رسالتي إلى الشعب الكويتي العزيز بمناسبة الانتخابات لاختيار أعضاء مجلس الأمة لعام 2024م من أجل ضرورة حسن الاختيار لممثليهم في الفترة المقبلة.
ولا أملك سوى التذكير بحجم الأمانة الملقاة على عاتق كل مواطن كويتي تنطبق عليه الشروط القانونية للمشاركة في اختيار أعضاء مجلس الأمة ليقوم بدوره الفاعل من حيث الرقابة والتشريع.
ويأتي النطق السامي لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدى الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، حفظه الله ورعاه، بمناسبة العشر الأواخر، حيث قام بتوجيه الشعب بشكل أبوي حازم تجاه قضايا عدة، منها أهمية المشاركة في الانتخابات وعدم المقاطعة مع ضرورة حسن الاختيار عمن يمثلونهم والابتعاد عن المصالح الشخصية أو افتعال الأزمات والمساس بالثوابت الدستورية، مع التشديد على أن حُسن الاختيار هو الطريق لبناء مستقبل الوطن، إضافة الى المرشحين الذين يجب عليهم ألا يثيروا مشاعر الناخبين وتأجيج عواطفهم على حساب الوطن والمواطنين.
نعم، إن كلمة الوالد القائد هي النبراس وخارطة طريق في الوصول إلى بر الأمان، ولكن تقع المسؤولية على عاتقنا لترجمة هذه التوجيهات إلى أفعال، ومن لم يمنح صوته بأمانة إنما هي خيانة للوطن وان كان القانون لا يعاقب على هذا النوع من الخيانة.
وبالنسبة لي يهمني مصلحة الكويتي بوصول أعضاء إصلاح لديهم كفاءات تحل مشاكلنا البسيطة، وكما قال الشاعر:
قد تاه فكري في المسار
بين اليمين واليسار
نعم، يهمني وصول أعضاء لديهم أولوية هي خدمة الكويت وأهلها كون عضو البرلمان يخدم الأمة ولا يخدم دائرته فقط.
ولا يحق للمواطن الكويتي الذي يمنح صوته لابن قبيلته أو طائفته أو الفئة التي يدعي أنه يؤمن بها ثم «يتحلطم» لأن التصويت جاء بأعضاء دون مستوى الطموح، ولا يتوقف في المجالس بتوجيه أصابع النقد اللاذع للحكومة وللأعضاء دون أن يمنح نفسه فرصة ليفكر بهذا العضو السيئ من جاء به إلى قبة البرلمان.
الديموقراطية سلوك وليس مجرد انتخابات فلقد سبقنا الكثير من الدول في وجود عملية الانتخابات لكن المواطن لا يجرؤ بالقول على أن لون هذا المبنى ليس جميلاً وأداء هذا المسؤول ليس جيداً، ناهيك عن أوكار الفساد المنظمة.
نعم مشاكلنا كثيرة لكنها ليست كارثية وحلها ليس مستحيلاً ويمكن حلها في جلسة واحدة ونحن نشرب «استكانة شاي» واحدة إن توافرت الإرادة والقلوب النظيفة من مطامع شخصية أو حزبية.
همسة: حُسن اختيارنا لأعضاء البرلمان هو الخطوة السليمة للنضج الديموقراطي.
