صحافة

"المشهد اليوم"... حرب "لاسلكية" تُدخل جبهة لبنان "مرحلة جديدة" نصرالله يرد اليوم ومجلس الأمن ينعقد غدًا

احتل لبنان صدارة الأخبار لليوم الثاني على التوالي وفق ما عكسته عناوين الصحف العربية الصادرة اليوم بعد إنفجار أجهزة إتصالات لاسلكيّة في بيروت والضاحية الجنوبية مستهدفة عناصر "حزب الله"، في عملية تقنية نوعية جديدة نفذتها إسرائيل في العمق اللبناني وأدت إلى حصيلة بشرية مرتفعة ناهزت الـ20 قتيلًا بالإضافة إلى إصابة 450 آخرين وسيكون لها تداعياتها المستقبلية إذ ستحمل في طياتها تغييراً جذرياً في قواعد الاشتباك السّابقة.

وعلى وقع هذه العمليات المتسارعة والتهديد بفتح جبهة الجنوب اللبناني وتصاعد سيناريو الحرب، يعقد مجلس الأمن الدوليّ جلسة طارئة غداً، الجمعة، لمناقشة سلسلة الانفجارات الدمويّة الّتي طالت لبنان وذلك بناء على طلب جزائري. 

ولم تستوعب بعد الجهات الرسمية والشعبية وحتى "حزب الله" العملية ودلالاتها السياسية والعسكرية على حدّ سواء نظراً لإعتمادها عنصر المباغتة، فيما يحدد الأمين العام للحزب حسن نصرالله المرحلة المقبلة خلال الكلمة التي سيلقيها بعد ظهر اليوم، وذلك وسط معلومات إسرائيلية مفادها بأن تفجيرات أمس استهدفت "قوة الرضوان" في الحزب. 

بالتزامن، تم الاعلان عن اجتماع سيعقد في باريس لمناقشة التطورات في الشرق الأوسط. وفي تصريحٍ له قال وزير الخارجيّة الإيرلنديّ "إن الهجمات على لبنان تعد شكلًا جديدًا من الحروب ويتعين علينا جميعاً الشعور بالقلق". في حين، نفى المتحدث باسم البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي جون كيربي ضلوع واشنطن في تفجيرات بيروت، قائلاً "لن نقدم تفاصيل أكثر، ولا نرغب في رؤية أي تصعيد في المنطقة ونعتقد أن حل الأزمة بالدبلوماسية وليس عبر العمليات العسكرية".

وسعت الولايات المتحدة الاميركية إلى الضغط الحثيث و"الجدي" على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ولكن كل الجهود والمساعي باءت بالفشل حتى الآن. وقال وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت إن "مركز الثقل ينتقل باتجاه الشمال، من خلال تحويل الموارد والقوات"، مشيراً إلى أن الجيش الإسرائيليّ بات في خضمّ "مرحلة جديدة" من الحرب.

بدوره، حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرش من أن الانفجارات تشير إلى "خطر جدي لتصعيد كبير في لبنان ويجب بذل كل ما في وسعنا لتجنب هذا التصعيد". فيما دعت روسيا إلى تحقيق دولي لمواجهة هذه الجريمة غير المسبوقة التي تبيح الأمن القومي، على حدّ قولها.

واعتبر الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان "إن الانفجارات تشكّل وصمة عار للدول الغربية، وخصوصاً الولايات المتحدة". وقال: "هذا الحادث أظهر مرة أخرى أنه على الرغم من ادّعاء الدول الغربية والأميركيين أنهم يسعون إلى وقف إطلاق النار، فإنهم في الواقع يدعمون تماماً جرائم الكيان الصهيوني"، وفق بيان نشره موقع الرئاسة الإيرانية.

وبحسب موقع "أكسيوس"، فإن الموجة الثانية من الهجمات السرية تُعد بمثابة "خرق أمني خطير آخر في صفوف "حزب الله"، وتزيد من الضغوط عليه". ونقل الموقع عن مصدرين إشارتهما إلى أنه "تم تفخيخ أجهزة الاتصال اللاسلكية مسبقاً من أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، ثم تم تسليمها للحزب كجزء من نظام الاتصالات الطارئة، الذي كان من المفترض استخدامه في أثناء الحرب مع إسرائيل".

وعلى صعيد تطورات ملف غزة، تحدث وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عن "إحراز تقدم" في ما يتعلق باتفاق وقف إطلاق النار، مشيراً إلى أنه "تم التوافق على 15 بنداً من بين 18 في الاتفاق المقترح، لكن القضايا المتبقية تحتاج إلى حل".

بالتزامن، رحبت وزارة الخارجية الفلسطينية باعتماد الجمعية العام للأمم المتحدة في جلستها الاستثنائية الطارئة التي عقدت أمس، الأربعاء، مشروع قرار صاغته السلطة الفلسطينية ويدعو اسرائيل الى إنهاء "وجودها غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة" خلال 12 شهرا. يذكر أن القرار حصد على أغلبية 124 صوتا، في حين امتنعت 43 دولة عن التصويت، وعارضت القرار 14 دولة آخرى.

في سياق متصل، فرضت الولايات المتحدة سلسلة من العقوبات على إيران لاسيما جهاز "الحرس الثوري" مستهدفة 12 فرداً  على علاقة بـ "القمع المستمر والعنيف للشعب الإيراني".

ونرصد في إطار جولة الصحف العربية الصادرة اليوم:

اعتبرت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنه "بعد التطورات الأخيرة في لبنان، والتي يبدو أنها فارقة، لم تعد أوضاع المنطقة تحتمل مزيداً من التجاهل والتخاذل، وإذا كانت هناك جدية دولية لمنع الأسوأ فيجب التحرك الآن وفوراً، لأن سياسة حافة الهاوية التي تنتهجها إسرائيل لن تكون مأمونة إلى ما لا نهاية، ويمكن أن تنزلق في لحظة ما إلى الهاوية نفسها"، على حدّ تعبيرها.

بدورها، رأت صحيفة "البيان" الاماراتية أن عملية تفجير أجهزة "بايجر" عمل استخباري إسرائيلي دقيق، يعكس 3 أمور في آن واحد: قدرة "الموساد" الإسرائيلي على اختراق اتصالات أعدائه، ضعف مناعة الإجراءات الأمنية لـ"حزب الله"، وأنه مهما اختلف قادة إسرائيل على المستويات السياسية والأمنية والعسكرية، فإنهم يتفقون جميعاً في مسائل الأمن القومي، وعمليات تصفية "أعداء الدولة العبرية".

وأشارت صحيفة "الأنباء" الكويتية الى أن "اللبنانيين يقيمون هول ما جرى على مدار اليومين الماضيين، ويدركون أثمان الحرب مع إسرائيل"، معتبرة "أن ضربة الـ 17 من سبتمبر ستسجل في تاريخ الحروب اللبنانية – الإسرائيلية، وفي سجلات العالم عن كبرى العمليات الاستخباراتية". وتساءلت: "هل ستخرج الحرب عن قواعد الاشتباك المعمول بها، ويوسع الحزب رقعة الاستهداف المحصورة في المواقع العسكرية الحدودية؟".

بحسب صحيفة "اللواء" اللبنانية، فإن محور الممانعة مازال متمسكاً بخيار عدم الذهاب إلى حرب واسعة مع العدو الإسرائيلي، ويعمل على إحباط مخطط نتنياهو لجر المنطقة إلى حرب اقليمية،يتم توريط الولايات المتحدة في معاركها ضد إيران. ولكنها لفتت إلى أنه "يبقى من المهم أن يدرك أهل الحل والربط على المستويين، الرسمي والسياسي، أن الوضع المتدحرج في البلد يشكل خطراً مصيرياً على لبنان، في ظل الإنهيارات المستمرة، والشلل الذي يتحكم بمفاصل الدولة".

تحت عنوان "الشراكة المصرية - الأميركية"، كتبت صحيفة "الأهرام" المصرية أنه "بظل الموقف المتأزم في المنطقة، لا يمكن ايجاد الحل له دون تعاون مصر والولايات المتحدة معا، وذلك نظراً إلى أن مصر هي القوة الإقليمية الأقدر على التدخل بفاعلية لما تتمتع به من مصداقية مع كل الأطراف..".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن