واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع توسيع الجيش الإسرائيلي من عملياته العسكرية في مدينة رفح، غداة تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بغالبية ساحقة، تأييدًا لطلب العضوية الكاملة لفلسطين في المنظمة الأممية، وذلك في قرار يحمل طابعًا رمزيًا بسبب الفيتو الأميركي الذي يحول دون إقرار هذا الطلب في مجلس الأمن.
وإذ نبّه المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، إلى أنّ أوامر الإخلاء التي تصدرها السلطات الإسرائيلية، تجبر الناس في رفح جنوب قطاع غزة على الفرار لأي مكان، كشف مصدر مصري رفيع المستوى أنّ القاهرة رفضت التنسيق مع إسرائيل لدخول المساعدات من معبر رفح، موضحًا في تصريحات نقلتها قناة "القاهرة الإخبارية"، أنّ الرفض المصري أتى بسبب "التصعيد الإسرائيلي غير المقبول"، وبغية تحميل إسرائيل "مسؤولية تدهور الأوضاع بقطاع غزة أمام الأطراف كافة".
أما الرئيس الأميركي جو بايدن فرأى أنّ وقف إطلاق النار ممكن "غدًا" إذا أفرجت حركة "حماس" عن المحتجزين لديها في قطاع غزّة، غير أنّ آلاف الإسرائيليين تظاهروا أمس السبت وحمّلوا بنيامين نتنياهو مسؤولية إفشال صفقة تبادل الأسرى مع "حماس"، وطالبوا بإبرام الصفقة وإجراء انتخابات مبكرة، في حين أعلنت الإذاعة الإسرائيلية صباح اليوم عن استقالة المسؤول عن رسم الشؤون الاستراتيجية في مجل الأمن القومي الإسرائيلي يورام حامو، الذي كان مسؤولًا عن رسم استراتيجيات "اليوم التالي" لانتهاء الحرب في غزّة.
وبالتوازي مع الضغوط الداخلية، تسعى الحكومة الإسرائيلية إلى تقويض مسار محاكمتها أمام محكمة العدل الدولية بجرائم الإبادة الجماعية، فدعت إلى رفض طلب عاجل قدّمته جنوب إفريقيا، على خلفية الهجوم الإسرائيلي على رفح جنوبي قطاع غزة، وادعت على لسان المتحدث باسم الخارجية الإسرائيلية أورين مارموريستاين أنّ "الطلبات المتكررة للإجراءات المؤقتة التي تقدّمها جنوب أفريقيا، مبنيّة على مزاعم خاطئة وحذف متعمّد للحقائق لمساعدة حماس".
في المقابل، رأت صحيفة "الدستور" الأردنية أنّ "نتنياهو، بذهابه لاحتلال معبر رفح واقتراف المجازر، لن يحصد سوى المزيد من الفشل، ولن تعطيه "حماس" و"الجهاد" واخواتهما أي ورقة سياسية باستثناء مطالبهما في وقف شامل ونهائي للحرب وانسحاب كامل من القطاع، وهو يدرك أن خيوط اللعبة تضيق عليه يومًا بعد يوم، وأنه أمام انتكاسة أمنية جديدة في رفح وأنّ مناوراته الأمنية والسياسية لا تنطلي على أحد".
كما لفتت صحيفة "الشروق" الجزائرية إلى أنّ "معركة رفح الجارية اليوم، التي سيخسرها الصهاينة كما خسروا المعارك التي قبلها في كل إقليم غزة، أصبحت عنوانًا متجدّدًا لكفاح باتت أهدافه محدّدة: ليس فقط تحرير فلسطين، إنما تحرير كل العالم من هيمنة استعمارية تقودها الولايات المتحدة، كتلتها الغرب بمجموعة الست، ورأس حربتها الكيان الصهيوني الذي هزت المقاومة أركانه وما زالت تفعل".
بينما أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "الدعم الدولى مع الحق الأصيل للشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة في إطار حل الدولتين، يخدم الفلسطينيين وإسرائيل، بل يسهم في إرساء السلام والأمن والاستقرار والتنمية في المنطقة لمصلحة جميع شعوبها".
واعتبرت صحيفة "الوطن" القطرية أنّ "قرار الجمعية العامة يعبّر عن الإجماع الدولي بضرورة نيل الشعب الفلسطيني لحقوقه المشروعة، وهو خطوة أولى مهمة يتعين أن تتبعها خطوة أخرى أكثر أهمية تتمثل في منح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، على اعتبار أنّ مثل هذه الخطوة هي الشرط الأساسي للانخراط مستقبلًا في عملية سلمية تسمح بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة في إطار حل الدولتين، على حدود العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية".
من جانبها، لفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "الوضع في غزّة بعد انتهاء الحرب، لا يقرره نتنياهو ولا غيره، بل الشعب الفلسطيني بإرادته وبما يلبي آماله وطموحاته، أما إسرائيل فستبقى قوة احتلال وعدوان، ولا شرعية لوجودها في غزّة أو غيرها من الأراضي الفلسطينية والعربية المحتلة. ومهما عوَّلت على البطش والقوة فلن تحقق أهدافها أبدًا، وما لم ترتدع عن ذلك فسينتهي بها المطاف منبوذة ومعزولة".
(رصد "عروبة 22")