صحافة

"المشهد اليوم"... السنوار لن يلقي السلاح ولن يقبل إلا بوقف "دائم" للنار

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة وجنوب لبنان، على وقع إعلان البيت الأبيض أنّ 17 دولة، بينها الولايات المتحدة، تدعم المقترح الذي أعلنه الرئيس الأميركي جو بايدن من أجل إنهاء الحرب في قطاع غزّة، بينما تلقت مصر إشارات إيجابية من حركة "حماس" بخصوص اتفاق لوقف إطلاق النار. في حين وزعت الولايات المتحدة مسودة معدلة على أعضاء مجلس الأمن الدولي، لمشروع قرار يتعلق بالخطة التي أعلن عنها بايدن، وسط مؤشرات اعتراض روسي – صيني على نصّ المشروع الأميركي.

ميدانيًا، تتواصل جرائم الحرب الإسرائيلية بحق المدنيين في القطاع حيث سقط المزيد منهم في قصف استهدف منازل الفلسطينيين في جنوبي دير البلح ومخيم المغازي وسط القطاع، بينما أفيد عن ارتفاع عدد ضحايا الغارة الجوية الإسرائيلية على مدرسة تابعة للأونروا في وسط غزّة إلى 37 قتيلًا. كما أوضحت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، أن قصف المدرسة التابعة لها تم "من دون سابق إنذار".

وفي حين أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الخميس، أنه دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للأخذ في الاعتبار بشكل جدي سلامة المدنيين في رفح، شدد وزير المالية الإسرائيلي المتطرّف بتسلئيل سموتريتش على أنّ إسرائيل لن تتراجع عن حربها قائلًا: "سنحتل قطاع غزّة ويجب إعادة بناء المستوطنات هناك".

وإذ نقلت محطة "سي أن أن" عن مسؤولين أميركيين أنّ واشنطن تمارس ضغوط على الدوحة لتضغط بدورها على "حماس" لقبول اتفاق وقف النار، أفادت وزارة الخارجية القطرية، في بيان، بأنّ "حماس" لا تزال تدرس المقترح الأخير لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، ولم يصل حتى الآن للوسطاء ردّها. بينما أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية أنّ يحيى السنوار، زعيم حركة "حماس" في غزة، أرسل رسالة مقتضبة للمفاوضين العرب أكد فيها أنّ "الحركة لن تتخلى عن أسلحتها أو تُوقِّع على اقتراح يطلب ذلك"، وأنه لن يقبل أي اتفاق إلا إذا التزمت إسرائيل بوقف إطلاق نار دائم.

أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فيستمر التصعيد المتبادل بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، في وقت دعا عضو مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس رؤساء السلطات المحلية في شمال إسرائيل إلى الاستعداد "لأيام أكثر صعوبة" بشكل قد يؤدي إلى توسيع نظاق الحرب مع لبنان. بينما نقل مسؤول اسرائيلي لموقع "اكسيوس" الأميركي أنّ "الجيش الإسرائيلي قدم في اجتماع مجلس الوزراء الإسرائيلي الأخير عدة خيارات لتوسيع القتال، بما في ذلك غزو بري يهدف إلى دفع قوات "الرضوان" التابعة لـ"حزب الله" بعيدًا عن الحدود الشمالية لإسرائيل".

بالتزامن، دعا الأمين العام للأمم المتّحدة أنطونيو غوتيريس إلى وقف الهجمات المتبادلة بين إسرائيل و"حزب الله"، وأوضح المتحدّث باسم الأمين العام ستيفان دوجاريك في بيان أنّ غوتيريس يخشى أن "يؤدّي تبادل إطلاق النار هذا إلى نزاع أوسع نطاقًا تكون عواقبه وخيمة على المنطقة".

في هذا السياق، أشارت صحيفة "الراي" الكويتية إلى أنه "يُخشى أن يكون الإصرار على خروج الجانب الإيراني من طاولة المفاوضات في شأن غزّة، في حال لم يُعترف به لاعبًا مهمًّا وأساسيًا على هذه الطاولة، أن يؤدي ذلك إلى تفجير للبنان، أي مزيد من الانهيار"، موضحةً أنّ "ما تريده إيران "صفقة" مباشرة مع أميركا واعترافًا بدورها وشرعية مشروعها التوسّعي في المنطقة بغض النظر عمّا يحل بهذا البلد العربي أو ذاك أو بأهل الجنوب في لبنان".

بينما رأت صحيفة "عكاظ" السعودية أنه "لا يبدو في الأفق بوادر لانتهاء هذه الحرب الهوجاء، برغم تنديد معظم المنظمات الأممية بالهمجية العسكرية الإسرائيلية، التي لا تفرق بين عسكري ومدني، فإسرائيل تعتبر كل فلسطيني إرهابيًا، وهي تنتهج سياسة لا تفرّق بين رجل أو امراة أو بين طفل ومُسنّ، وتهدف لتحويل غزّة لأراضٍ غير صالحة للسكن أو الإقامة أو حتى للعيش فيها".

بدورها، أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أن "أميركا وتوابعها تجتمع مع كبار القوم هنا وهناك وتقول ما لا تفعل.. وتفعل ما لا تقول.. وتعلن وتصرح بآراء منمقة وتمد وتؤيد وتساعد إسرائيل بكميات هائلة من الأسلحة التي تنم عن تضارب تصريحاتها تمامًا"، مشددةً على أنّ "أميركا تتلاعب بالعالم كل، وإسرائيل تزيد من جبروتها وعدوانيتها متكئة على التأييد الأميركي الصريح والصارخ".

من جهتها، لفتت صحيفة "البيان" الإماراتية إلى أنه "كل يوم يكتشف المحلل المحايد حزمة من عشرات التصريحات الرسمية التي تعكس حالة الارتباك السياسي لدى إدارة بايدن، التي قررت أن تلعب دور الإطفائي الذي يتفرغ يوميًا لمداواة جراح التصريحات المتناقضة المتضاربة".

أما صحيفة "الوطن" القطرية فرأت أنّ "المجتمع الفرنسي يعيش حالة من الانقسام لا تختلف عن الحالة السياسية، بسبب وعي الجاليات المهاجرة والمسلمة وكذلك الرأي العام الفرنسي بجريمة التعتيم الإعلامي التي تمارسها وسائل الإعلام حول القضية الفلسطينية"، مشيرةً إلى أنّ "هذا الوضع المحتقن لن يكتفي على المدى المتوسط والقريب بالتأثير في مجرى الحياة السياسية الفرنسية، لكنه على المدى البعيد سيؤثر بعمق في صياغة الوعي الجماهيري بعد مشاهد المذبحة الأخيرة".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن