تناولت الصحف العربية الصادرة اليوم العملية العسكرية الاسرائيلية في شمال الضفة الغربية وتصاعد وتيرتها لليوم الخامس على التوالي مع استمرار مجازر الاحتلال في قطاع غزة، دون أن يرشح أي معطى جديد بشأن إمكانية التوصل لتسوية توقف الحرب وتحدّ من ويلاتها.
وهذا ما عكسته الاحتجاجات والمظاهرات ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في تل أبيب وبلدات إسرائيلية آخرى، فيما صعدت عائلات الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة ضغوطها، معتبرة أن "قرار البقاء في محور فيلادلفيا، لا يوجد فيه أي اعتبار موضوعي، إنما اعتبارات مجرمين من أجل البقاء سياسياً"، واصفة نتنياهو بـ"سيد الموت، وهو يقوم بنسف الصفقة بدم بارد ويريد إعدام المختطفين".
وكان الكابينت قد صادق على البقاء في محور فيلادلفيا متجاهلاً كل الدعوات والجهود الدولية لإبرام صفقة لوقف إطلاق النار. وبات من المعروف أن حركة "حماس" ترفض بشكل قاطع بقاء إسرائيل في محوري فيلادلفيا ونتساريم، ومعبر رفح الحدودي مع مصر.
وفي هذا الإطار، وصف مقال لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية نتنياهو بالـ "مستبد وغير النزيه ومارق في إدارته وفي الطريقة غير المبالية التي يعامل بها عائلات الرهائن". فيما نقلت القناة الـ13 الإسرائيلية عن مسؤولين بأن مفاوضات وقف إطلاق النار على وشك الانهيار في ظل تصرف الحكومة بناء على اعتبارات سياسية.
وعلى صعيد التطورات الميدانية، بحث رئيس الأركان الاسرائيلي هرتسي هليفي الهجوم العسكري في شمال الضفة وتحديداً مخيم جنين، مؤكداً "مواصلة الجهود الهجومية لإحباط الإرهاب والجهود الدفاعية في المستوطنات والطرقات ومنطقة التماس، بالإضافة إلى جاهزية واستعداد القوات".
وتبنت حركة "حماس" العملية المزدوجة التي وقعت شمالي الخليل في الضفة الغربية وأسفرت عن إصابة 3 عسكريين إسرائيليين بينهم ضابط كبير. ورداً على العملية، أغلقت إسرائيل المحافظة وفرضت حصاراً مشدداً وسط حملة إعتقالات واسعة.
الى ذلك، اقتحمت قوات إسرائيلية معززة مخيم جنين بعدما أنهت هجماتها على مخيمات طولكرم وطوباس وسط اشتباكات عنيفة وتدهور في الأوضاع الانسانية. واسفر الاجتياح الاسرائيلي عن استشهاد 23 فلسطينياً ليرتفع عدد شهداء الضفة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول إلى 677.
وبالتزامن مع بدء حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة، قصف الاحتلال مستشفى المعمداني في القطاع للمرة الثانية، فيما شن العديد من الغارات في أنحاء مختلفة أسفرت عن سقوط أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى.
اقليمياً، أعلن الحوثيون عن تنفيذ عملية عسكرية استهدفت سفينة "جوروتون" التي ترفع علم ليبيريا في خليج عدن للمرة الثانية، مؤكدين أن العملية تأتي في إطار "الانتصار لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهديه".
وضمن جولة الصحف العربية اليوم:
رأت صحيفة "الخليج" الإماراتية أن "الخطاب الإسرائيلي يصرّ على التكبر ولا يكترث للنداءات والتحذيرات، وكأنه يقامر بجولة أخرى من التصعيد، بينما الحرب في غزة ما زالت مفتوحة ولم ترس على نتيجة في ظل تعثر المفاوضات حيالها، وتعذر تحقيق أهدافها المعلنة من تل أبيب"، لافتة إلى أن "الضفة الغربية، التي نالها من الاعتداءات الكثير في الأشهر الأحد عشر الماضية، باتت على فوهة بركان حقيقي".
وتحدثت صحيفة "الأهرام" المصرية عن مخططات اسرائيل "لجهة تحويل حربها في الإقليم ضد حركة "حماس" إلى حرب إقليمية في مواجهة محور المقاومة بقيادة إيران"، معتبرة إن "استمرار السلوك الإسرائيلي على هذا النحو في الضفة الغربية يحولها إلى غزة ثانية، ويقود إلى عدم استقرار ممتد، لاسيما فى ظل تصاعد الدعوات إلى العودة للعمليات الانتحارية لمقاومة العمليات العسكرية الإسرائيلية هناك".
بدورها، تطرقت صحيفة "الوطن" القطرية إلى ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة من محاولة لفرض تغييرات جديدة على الواقع بالقوة، بما يخدم خريطة مصالحها الاستعمارية، داعية "المجتمع الدولي إلى المسارعة بالتدخل لوقف العدوان خاصة في قطاع غزة وشمال الضفة، وإجبار دولة الاحتلال على الانصياع لإرادة السلام الدولية وإنهاء احتلالها لأرض دولة فلسطين".
بينما حلّلت صحيفة " النهار العربي" في مقال لها اسباب انعدام حالة الاستقرار في إسرائيل، عزت السبب إلى عوامل داخلية كالصراع بين القيادة السياسية ومؤسسات الدولة العميقة، مروراً بصراع النزعات المتطرفة وصولاً إلى كيفية مقاربة الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. أما العوامل الخارجية، كمقاربة حالة "حماس" التي تشهد انتشاراً في الضفة الغربية والداخل الإسرائيلي، أو تدبّر خطر "حزب الله" الذي طوّر قدراته العسكرية، أو مقاربة الملف الإيراني عامةً، وضمناً برنامجها النووي والفصائل المسلحة التي تمولها طهران في سوريا والعراق.
أما صحيفة "الجريدة" الكويتية، فإعتبرت أن الحركة السياسية والدبلوماسية الداخلية تقدمت، على مسار المواجهة العسكرية المفتوحة بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي منذ أكثر من 10 أشهر، إذ إنها المرّة الأولى التي يشهد فيها لبنان نشاطاً دبلوماسياً مكثفاً سيستكمل الأسبوع المقبل من سفراء الدول الخمس المعنية بلبنان أي الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية ومصر وقطر، للوصول إلى تفاهم حول إنجاز الانتخابات الرئاسية وفصل المسار الرئاسي عن مسار الحرب في الجنوب".
(رصد "عروبة 22")