صحافة

"المشهد اليوم"...ترامب يتقدّم على هاريس وإسرائيل تواصل إجرامهامسح 37 بلدة جنوبية بالكامل ونتنياهو يقيل غالانت بعد خلافات طويلة

من آثار الغارات الإسرائيلية على مراكز تابعة لـ"حزب الله" في سوريا (رويترز)

استحوذت الانتخابات الرئاسية الأميركيّة على المشهد العام مع متابعة دقيقة لما ستفرزه صناديق الاقتراع في الساعات القليلة المقبلة وسط تقدم متسارع يحرزه دونالد ترامب في صناديق الفرز على منافسته كامالا هاريس باتجاه البيت الأبيض. وقد حظي الملف اللبناني والفلسطيني على الإهتمام مع استمرار العمليات العسكرية الإسرائيليّة وسط جمود في مسار المفاوضات والتسويات العالقة عند "أحلام" رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتننياهو بـ"تغيير وجه المنطقة وقواها" ولو على حساب الرهائن الأسرى لدى حركة "حماس".

وعلى الرغم من كل الضغوط الممارسة من قبل أهالي الرهائن والمطالبات بعقد صفقة فوراً، إلا أن ذلك لم يجدِ نفعاً حتى الساعة، بل الأكثر يمكن القول أن نتنياهو يمكن أن يضحي بهؤلاء الرهائن في سبيل تحقيق مآربه الشخصية. فالوقائع والمعطيات عكستها خطوته بإقالة وزير الدفاع يوآف غالانت وتعيين وزير الخارجية إسرائيل كاتس، لتولي المنصب خلفاً له.

وضمن هذا السيّاق، تأتي إقالة غالانت كتتويج لمسار الخلافات بينه وبين نتنياهو على إدارة الحرب منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وضمن أطر "استفراد" نتنياهو بالقرارات وإزالة كل من يقف "عثرة" في طريقه. يُذكر أن العلاقة بينه وبين نتنياهو شهدت اختلافات في مقاربة عدة قضايا ولكن أبرزها ملف الأسرى، ففيما يعرقل نتنياهو أي مقترح أو مبادرة، يؤكد غالانت أهمية إعادتهم "أحياء" إلى عائلاتهم، ولو كان الثمن "تقديم بعض التنازلات المؤلمة" لأنه يعتبر أن "العمليات العسكرية وحدها لن تحقق أهداف الحرب".

وعلى وقع خطوة الإقالة، شهدت تل أبيب ومدن آخرى تظاهرات واحتجاجات خرج على إثرها آلاف الإسرائيليين إلى الشوارع رفضاً للقرار. وبحسب ما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" عن مسؤول أميركي، فإن قرار نتنياهو بإقالة غالانت في يوم الانتخابات الرئاسية الأميركيّة "يشير إلى أنه كان يحاول تجنب ردود الفعل العنيفة من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن".

وبإنتظار تداعيات خطوة نتنياهو وترقب نتائج الانتخابات الأميركيّة، يستمر الاحتلال الاسرائيلي في حربه على لبنان والتي دخلت يومها الثاني والأربعين، حيث شن سلسلة غارات جوية استهدفت مناطق عدّة في جنوب لبنان وشرقه. وارتكب مجزرة مروّعة في بلدة برجا - قضاء الشوف، اذ استهدف مبنى سكني ما أدى إلى وقوع أكثر من 20 شهيداً و14 جريحاً، وسط حالة من الخوف والذعر في صفوف المواطنين، بعدما تحولت هذه المنطقة الى مقصد لسكان القرى الجنوبيّة هربًا من الاعتداءات الإسرائيليّة.

هذا وسقط جريح جراء غارة عند الحدود اللبنانية - السورية بين جديدة يابوس والمصنع. في وقت أغارت طائرات إسرائيليّة على مدينة القصير في ريف حمص الغربي، للمرة الثانية خلال أسبوع، مستهدفة مستودعات تستخدمها وحدة التسلح التابعة لـ"حزب الله" في سوريا، وفق ما أعلنه الجيش الإسرائيلي.

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن 54 عنصراً من "حزب الله" قُتلوا في سوريا، إثر 138 هجوماً إسرائيلياً استهدف الأراضي السورية، منذ بداية العام 2024. وقال "إن الهجمات أسفرت عن إصابة وتدمير نحو 254 هدفاً، ما بين مستودعات للأسلحة والذخائر ومقرات ومراكز وآليات، بعضها تابع للحزب".

وفي الإطار نفسه، نقل تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤولين أميركيين إشارتهم إلى "أن هناك قلقًا متزايدًا في إدارة الرئيس بايدن بشأن تصاعد الأوضاع في لبنان، خاصة بعد الهجمات الأخيرة التي شنتها إسرائيل على أراضيه". وبحسب المصادر نفسها، فإن "هناك مخاوف متزايدة من أن تتطور الأزمة في لبنان إلى صراع إقليمي أوسع، قد يجرّ الولايات المتحدة ودولًا عربية مجاورة إلى مواجهات عسكرية مباشرة".

إلى ذلك، يواصل "حزب الله" ضرب العمق الإسرائيلي واستهداف تجمعات للجنود الإسرائيليين في نقاط عدة كما صدّ التوغل الاسرائيلي وآخره من ناحية بلدة رميش الجنوبية الحدودية، حيث دارت معارك ضارية استمرت لساعات طويلة تكبد خلالها العدو خسائر كبيرة، بحسب ما أعلن الحزب. بموازاة ذلك، فقد تراجعت حدة العمليات العسكرية في المعركة البرية جنوب لبنان، مع تقليص الجيش الإسرائيلي فرقه العسكرية إلى النصف، بحسب ما أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، من غير أن ينهي محاولات التوغل المحدودة، وعمليات القصف الجوي والتفجيرات داخل قرى وبلدات الحافة الحدودية.

