صحافة

"المشهد اليوم" ... مفاوضات غزّة مستمرة ومساعٍ لتقليص "الفجوات"

واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع معلومات عن أجواء إيجابية رافقت جولة التفاوض، التي عقدت يومي الخميس والجمعة في العاصمة القطرية الدوحة، بإنتظار إستكمال المباحثات في الأيام المقبلة، الأمر الذي نفته المواقف التي صدرت عن حركة "حماس". في حين برز ما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤولين كبار، لناحية تأكيدهم أن نشاط الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة انتهى، مشيرين إلى أنه يمكن العودة لغزة حال توفر معلومات استخباراتية جديدة.

في هذا السياق، أصدرت قطر ومصر والولايات المتحدة بياناً مشتركاً، الجمعة، مشيرين إلى أن واشنطن قدمت اقتراحاً للطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، يقلص الفجوات بينهما ويتوافق مع المبادئ التي وضعها الرئيس الأميركي جو بايدن وقرار مجلس الأمن رقم 2735. وفي حين لفت البيان إلى أن الفرق الفنية ستواصل العمل خلال الأيام المقبلة على تفاصيل التنفيذ، أوضح أن "كبار المسؤولين من حكوماتنا سيجتمعون مرة أخرى في القاهرة قبل نهاية الأسبوع المقبل، آملين التوصل إلى اتفاق وفقاً للشروط المطروحة".

من جانبه، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن "إسرائيل تأمل أن تؤدي ضغوط الوسطاء وأميركا إلى دفع حماس لقبول اتفاق وقف إطلاق النار. بينما أفاد المتحدث باسم "حماس" جهاد طه، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، بأن "ما أُبلغت به قيادة الحركة لا يتضمن الالتزام بما تم الاتفاق عليه في 2 يوليو/تموز الماضي"، مشيراً إلى أن نتنياهو "لا يريد الاتفاق، وهو يستفيد من سياسة الولايات المتحدة في شراء الوقت وإحداث أجواء إعلامية من الإيجابية الكاذبة، وأخذه المفاوضات ذريعة للاستمرار في مجازره المروعة والتي فاقت حرب الإبادة الجماعية".

بناء على ذلك، من المتوقع أن تتكثف الجهود الدبلوماسية، في الأيام المقبلة، من أجل السعي إلى التوصل إلى إتفاق. وهو ما أكدت عليه مبادرة الرئيس الأميركي إلى إجراء اتصالين منفصلين مع أمير قطر والرئيس المصري بشأن محادثات الدوحة. بينما يتوجه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى إسرائيل، نهاية الأسبوع، لتجاوز آخر التباينات تمهيداً للتوصل إلى اتفاق. وكان بايدن قد أشار إلى أننا "أقرب من أي وقت مضى" من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، "لكننا لم نتوصل إليه بعد". بينما كشف مسؤول كبير في الإدارة الأميركية، لوكالة "رويترز"، أن مفاوضات الدوحة من أكثر المحادثات البناءة التي أجرتها الأطراف منذ أشهر.

من ناحية أخرى، طالب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بتقديم ضمانات ملموسة لإعلان فترات توقف إنسانية لإطلاق النار في غزة، من أجل إجراء حملة تطعيم ضد شلل الأطفال، وشدد على أن منع واحتواء انتشار شلل الأطفال في القطاع سيتطلب جهوداً ضخمة ومنسقة وعاجلة. بينما كانت وزارة الصحة الفلسطينية قد أعلنت أنه تم تشخيص إصابة طفل، يبلغ عشرة أشهر، بشلل الأطفال.

ميدانياً، واصل الجيش الإسرائيلي إرتكاب المجازر في غزة، حيث أفيد، أمس، عن إستشهاد 27 فلسطينياً وإصابة العشرات، إثر تواصل القصف الإسرائيلي على مناطق متفرقة في القطاع ، كما شهدت مناطق في خان يونس ودير البلح موجة نزوح جديدة لآلاف الفلسطينيين، بعد أن أجبرهم الجيش الإسرائيلي على إخلاء أماكن وجودهم استعداداً لشن هجمات على المنطقة. كما أشارت وسائل إعلام فلسطينية، فجر اليوم، إلى أن 10 فلسطينيين استشهدوا، جراء قصف الجيش الإسرائيلي منطقة الزوايدة.

في الضفة الغربية، أقدمت القوات الإسرائيلية على إقتحام بلدة برقة شمال غرب نابلس، ومدينة نابلس من حاجز عورتا، في وقت أفيد عن إنسحابها من مخيم بلاطة في نابلس بعد اعتقال شخصين. بينما اضطرت 14 عائلة فلسطينية في منطقة التجمع البدوي أم الجمال في الأغوار الفلسطينية، أمس، للنزوح إلى مناطق أخرى بسبب اعتداءات متكررة للمستوطنين على التجمع، وكان آخرها قبل أيام من خلال إقامة بؤرة استيطانية في المنطقة.

على مستوى جبهة جنوب لبنان، تستمر أيضاً الاتصالات الدبلوماسية من أجل تفادي الذهاب إلى أي تصعيد كبير. بينما بادر الحزب، أمس، إلى نشر شريط فيديو عن قدراته الصاروخية، تحت عنوان "جبالنا خزائننا"، يظهر فيه ما يبدو أنها منشأة للأسلحة بعنوان "منشأة عماد 4"، مرفقاً بخطاب لأمين عام الحزب حسن نصر الله، يتوعّد فيه إسرائيل بمواجهة مصير لن تتوقعه إذا فرضت حرباً. في وقت أعلنت وزارة الصحة سقوط 6 شهداء و3 جرحى، في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى سكنياً في وادي الكفور جنوب لبنان.

إقليمياً، أعلنت القيادة الوسطى الأميركية أن قواتها دمرت زورقاَ مسيّراً تابعاً للحوثيين في البحر الأحمر، خلال الساعات الـ24 الماضية.

في هذا المجال، لفتت صحيفة "الراية" القطرية إلى أن أنظار العالم كانت مُوجهة نحو الدوحة بانتظار نتيجة 48 ساعة من المحادثات الجادة والبنّاءة، معتبرة أن الكرة الآن في ملعب طرفي الأزمة من أجل إحداث اختراق إيجابي بالمواقف، خاصة بعدما قدمت الولايات المتحدة بدعم قطري مصري، اقتراحاً يقلص الفجوات بين الطرفين.

بينما نقلت صحيفة "اللواء" اللبنانية عن مصادر سياسية مطلعة أن الحراك الديبلوماسي الحاصل في لبنان لم يخرج عن الهدف المنشود له، إلا وهو العمل على إرساء التهدئة وابقاء لبنان بمنأى عن أي تصعيد وسحب فتيل التفجير، وأشارت إلى أن هذا الحراك قد يتكثف في هذا السياق دون حسم نتائجه، خصوصا أن التصعيد متواصل، معلنة أن ما يحمله الموفدون العرب والأجانب في لقاءاتهم ليس إلا تأكيداً على أهمية تجنيب البلد الحرب وأهمية الالتزام بالقرار 1701.

بدورها، أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أن الوقائع الأخيرة تدلل على أن الصراع بين إسرائيل وإيران وصل لمرحلة متقدمة تجعله مفتوحاً على جميع الاحتمالات، لكن في كل هذه المواجهات، التي حصلت منذ السابع من تشرين الأول الماضي، بدت إسرائيل هي الأكثر قوة وجرأة على استباحة جميع الجبهات، وتجاوز الأعراف والقوانين الدولية، حتى وصلت إلى قلب إيران، متخلية بذلك عن القواعد التي حكمت صراعها معها لعقود، كما كانت غاراتها على وكلائها أشد عنفاً وكثافة في الآونة الأخيرة.

ولفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أن إسرائيل الآن ليست في أفضل أحوالها على الإطلاق؛ إذ أعادها اليمين المتطرف الذي بات يتحكم بأوصالها، إلى مناقشة التهديد الوجودي لها، لأول مرة منذ عام 1948؛ حيث كان سبباً في الحرب القائمة الآن، وزيادة العداء العربي والعالمي لها، وعلى الرغم من كل ذلك، فإنه يتماهى في محاولة فرض التقسيم الزماني والمكاني للأقصى، على غرار الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، وفرض وقائع جديدة قد تؤزّم الأوضاع، وتشعل فتيل مواجهات جديدة.

أما صحيفة "الشروق" الجزائرية، فاعتبرت أنه ما كان لإسرائيل القدرة ولا الشجاعة لتُكمل عدوانها وإبادتها للشعب الفلسطيني كل هذا الزمن، لولا الدعم والسند الذي وجدته من الولايات المتحدة، وما كان لها أن ترتكب كل هذه الجرائم في حق الأطفال والنساء والعجزة والمرضى وفرق الإغاثة، لولا الضوء الأخضر الذي تلقته من واشنطن.

(رصد عروبة22)

يتم التصفح الآن