صحافة

المصطلح العربي والمقامرة بتعميم اللغات الأخرى

عزالدين مصطفى جلولي

المشاركة
المصطلح العربي والمقامرة بتعميم اللغات الأخرى

مشكلة المصطلح العلمي باللغة العربية في ميادين المعرفة كلها مشكلة حديثة وليست مشكلة قديمة كما يعتقد البعض، هي مظهر سلبي لواقع سلبي، صاغته ظروف كثيرة تاريخية وذاتية. واقع يعاني من مشكلات كثيرة، تبدو مزمنة، نظرًا لما يقدّم إليها من حلول وأدوية على الدوام، من دون أن تكون هناك أي نتيجة إيجابية، مع الأسف الشديد.

يشير العلامة ابن خلدون (رحمه الله) -في "مقدمة" تاريخه- إلى نقطة جوهرية في تحصيل المعرفة، مفادها أن كثرة المصطلح والاختلاف فيه مدعاه للتواني عن تحصيل العلوم. وفي ذلكم ميزان راكز في معرفة مستويات المعرفة لدى الأفراد والأمم (...) لقد رأينا كيف افتقد الأتراك التراتبية الموروثة في تاريخهم الثقافي لما تعلمنت الحياة عندهم، فانتكست المعرفة لديهم إلى الدرك الأسفل منها، فاستبدلوا أبجدية لغتهم التي كانت تتمثل بالحرف العربي الخالد باللاتيني المتبدّل، ووقع بعض الأمازيغ في المطب ذاته لما استعاروا للبربرية رموزًا أوروبية. 

عندما ندرس البناء الثقافي للعلماء في العصور الذهبية للأمة الإسلامية، نجد أن المعارف الإسلامية كانت هي أساس بنيتهم الثقافية، وتأتي اللغة العربية تبعًا لذلك، وهي، وإن كانت مكتسبة سليقة، إلا أنها لدى الكثير من العلماء مكتسبة تعلمًا، حتى إذا مهروا فيها صاروا من أبنائها، بل وسبقوهم فيها.

المفتاح السحري لحل مشكلة المصطلح في هذا الباب هو العودة الجادة إلى المناهج الثقافية التي سادت في القرون الذهبية شكلًا ومضمونًا، وبناء الحياة العقلية على أساسها، مع مراعاة العصرنة كما نراها نحن لا كما يراها الآخرون. وجعل البنية المعرفية للباحثين بنية مزدوجة: إسلامية بلسان عربي مبين، وإنسانية بلسان أجنبي شهير، هذا إن كنا نتحدث عن ميادين العلوم الإنسانية، ومثل ذلك يقال أيضا في ميادين العلوم الكونية.

أغلب ما يكتب من دراسات تدّعي الحداثة هو صورة مشوهة عن ثقافة الغرب، التي أصابها الفتور والعجز في السنوات الأخيرة، وأصبحت تدور على نفسها بعدما وصلت إلى منتهاها، نظرا لانغلاقها على العالم المادي المحدود، فلم تستطع أن تنفذ منه إلى عالم الروح اللامحدود؛ فانكفأت على نفسها، فتآكلت وشاخت. 

أما قضايا الإنسان، فقد استغلقت وارتدّت بأصحابها إلى نقطة البداية، وعالم الاقتصاد خير شاهد على هذا، وقضايا التربية لا تبعد كثيرًا عما نقول.


لقراءة المقال كاملًا إضغط هنا

("الشروق" الجزائرية)

يتم التصفح الآن