وكانت "الوكالة الوطنية للاعلام" في لبنان أشارت إلى أن الهجمات الاسرائيليّة أدت لمسح 37 بلدة جنوبية وتدمير أكثر من 40 ألف وحدة سكنية منذ بدء العدوان في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وبالتزامن مع الإبادة الجماعية المتواصلة في قطاع غزّة، وسع الجيش الإسرائيلي من عملياته بالضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، كما صعّد المستوطنون اعتداءاتهم. وينفذ الاحتلال منذ يوم أمس، الثلاثاء، عملية عسكرية واسعة شمالي الضفة، أسفرت حتى الآن عن استشهاد 8 فلسطينيين واعتقال العشرات وتدمير واسع للبنية التحتية والمنازل، وفق إحصائية أوردتها وكالة "الأناضول".

وركزت الصحف العربية اليوم على الانتخابات الأميركية وتداعياتها على المنطقة، حيث:

أشارت صحيفة "الاتحاد" الإماراتية، في مقال، إلى أن "العالم كلُه في انتظار نتيجة الانتخابات الرئاسية الأميركية التي تبدأ مؤشراتُها الأولى في الظهور بعد ظهر اليوم بتوقيت منطقتنا". وقالت: "فوز أي من المرشَّحين يؤثر في صراعاتٍ إقليميةٍ ودولية، وفي سياسات بعض الدول أيضاً. لكن هناك أيضاً من يتعاملون مع الانتخابات الأميركية مثل غيرها، إما لأنهم ليسوا أطرافاً في صراعاتٍ قد تتأثر بفوز أي من المرشحين، أو لأن لدى دولهم مناعة تجاه مثل هذا المُتغير".

من جهتها، تحدثت صحيفة "الوطن" السعودية عن العلاقة التي تجمع بين الرياض وواشنطن "والتي تظل على قدر كبير من الخصوصية، فهي لم تصمد أمام التقلّبات الصاخبة طيلة العقود الماضية فقط، بل تشهد تطوراً بصورة متواصلة بلغ حد الشراكة الإستراتيجية". وأضافت: "من أهم ما يميّز هذه العلاقة معرفة الطرفين للخطوط الحمراء التي لا ينبغي تجاوزها، إضافة لإدراك واشنطن للمسؤوليات التي تحملها الرياض على المستويين الإقليمي والدولي".

أما صحيفة "الأهرام" المصرية، فشددت على أنه لا يمكن المراهنة "على أن حل قضية فلسطين، ومستقبل هذا الشعب سيكون من أولويات الرئيس القادم، أياً كان جمهورياً أو ديمقراطياً"، مؤكدة أن "الرهان سيكون على الدور العربي، واتحاده بين مصر، والخليج، والمغرب العربي، حيث أننا نحتاج إلى تغيير جذري في شكل المنطقة العربية، وأن يتم إعلاء شأن الدولة الوطنية، وألا نسمح مرة أخرى بالتدخل في شؤوننا الداخلية مثلما حدث في 2011 أمريكياً وأوروبياً"، على حدّ قولها.

بدورها، نبهت صحيفة "القدس" الى أن "السياسة الاستراتيجية الأمريكية نحو الشرق الأوسط لن تتغير، بل على العكس فإن الدعم الاميركي لإسرائيل سيبقى على حاله، إن كان الرئيس المقبل دونالد ترامب أو كاميلا هاريس، فهما وجهان لعملة واحدة". وتابعت: "تاريخ الولايات المتحدة يؤكد دعمها لإسرائيل وإسنادها، وتطوير قدراتها العسكرية وتعزيز احتلالها لفلسطين، ويحفل بالعديد من الشواهد والأحداث التي لا تُنسى".

وتطرقت صحيفة "الوطن" القطرية إلى استمرار العدوان الاسرائيلي على لبنان حيث لفتت إلى أن "حرب الاستنزاف مكلفة ولا يمكن للبنان أن يتحملها طويلاً، لحسابات إقليميّة ودوليّة، ولا يستطيع أي حزب البوح بها لأسباب عدة سياسية واقتصادية"، مشددة على أن "العرب عليهم التحرك لوقف هذه الحروب في المنطقة، فالمواجهات تستدعي تعبئة وطنيّة شاملة في لبنان مع إعادة إحياء المؤسسات، وبناء الدولة على أسس صحيحة، سليمة، وثابتة".

واعتبرت صحيفة "الدستور" الأردنية أن ما يفعله الاحتلال "من جرائم بحق الفلسطينيين واللبنانيين والسوريين لا يقل سوءاً وانحداراً، وتدنياً، عما فعلته النازية والفاشية والقيصرية ضدهم في أوروبا، وهي تعمل اليوم لاستكمال ما سبق وفعلته عام 1948، من تصفية وقتل وتدمير، بهدف دفع الفلسطينيين نحو ترك بلادهم ووطنهم". وخلصت إلى أنه "لا أحد قادر أو راغب في وقف حرب المستعمرة الهمجية ضد الشعب الفلسطيني".

وفي إطار آخر، كشف مصدر في "فيلق القدس" لصحيفة "الجريدة" الكويتية "أن إيرانيين كانوا قد نقلوا قدراً كبيراً من الصواريخ والطائرات المسيّرة الاستراتيجية من عدة طرازات إلى حلفائهم الإقليميين، خلال السنوات الماضية". ووفق المصدر، فإن تلك الأسلحة التي كانت مخزّنة بالفعل في أماكن آمنة للوقت المناسب باتت جاهزة وبانتظار "ساعة الصفر" لشنّ الانتقام المرتقب.

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن