بزوغ علامات تبشر بمشروع عربي إسلامي، فقدوم أردوغان للمنطقة والشراكات المتعددة من الأمن الى تقنيات الدفاع الى الاستثمارات والتعاون يتشكل هذا المشروع على ارض الواقع وبصياغة مستدامة، يربط بين دول المنطقة ومرشح للتوسع كلما بدت عليه علامات النجاح، فالعراق وسوريا والجزائر ومصر وليبيا وتونس يمكن ضمها في هذا الإطار التنسيقي والتحالف الاقليمي.
الاستعداد التركي وحاجة الامن القومي التركي لهذا التحالف كبيرة للتخلص من التدخلات في الشأن التركي، فهذا التحالف يخدم التنمية الاقتصادية في دعم الصناعات وتمويلها دون فقدان حس الأمن القومي او تعريضه للخطر، ويحصن تركيا ويمكنها من التوسع في صناعاتها دون قيود تفرض عليها بل ستجد الدعم من قبل الحليف العربي الذي سيستفيد من تلك الصناعات في امنه وحماية حدوده وتطويع ارادات الدول العظمى والدول الكبرى والدول المحيطة بالخليج لتأمين خطوط انتاج النفط وخطوط نقله التي تهم العالم والاسواق والاقتصادات.
هذا الحلف والمشروع العربي التركي سيكون نواة المشروع العربي الاسلامي، ليصبح تحالفا اقليميا عربيا تركيا ثم يتوسع ليشمل دول تأييد هذا التحالف لانه سيخدم الامن والسلم العالمي وسيؤمن خطوط انتاج ونقل الطاقة وهذا الهم الاكبر لدول العالم، وقدرة هذا الحلف على حماية المنطقة سيخفف على الدول الاخرى هم تأمين هذه الخطوط.
هذا التحالف سيكون ايضا نواة النظام العالمي القادم وفي صلبه الامتين العربية والاسلامية، وأحد المطالب اليوم (حجم وتنوع وتعدد الاتفاقات من امنية الى استثمارية الى توطين الصناعات المتقدمة من مسيرات الى السيارات الكهربائية) يُبرز مدى التحول في الذهنية الخليجية من انشغال بالسياسة والامن والحروب الى اعتماد التنمية كأساس للعمل الخليجي والإعداد لما بعد النفط، وما تقدمه تركيا اليوم من صناعات دفاعية من تحت سطح البحر في شكل غواصات والغام متقدمة الى المسيرات التي اثبتت فاعليتها ضد اعتى النظم الدفاعية.
وبانفتاح كامل وتوطين لهذه الصناعات سيجعل من منطقة الخليج منطقة آمنة قادرة على تأمين دولها، وهذا التحالف سينتج تكتلًا قادرًا على ملء فراغ تراجع القوى العظمى وانشغالها عن المنطقة إما لمواجهة الصين او استمرار الانخراط في الازمة الاوكرانية.
كيان كهذا سيكون مانعًا لأي تدخلات في المنطقة من قبل الدول العظمى او الكبرى، وسيعمل هذا المشروع لتأمين استقلالية القرار العربي والاسلامي وسيمكّن دول المنطقة من المحافظة على مصادر الطاقة وخطوط انتاجها، من الحقول حتى الاسواق من حقول الخليج مرورا بخطوط الامداد التركية والصينية من ميناء جوادر الى ميناء البصرة التحاقًا بطريق التنمية. ومثل هذا التكتل سيمنع حتى دول الجوار من التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، وهذه الشراكة العربية التركية تمتد حتى الجزائر، من صناعة الحديد والصلب وشراكات غار جبيلات حتى تقنيات الدفاع المتقدمة.
قدرة أردوغان على استمالة صناع القرار من مستوى القيادات الخليجية سيكون بمثابة العنصر الاهم في تكوين مثل هذا التكتل، وتوسيع هذا الحلف ليشمل الدول العربية والاسلامية سيخلق قطبًا عالميًا منيعًا يؤمن الأمن والسلم العالمي.
(الشروق)