واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة وجنوب لبنان، على وقع ارتفاع وتيرة التحذيرات العربية والأممية والدولية من إقدام الاحتلال الإسرائيلي على اجتياح رفح جنوبي قطاع غزّة، إثر إعلان رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو أنه طلب من رئيس أركان جيشه هرتسي هليفي، إعادة تعبئة جنود الاحتياط استعدادًا لشنّ عملية برية عسكرية في مدينة رفح، مشددًا في إطلالة متلفزة على أنّ عدم القيام بهذه العملية "للقضاء على آخر كتائب حماس" يعني "هزيمة" إسرائيل في الحرب.
وفي ضوء ذلك، أفادت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية بأنّ تل أبيب تدرس "بدائل" لعملية إجلاء الفلسطينيين من رفح، لتمكين تنفيذ العملية البرية المحتملة في المدينة الواقعة جنوبي قطاع غزة، مشيرةً إلى أنّ "مصر هددت بتعليق العمل بمعاهدة السلام الثنائية، في حال قام الجيش الإسرائيلي بالتحرك عسكرياً في منطقة رفح"، وهو ما أكدته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، التي نقلت عن مسؤولين مصريين قولهم إنّ "القاهرة حذرت تل أبيب من أن أي عملية برية في رفح ستؤدي إلى تعليق فوري لمعاهدة السلام الموقعة بين البلدين في العام 1979"، لافتةً إلى أنّ "مصر أعادت خلال الأيام الماضية نشر العشرات من مركبات المشاة ودبابات القتال الرئيسية قرب معبر رفح الحدودي".
وفيما يتعلق بالخلافات الإسرائيلية الداخلية، كشفت "القناة 13" الإسرائيلية عن وجود "مشاحنات بين نتنياهو وهاليفي بشأن عملية رفح"، موضحةً أنّ "نتنياهو ينوي تحميل المنظومة الأمنية مسؤولية تأخير عملية رفح العسكرية"، في حين خرج الآلاف من الإسرائيليين إلى الشوارع، أمس السبت، مطالبين بالإفراج عن المحتجزين لدى "حماس" في غزة، وباستقالة الحكومة.
أما على جبهة جنوب لبنان، فتصاعدت وتيرة الإعتداءات الإسرائيلية واتسع نطاقها الجغرافي في الساعات الماضية باتجاه العمق الجنوبي، حيث أقدمت مسيرة إسرائيلية على إستهداف سيارة بداخلها قيادي في "حركة "حماس" في منطقة جدرا شمال مدينة صيدا، بينما سقط شهيد و9 جرحى من المدنيين في قصف مدفعي تعرّضت له الأحياء السكنية لبلدة حولا.
على صعيد التوترات الإقليمية، أفادت وكالة "رويترز"، نقلًا عن مصدر أمنيّ، بأنّ "أنظمة التحالف الدولي تصدّت لـ6 هجمات بطائرات مسيّرة على حقل كونيكو النفطي بشرق سوريا". في حين أفادت قناة "المسيرة" التابعة لجماعة "الحوثي"، عن "عدوان أميركي بريطاني استهدف بـ3 غارات مديرية الصليف بمحافظة الحديدة".
في هذا السياق، وغداة جولة وزير الخارجية الإيراني على المنطقة والتي استهلها بلقاء الأمين العام لـ"حزب الله" في بيروت منوهًا بأداء "الحزب" وسائر فصائل "المحور" دعمًا لغزّة، تحدثت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن "إرتفاع منسوب التباينات بين أطراف "جبهة المقاومة" التي تضم إيران ووكلاءها في المنطقة، بعد ردّ الولايات المتحدة "متعدد الأشكال" على مقتل 3 من جنودها"، مشيرةً إلى أنّ "الحرس الثوري يصر على ضرورة عدم السكوت عن الاغتيالات، في حين يقتنع السلك الدبلوماسي الإيراني بأن الاستمرار في سياسة الصبر الاستراتيجي، أياً كانت الكلفة، هو الموقف الأكثر إفادة لطهران، لأنّ هناك تغييرًا إيجابيًا رسميًا وشعبيًا ملموسًا في المنطقة تجاه إيران وحلفائها على خلفية الموقف من حرب غزّة".
من ناحيتها، لفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أن "الفلسطينيين القابعين في رفح يستغيثون لإنقاذهم قبل فوات الآوان، والمنقذ هو المجتمع الدولي بأسره إن كان يؤمن فعلًا بأنّ القانون لا يتجزّأ، وأن إسرائيل أجرمت وتجاوزت الحد، ولم يعد للصبر مجال لتحمل مذبحة أخرى".
أما صحيفة "الشروق" الجزائرية فأشارت إلى أنّ "قادة الحرب في الكيان الصهيوني أمروا قواتهم المجرمة باقتحام مدينة رفح بقطاع غزة، في محاولة أخرى يائسة منهم للبحث عن قادة المقاومة وتحقيق وهم تحرير الأسرى وتهجير سكان غزة إلى سيناء"، معتبرةً أنه "برغم التضخيم الإعلامي الكبير لهذا الهجوم الجديد القديم والسعي لتقديمه كضربة أخيرة لأجل تحقيق وهم الانتصار، إلا أنّ جميع المؤشرات تبيّن أن العكس هو الذي سيحدث، وفي رفح ستنقلب الموازين لصالح المقاومة وتبدأ الهزيمة الفعلية لقوات جيش الاحتلال".
بينما رأت صحيفة "الدستور" الأردنية أن "نتنياهو وائتلافه المتطرّف يريان أنّ اليوم التالي لواشنطن والمقاومة الفلسطينية هو نهاية مشروع حلم إسرائيل الكبرى، وأن البحث في فكرة دولة فلسطينية منزوعة السيادة وليس السلاح وحده أمر مرفوض نهائيًا، ولهذا وغيره فإنهما ذاهبان بإسرائيل إلى تدمير رفح والسيطرة على محور صلاح الدين - محور فيلادلفيا".
في حين لفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "الدلالات العاكسة لما ورد في البيان الصادر عن رئاسة الجمهورية، بعد التصريحات التي أدلى بها الرئيس الأميركي جو بايدن بشأن تفاعلات حرب غزة الخامسة تتعدد، موضحة أن أولى هذه الدلالات هو التعاون المكثف بين القاهرة وواشنطن للتوصل إلى تهدئة مستدامة بين "حماس" وإسرائيل، بما يمهد الطريق إلى وقف إطلاق النار، فضلًا عن إنفاذ الهدن وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع بالكميات والسرعة اللازمة، وكذلك رفض سيناريو التهجير".
بدورها، أشارت صحيفة "الوطن" السعودية إلى أن "المملكة أزاحت كل غيوم التشكيك، ووضعت حدًا لكل التسريبات المغرضة، وجددت التأكيد على موقفها الثابت، وهو أن لا تطبيع أو إقامة علاقات مع كيان يغتصب حقوق العرب والمسلمين، وينتهك محرماتهم ويصادر حقوقهم".
(رصد "عروبة 22")