صحافة

"المشهد اليوم"... مراوحة في التفاوض وغوتيريش يخشى "عواقب مدمّرة"

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع استمرار التحذيرات العربية والدولية والأممية من إقدام الجيش الإسرائيلي على شنّ هجوم عسكري على مدينة رفح، حيث نبّه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، إلى "العواقب المدمّرة" لهذا الهجوم، كما حذر مسؤول الإغاثة في الأمم المتحدة من أنّ العملية العسكرية الإسرائيلية في رفح "قد تؤدي إلى مذبحة" وتكاد تجعل عمليات الإغاثة تنتهي.

وبالتزامن، تضاربت الأنباء حول نتائج اجتماع القاهرة الأمني الرباعي الذي عُقد أمس، ففي الوقت الذي وصف فيه مصدر مصري أجواء الاجتماع بأنها كانت "إيجابية"، تحدثت وسائل إعلام عبرية وأجنبية عن عودة الوفد الإسرائيلي إلى تل أبيب مساء الثلاثاء "دون تحقيق تقدّم" في مفاوضات التهدئة، بينما أشار وزير الخارجية الأميركي أنطوني بلينكن، في مؤتمر صحافي، إلى أنّ بلاده "تعمل مع مصر وقطر بشأن مقترح يقود إلى إطلاق سراح الرهائن المتبقين في غزّة"، في حين استبعد رئيس هيئة الأركان العامة الإسرائيلية هرتسي هاليفي نهاية قريبة للحرب، قائلًا: "نتائجنا العسكرية ممتازة، لكن لا يزال أمامنا طريق طويل قبل أن نتمكن من تحقيق أهدافنا الحربية".

أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فأعلن الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله رفض الوساطات الدولية بشكلها الراهن، لجهة ما يُطرح من اقتراحات عن انسحاب الحزب من منطقة الحدود أو إلى شمال الليطاني، مشددًا على أنّ جبهة الجنوب لن تهدأ قبل وقف الحرب في غزّة، بينما أكد وزير الخارجية عبد الله بوحبيب، لصحيفة "الشرق الأوسط" أنه إذا كان هناك اتفاق كامل مع إسرائيل للانسحاب من كامل الأراضي المحتلة، فإن لبنان "يريد تطبيق القرار 1701 بالكامل"، لافتاً إلى أنّ هذا الطرح "لم يعترض عليه أحد في لبنان بمن فيهم (حزب الله)"، ومؤكدًا استعداد لبنان لنشر 7 آلاف جندي إضافي من الجيش "في حال تأمنت مساعدة دولية لتطويع جنود بالجيش".

من ناحيتها، رأت صحيفة "الرياض" السعودية أنّ "عملية السلام ليست على أجندة الحكومة الإسرائيلية الحالية، ما يزيد من تعقيد الأوضاع، وذلك يضع الإدارة الأميركية في موقف حرج نوعا ما، فهي تظهر أنها تفقد السيطرة على أحد أهم حلفائها في المنطقة، خاصة بعد إعلان المملكة أنها لن تقيم علاقات مع إسرائيل إلا بعد العودة إلى حدود الرابع من يوليو 1967، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية والانسحاب من غزّة".

بينما أشارت صحيفة "الراي" الكويتية إلى أنّ "ثمة رهانًا لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي على أن الوقت يعمل لمصلحته وعلى أنّ حليفه دونالد ترامب عائد إلى البيت الأبيض على حصان أبيض"، موضحةً أنه "توجد ثغرة أساسيّة في هذه الحسابات اسمها الرأي العام الإسرائيلي، والرأي العام هذا مع القضاء على "حماس" حتّى لو دمرت غزّة على رؤوس أهلها تدميرًا كاملًا وحتّى لو تأثرت العلاقة القائمة مع مصر، لكن هذا الرأي العام لن يغفر لنتنياهو رهانه في الماضي على "حماس" وعلى تمرير المساعدات لها نكاية بالسلطة الوطنيّة الفلسطينيّة".

ولفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنه "منذ أيام قليلة، يحاول الغرب أن يتراجع خطوة إلى الوراء، محاولاً التبرؤ من الدعم المطلق الذي منحه لتل أبيب في ارتكاب كل انتهاكاتها غير المسبوقة في غزّة، ولكن الغرب لم يظهر أي تحرك فعلي لإجبار نتنياهو، وزمرة المتطرفين من حوله، على وقف هذه الإبادة، فنظام العقوبات والمقاطعة والتشهير الدبلوماسي والإعلامي لا وجود له، مثلما حدث مع دول وقادة آخرين".

بدورها، أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "قيادات دولة الاحتلال الإسرائيلي تصم آذانها عن دعوات الرفض العربية والعالمية والمنظمات الدولية، لافتة إلى أنها تركت الجميع يندد ويحذر من مخاطر تداعيات اقتحام قواتها منطقة رفح ووقفت على صلفها تتشبث بموقفها المليء بإصرار غريب على تنفيذ مخطط ينطوي على خطر محدق، وكأنها تتحدى العالم أجمع بما فيها الولايات المتحدة الداعم الرئيسي لها"، موضحةً أنّ "ما لا يعرفه هؤلاء أن رفح خط أحمر للدول العربية ومصر على رأسها ولن يقبلوا بتجاوزه، فذلك قرار لا يُحمد عقباه ويؤجج الصراع ويضع إسرائيل فوق جمر النار ولن تقوى على الصمود لتحقيق أهدافه".

في حين شددت صحيفة "الشروق" الجزائرية على أنه "يُخطِئ مَن يَعتقد أن الأميركيين أو الغربيين الموالين والمساندين للصهاينة سَيلين لهم القلب ويضغطوا على الكيان لكي لا يُهاجم رفح"، مشيرةً إلى أنّ "الأميركيين فعلوها في أكثر من مكان من دون تأنيب ضمير، ولا عقاب ولا حساب، ولا يكترثون ما دام الضحايا من غير الشعوب الأوروبية الغربية".

أما صحيفة "الدستور" الأردنية، فأوضحت أن "جولة الملك عبدالله الثاني على أميركا وكندا وألمانيا وفرنسا، هي بحق جولة إنقاذ "الأونروا"، التي استهدفتها الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة، لأنها تحمل اسم اللاجئين الفلسطينيين، مما يذكر بالنكبة والمأساة ويعني الحق في التعويض والعودة لنحو 5.6 مليون لاجئ فلسطيني مسجلين لديها في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزّة".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن