صحافة

"المشهد اليوم"... نتنياهو وجنرالاته يدفعون نحو "الحرب الشاملة"

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة حيث تواصل حرب "الإبادة الجماعية" في حصد أرواح المدنيين والصحافيين وآخرهم أمس حمزة وائل الدحدوح بغارة استهدفت سيارته في خان يونس، وسط إصرار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو على مواصلة الحرب على القطاع والمغامرة بإشعال فتيل "الحرب الشاملة" في المنطقة، لا سيما وأنّ وسائل الإعلام العبرية نقلت عن جنرالات إسرائيليين مطالبتهم الحكومة الإسرائيلية بـ"الانتقال من حالة الدفاع إلى حالة الهجوم" على الجبهة الجنوبية اللبنانية مع "حزب الله"، مشددين في هذا الإطار على وجوب "العمل بروح الظروف الجديدة التي خلقها هجوم "حماس" في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وشنّ حرب محدودة على لبنان".

أما على مستوى الخلافات الإسرائيلية الداخلية، فذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست"، أنّ نتنياهو أعلن أنه "يعتزم التقدّم بقانون من شأنه أن يُجبر المسؤولين الذين يحضرون مناقشات بشأن قضايا الأمن القومي للخضوع إلى فحص من أجهزة كشف الكذب"، في حين أظهر استطلاع للرأي العام الإسرائيلي، نُشرت نتائجه مساء الأحد، تراجع شعبية "الليكود" بزعامة نتنياهو، مقابل زيادة شعبية "المعسكر الوطني" الإسرائيلي بقيادة الوزير في كابينيت الحرب، بيني غانتس. وتوازيًا كشف رئيس المعهد الأميركي - العربي في واشنطن، الدكتور جيمس زغبي، في حديث لـ"الشرق الأوسط" أنّ شعبية الرئيس جو بايدن شهدت "انخفاضاً هائلًا" في أوساط الجاليات العربية والمسلمة، وبين الشباب الأميركيين عمومًا، بسبب الدعم غير المشروط الذي يُقدّمه لإسرائيل منذ بدء الحرب في غزّة.

ومع ارتفاع منسوب القلق من اتساع رقعة الحرب في المنطقة، أشارت صحيفة "الخليج" الإمارتية إلى أنّ "أحدًا لا يريد نشوب حرب بين لبنان وإسرائيل، لكنّ جنون القيادات الإسرائيلية، والبحث عن نصرٍ مؤزّر قد يشعلان الحرب التي إن وقعت هذه المرة ستؤدي إلى حرب إقليمية بالفعل، وستكون ساحتها سوريا والعراق، وربما إيران، لهذا على الولايات المتحدة ومجلس الأمن القيام بدور حاسم، لتجنّب هذه الحرب، وبداية هذا الدور وقف إطلاق النار في غزة".

وفي هذا السياق، أكدت صحيفة "الشرق" القطرية أنّ "دولة قطر، رغم التعقيدات، ترفض الاستسلام أمام كل العقبات التي تحدث في المشهد، وتواصل وساطتها بين الفلسطينيين وإسرائيل وحراكها الدبلوماسي المكثف مع التشديد على ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية من أجل حقن الدماء، وحماية المدنيين وإيصال المساعدات، ومنع اتساع رقعة الصراع".

بدورها، لفتت صحيفة "الرياض" السعودية إلى أنّ الحرب الإسرائيلية على غزّة "عزّزت من خلق وتكوين جيل عربي كاره لإسرائيل موازٍ لكراهية الجيل السابق (النكبة)"، مشيرةً إلى أنّ "هذه الحرب تغذي الكراهية، بالإضافة إلى وسائل الإعلام التي تتحدث بغزارة واشمئزاز عن الممارسات الإسرائيلية وما تقوم به من نكبات ومجازر، محققةً بذلك مأساة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزّة، كل ذلك دفع إلى العزوف عن عملية التطبيع مع إسرائيل أو الدعوة إلى التقارب معها على جميع المستويات".

في حين لفتت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "زيارة وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن الخامسة، منذ 7 أكتوبر، تستهدف "التهدئة"، وإزالة الصاعق من أي لغم جاهز للتفجير في لبنان أو العراق أو اليمن، والبحث عن القواسم المشتركة لتهدئة الوضع القابل للانفجار"، معتبرةً أن "لا مصلحة للولايات المتحدة بتوسيع رقعة الحرب الجارية في فلسطين، مثلها مثل إيران حيث لا مصلحة لها ايضا بتوسيع الحرب، ولديهما تفاهم غير مكتوب واتصالات غير مباشرة، ولكل منهما رسول طائر يصل لكليهما، ينقل للآخر موقفه".

أما صحيفة "الشروق" المصرية فرأت أنّ "هناك عاملين رئيسيين أجهضا الموجة الأولى من مشروع التهجير القسري، أولهما، الموقف المصري الصارم المدعوم أردنيًا وفلسطينيًا خشية تهجير مماثل من الضفة الغربية إلى الضفة الأخرى وطنًا بديلًا وتقويض القضية كلها، وثانيهما، تعثّر العمليات العسكرية الإسرائيلية في الحرب البرية بفضل المقاومة الفلسطينية، التي إذا ما هُزمت تتعرض مصر لأخطار جسيمة في أمنها القومي".

كذلك لفتت صحيفة "الشروق" الجزائرية إلى أنّ "حماس تربح الحرب الحالية، بل إنها كسبتها يوم 7 أكتوبر بغزوتها العظيمة التي دمّرت فيها "فرقة غزّة" وتركتها أثرًا بعد عين، وما يحدث منذ ذلك اليوم إلى حدّ الساعة، هو تأكيدٌ لذلك النصر التاريخي المؤزَّر، وهي التي ستبقى في غزّة وتحكمها بعد نهاية الحرب، ولن يحكمها أحدٌ غيرها إلا إذا جرت انتخاباتٌ فلسطينية شاملة وقرّر الشعبُ الفلسطيني غير ذلك".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن