واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان على قطاع غزّة، على وقع التداعيات المزلزلة لقرار إعتراف أيرلندا وإسبانيا والنرويج بدولة فلسطين على الكيان الإٍسرائيلي، حيث بدا التضعضع واضحًا في صفوف قادة الاحتلال مع الإعلان عن دخول هذا القرار حيّز التنفيذ رسميًا الثلاثاء المقبل في 28 مايو/أيار الجاري، فقررت تل أبيب اللجوء إلى عدة خطوات "انتقامية" عبر استدعاء سفيريها في دبلن وأوسلو، وإطلاق العنان للاستيطان في الضفة الغربية المحتلة، رداً على الخطوة الأوروبية، إذ أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية موافقة الجيش على السماح للإسرائيليين بالعودة إلى ثلاث مستوطنات سابقة في الضفة، كان يحظر عليهم دخولها، منذ صدور أمر بإخلائها عام 2005.
وفي سياق غير مفاجئ، لم يتأخر البيت الأبيض في إبداء معارضة الرئيس الأميركي جو بايدن "الاعتراف أحادي الجانب" بدولة فلسطين، بينما طغت في المقابل موجة ترحيب عربية وخليجية وتركية بقرار الدول الأوروبية الثلاث الاعتراف بالدولة الفلسطينية، في حين اكتفت فرنسا، بالإشارة على لسان وزير خارجيتها ستيفان سيجورنيه إلى أنّ الاعتراف بدولة فلسطين "ليس من المحظورات" بالنسبة لباريس لكنها تعتبر أنّ الظروف غير متوافرة "الآن ليكون لهذا القرار تأثير فعليًا" على العملية الهادفة إلى قيام دولتين.
أما ميدانيًا، فصعّدت قوات الاحتلال من هجماتها في القطاع والضفة، حيث تتواصل في جنين ومخيمها العملية العسكرية الواسعة التي أطلقتها إسرائيل في الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثاء، في حين أعلن فجر اليوم عن سقوط 16 شهيدًا بينهم 10 أطفال إثر قصف إسرائيلي لمنزل في حي الدرج وسط مدينة غزة، وذلك بالتزامن مع اقتحلم جيش الاحتلال مستشفى العودة في جباليا صباح اليوم وأجبر الطواقم الطبية العاملة فيه على مغادرته.
أما على صعيد مفاوضات الهدنة، فأعلن الكابينت الإسرائيلي "تجديد المفاوضات عبر الوسطاء حول صفقة المحتجزين، بينما أشار رئيس الهيئة العامة للاستعلامات المصرية ضياء رشوان إلى أنّ "مواصلة محاولات التشكيك والإساءة لجهود وأدوار الوساطة المصرية، بادعاءات مفارقة للواقع، لن تؤدي إلا لمزيد من تعقيد الأوضاع في غزة والمنطقة كلها، وقد تدفع الجانب المصري لاتخاذ قرار بالانسحاب الكامل من الوساطة التي يقوم بها في الصراع الحالي". في حين أعلن الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لعملية السلام في الشرق الأوسط، سفن كوبمانز، أن وزراء من دول عربية سيجتمعون مع نظرائهم من دول الاتحاد الأوروبي في بروكسل يوم الاثنين المقبل "لمحاولة رسم طريق مشترك لإنهاء الحرب على غزّة وتحقيق سلام دائم".
في هذا السياق، أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "أولى نتائج قرار إسبانيا والنرويج وأيرلندا الاعتراف بدولة فلسطين، أنه سيكون بداية لتحذو مزيد من الدول حذو الدول الثلاث، أما النتيجة الثانية، فهي أنّ القرار يمثل فضحًا وتعريةً للتطرف والعنف والوحشية الإسرائيلية".
بدورها، رأت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنّ "الاعتراف العالمي المتعاظم بالدولة الفلسطينية هو تأكيد جديد على أن القضية الفلسطينية تأخذ مسارًا جديدًا من التأييد العالمي، ويضعها على الطريق الذي يحقق للشعب الفلسطيني آماله في وطن يعيش فيه بحرية وكرامة، ويخفف عنه بطش الاحتلال وجرائم الحرب ومصادرة الأرض، ويعيد إليه بعض حقوقه المغتصبة".
واعتبرت صحيفة "الشروق" الجزائرية أنّ "طوفان الحراك الجامعي العالمي نجح في تجفيف منابع الصهيونية على مستوى الجامعات، وتجميد قنوات التمويل التي تسهم في تسليح حرب الإبادة ضد الغزاويين العزل، كما نجح في قلب الموازين، لدى الرأي العام الغربي –على الخصوص- والذي كان مخدرا بالأفيون الصهيوني، فشاهدنا أساتذة وطلابًا يتدثرون بالعَلَم الفلسطيني، ويتلحّفون بالكوفية الفلسطينية".
بينما لفتت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أنّ "العلاقات السعودية الأميركية استمرت ما يزيد على 80 عاما فيها الكثير من التوافق، وبلا شك الكثير من الاختلافات، وعلى الأخص القضية الفلسطينية والعلاقة مع بعض القوى الإقليمية، لكن البلدين، وخاصة المؤسسات العميقة، فيهما تجد أن التفريط في ثمانية عقود من المصالح المشتركة المتبادلة هو خسارة فادحة ليس للبلدين فقط، بل وللعالم".
أما صحيفة "الراي" الكويتية فرأت أنّ "حادثة الرئيس الإيراني ستشكل فارقة إستراتيجية كبيرة في حالة ثبوت تورط الكيان الصهيوني بها، لذا فإن الأيام المقبلة التي سيجري بها التحقيق في تلك الحادثة تعد من أكثر الأوقات حساسية ما يستوجب دراسة السيناريوهات المتوقعة كافة من لدن دول المنطقة".
(رصد "عروبة 22")