني يقوم على تشكيل حكومة وحدة، مضيفةً أنّ الفصائل الفلسطينية عبّرت عن رفضها للسيناريوهات الإسرائيلية والغربية لما بعد الحرب، في الوقت الذي يتوجه فيه وفد من "حماس" إلى القاهرة اليوم، لتقديم ملاحظات بشأن مبادرة مصرية تنص على وقف لإطلاق النار ينهي الحرب الإسرائيلية على غزّة، وفق ما أفاد مسؤول في "الحركة" وكالة الصحافة الفرنسية.
في هذا السياق، رأت صحيفة "البيان" الإماراتية، ضمن إطار مقال للكاتب عماد الدين أديب، أنّ "الأسوأ من العمليات الوحشية لجيش الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين العزل في غزة، هو الانقسام الفلسطيني – الفلسطيني بين حركة "حماس" في غزّة والسلطة الفلسطينية في رام الله. في حين لفتت صحيفة "الشرق" القطرية إلى أن "الضمير الإنساني لا يزال غائبًا، ووصمة العار تلطخ جبين المجتمع الدولي وهو يصم آذانه عن التحذيرات المتكررة من العاملين في المجال الإنساني الذين يشكون من ازدياد صعوبة تقديم المساعدات للأشقاء الفلسطينيين في قطاع غزّة".
بدورها، أشارت صحيفة "عكاظ" إلى أنّ "إسرائيل كعادتها تعتمد على سياسة تجاهل أسباب الصراعات والقفز مباشرة على النتائج، غير أنّ عليها أن تدرك أنها إذا أرادت الاستمرار في المنطقة بسلام عليها أن تعيد الجولان التي اغتصبتها للسوريين بعد إزالة المستوطنات التي بُنيت عليها، وأن تعيد مزارع شبعا للبنانيين، وأن تعيد الضفة الغربية كاملة لأهلها، وأن تفك الحصار الظالم والقاتل المفروض على أهل غزّة".
وتزامنًا، أفادت صحيفة "الجريدة" الكويتية بأنه "في محاولة لمنع برميل البارود من الانفجار في المنطقة، أرسلت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن رسالة مباشرة إلى المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي عبر سويسرا تبرأت فيها من اغتيال جنرال الحرس الثوري رضا موسوي في سورية أو حتى العلم بالعملية الإسرائيلية، مطالبةً بعدم التصعيد وتسريع فتح قنوات الاتصالات الأمنية المباشرة كي لا تنجر المنطقة إلى حرب أوسع، بدأت من غزة والضفة الغربية وتتمدد بالفعل إلى لبنان وسورية والعراق واليمن وإيران".
بينما لفتت صحيفة "المصري اليوم" إلى أنّ "إيران تحاول أن تحصل على نصيب من نجاح عملية طوفان الأقصى، في تعليق على إعلان الحرس الثوري الإيراني أن العملية كانت إنتقامًا لمقتل قاسم سليماني"، مشددةً على أنّ "هذا خبث إيرانى شديد، لأنّ طهران إذا كانت قد ألقت بروايتها فى البداية، ثم سحبتها، فإنها قد ضمنت أن تبقى الرواية في هامش الذاكرة لدى الناس، وضمنت أيضًا أن تكون قد حسّنت من صورتها أمام المطالبين بالثأر لسليمانى عندها، وضمنت للمرة الثالثة أن تظل إسرائيل تشك فيما إذا كانت العملية فلسطينية خالصة".
(رصد "عروبة 22")