ما لاحظتُه في أغلب المواقع الفكرية العربية، سواء في منطقة المغرب العربي أو المشرق أو الخليج العربي، ندرة المقالات التي تحرّر في الاقتصاد، سواء قضايا الاقتصاد المتعلقة بدول هذه الأقلام أو قضايا الاقتصاد العربي بشكل عام.
ومقابل هذه الندرة، هناك كم كبير من المقالات التي تتطرق إلى القضايا السياسية أو الفكرية أو الدينية أو الاجتماعية وقضايا أخرى.
هذا أمر غريب وربما مقلق، لأنّ مجال الاقتصاد هو أحد العوامل المؤثرة في السياسات العمومية في العالم بأسره، وخاصة في النقاشات الحكومية، ومن أهم هذه النقاشات، جلسات المناقشة التي تجري في المؤسسات التشريعية كمجلس النواب أو مجلس المستشارين بخصوص مناقشة الميزانية السنوية التي تعتمدها الحكومة، وهي الجلسات التي تحظى بأكبر متابعة إعلامية، لأنها تهم مصير ميزانيات خاصة بتدبير النفقات والمصاريف والضرائب، المتعلقة بشعب بأكمله.
وغنيّ عن البيان أنّ المال يُعتبر عصب الاقتصاد، وهو الملف الذي يحظى بالاهتمام الشعبي لكونه يمسّ المصالح الحيوية للشعوب.
لكن ورغم كل العوامل التي تؤكد أهمية المجال الاقتصادي في تحقيق مصالحنا، لا زالت الكتابات الاقتصادية متواضعة جدًا في الوطن العربي. وهذه ظاهرة يجب التفكير فيها بمسؤولية وغيرة إزاء قضايا أمّتنا ومستقبلها.
(خاص "عروبة 22")