صحافة

"المشهد اليوم"... تضارب أميركي إسرائيلي حيال "وقف النار"

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع التضارب في المواقف الأميركية حيال الرد الإسرائيلي على اتفاق وقف النار في القطاع الذي أعلنه الرئيس الأمريكي جو بايدن، بين إعلان مستشار الأمن القومي جايك ساليفان أنّ إسرائيل أبدت استعدادها للموافقة على وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والكرة صارت في ملعب "حماس"، مقابل تأكيد المتحدث باسم الخارجية الأميركية لقناة "الجزيرة" أنّ واشنطن لم تتلقَ ردًا إسرائيليًا حتى الآن على مقترح الصفقة.

وفي هذا السياق، قال رئيس وزراء الإحتلال بنيامين نتنياهو، في جلسة للجنة الخارجية والأمن في الكنيست: "لن أكون مستعداً لوقف الحرب، ولن أصف تفاصيل الصفقة هنا، لكن ما قاله الرئيس بايدن ليس دقيقًا، فهناك تفاصيل أخرى لم يتم الكشف عنها"، بينما على النقيض من ذلك أعلن الرئيس الأميركي "إستعداد إسرائيل للمضي قدمًا في الشروط التي عُرضت الآن على "حماس" وهذه هي أفضل فرصة ممكنة للتوصل إلى اتفاق"، حسبما نقل بيان البيت الأبيض إثر محادثات بايدن مع أمير قطر، الذي أشار البيان إلى أنّ بايدن حثه على "استخدام جميع التدابير المناسبة لضمان قبول "حماس" للاتفاق باعتبارها العقبة الوحيدة أمام وقف إطلاق النار وإغاثة سكان غزّة". كذلك أعلنت "مجموعة السبع" دعمها مقترح بايدن في شأن سلام مستدام في غزّة، داعيةً "حماس" إلى قبوله.

وفي تطور لافت، هاجمت الرئاسة الفلسطينية بشدة تصريحات المرشد الإيراني علي خامنئي، بشأن عملية "طوفان الأقصى" والحرب في قطاع غزّة، مشددةً على أنّ "إيران تضحي بالدم الفلسطيني"، بينما "من يدفع ثمن الحرب الإسرائيلية واستمرارها الشعب الفلسطيني وهو أول المتأثرين بهذه الحرب". وكان خامنئي قد أشار إلى أن "هذه الحرب خلطت الأوراق في لحظة حساسة كان العدوّ يسعى فيها لتطبيق مخطّط السيطرة على المنطقة، وكانت ضرورية للمنطقة، وأن على الجميع ألا يعقدوا آمالهم على اتفاق وقف إطلاق النار في غزّة"، وذلك بالتزامن مع إعلان شبكة أنباء الطلبة الإيرانية شبه الرسمية أنّ مستشارًا للحرس الثوري الإيراني قُتل في غارة جوية إسرائيلية في سوريا يوم الأحد الفائت.

أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، وبالتزامن مع زيارة وزير الخارجية الإيرانية بالوكالة علي باقري كني بيروت، تصاعدت حدة التصعيد العسكري بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، وقد أعلن "الحزب" خلال الساعات الأخيرة عن مقتل اثنين من عناصره في غارة إسرائيلية على الناقورة، في حين برز تهديد اسرائيلي مبطن لأمين عام "حزب الله" حسن نصرالله، مع تأكيد رئيس "الموساد" السابق، يوسي كوهين، أنّ الاستخبارات الإسرائيلية تعرف مكان نصرالله، مضيفًا: "يمكن لإسرائيل إسقاطه في أية لحظة"، وفق ما نقلت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية. في حين شدد وزير المالية الإسرائيلي المتطرّف بتسلئيل سموتريتش على وجوب أن تعمد إسرائيل إلى ضرب العاصمة اللبنانية بيروت "لكي تنشغل بتأهيل نفسها بعد ضرباتنا".

في هذا الإطار، أشارت صحيفة "اللواء" اللبنانية إلى أنّ جبهة "الاسناد الناري في الجنوب" تحولت إلى جبهة ضغط صاروخي ومدفعي، أشعل الجليل الاعلى بالحرائق، وطرح أسئلة مخيفة داخل "الكيان المحتل" وخارجه، لجهة المسار على هذه الجبهة مع البلبلة والخداع لدى رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، وطريقه البالغ التطرف الذي ذهب عبر تصريحات متلاحقة لوزرائه إلى الدفع باتجاه موجة جديدة من التطرّف".

بينما اعتبرت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنّ "تحقيق وقف إطلاق نار مستدام في قطاع غزة، وإنهاء الاحتلال والاعتراف بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، فوق ترابهم الوطني، هو السبيل الوحيد المتاح أمام حكومة نتنياهو، وهو الحل المتسق، مع شرعة الأمم وميثاق الأمم المتحدة، وحق الشعوب في تقرير المصير".

وأوضحت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "الموقف المصري من معبر رفح يعكس حرص مصر على تحقيق التوازن بين إدخال المساعدات الإنسانية للفلسطينيين عبر المعابر الأخرى، خاصة معبر "كرم أبوسالم"، وبين عدم الاعتراف بشرعية الاحتلال الإسرائيلي للمعبر ورفض أي ترتيبات أمنية إسرائيلية في القطاع تمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري".

أما صحيفة "الدستور" الأردنية فرأت أنّ "إزالة الالتباسات في فهم العلاقة بين الأردن وفلسطين أصبحت واجبة وضرورية، ليس فقط لأن ذلك من شأنه أن يحمي الأردن وفلسطين، ويحافظ عليهما وعلى هوية الشعبين معًا، ولا لأنه يضع هذه العلاقة التاريخية بين الأشقاء في مكانها الصحيح، وإنما، وهو الأهم، لقطع الطريق على الكيان المحتل الذي يضع على أجندته تصفية القضية الفلسطينية، وتحميل أعباء التصفية للأردن".

كذلك لفتت صحيفة "الوطن" القطرية إلى أنه "بينما تتجه أنظار العالم إلى قطاع غزّة، الذي يتعرض لحرب إبادة حقيقية، فإنّ حربًا أخرى لا تقل ضراوة ضد أبناء الشعب الفلسطيني تتوالى فصولها في الضفة الغربية المحتلة، حيث ارتكب مستوطنون 221 اعتداءً بحق فلسطينيين وممتلكاتهم في الضفة الغربية المحتلة خلال مايو الماضي".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن