يركّز التّجمّع على تمكين النّساء من لعب دور فعّال في مواجهة التّحدّيات البيئيّة وتعزيز العمل المناخي على المستويات المحليّة والإقليميّة والعالميّة.
من بين الدّاعمين للتحالف الجديد، الذي تم إطلاقه رسميًا في مؤتمر الأمم المتّحدة للتّغيّر المناخي COP29، الأمينة التّنفيذيّة السّابقة للأمم المتّحدة باتريشيا إسبينوزا، والمبعوثة الألمانيّة جينيفر مورغان، والمبعوثة البريطانيّة راشيل كايت، والمبعوثة الفرنسيّة السّابقة لورانس توبيانا.
لا يبدو أنّ المرأة العربيّة قريبة من أن تكون قد حقّقت وأنجزت مهامها إلّا هنا وهناك
وقد دفعهنّ إلى إظهار قوّتهنّ فشلُ رئاسة أذربيجان لمؤتمر COP29 في تضمين حتى امرأة واحدة في لجنة تنظيميّة مؤلّفة من 28 عضوًا. وبعد ردود فعل غاضبة، وسّع الرّئيس إلهام علييف اللّجنة إلى 42 عضوًا ليضمّ 12 امرأة.
أدّى هذا الخطأ في تنظيم COP29 إلى توقيع 75 من القيادات النسائيّة في مجالات الأعمال والمجتمع المدني والأكاديميا على رسالة موجّهة إلى الرئيس علييف، كما أدّى إلى إطلاق المبادرة بقيادة وزيرة البيئة الكنديّة السّابقة كاثرين ماكّينا، وماريا منديلوسي رئيسة تحالف "وي مين بيزنس".
على مدى السنوات العشر الماضية، شغلت امرأة واحدة فقط منصب رئيس مؤتمر COP25 هي وزيرة البيئة التشيليّة السّابقة كارولينا شميتّ.
تشارك الآن المزيد من النّساء أكثر من أي وقت مضى في المفاوضات بين الدّول، فقد تمّ التّقاسم بالتّساوي بين الرّجال والنساء أعلى منصب في المناخ بالأمم المتّحدة، الأمين التّنفيذي.
يتولّى هذا المنصب الآن سايمون ستيل من غرينادا، الذي خلف إسبينوزا، وزيرة الخارجيّة السّابقة للمكسيك التي شغلت أيضًا منصب رئيس مؤتمر COP، عندما قادت القمّة التي عُقدت في كانكون في عام 2010. وتسلّمت إسبينوزا هذا المنصب من الكوستاريكيّة كريستيانا فيغيريس، التي قادت مؤتمر COP الذي أسفر عن الاتفاقيّة التّاريخيّة في باريس بشأن الاحترار العالمي.
النّساء في العالم استطعنَ باقتدار أن يجعلنَ "الآلة تدور"، في المقابل لم يكن التّغيير في وضع المرأة العربيّة إلّا نادرًا في تسليط الضوء على القضايا البيئيّة التي تواجه العالم العربي، مثل نُدرة المياه، التصحّر، والزّيادة في درجات الحرارة، ممّا يساهم في وضع الحلول المستدامة لهذه المشاكل.
لا يبدو أنّ المرأة العربيّة قريبة من أن تكون قد حقّقت وأنجزت مهامها إلّا هنا وهناك. في الأردن، قادت نساء مثل "ليان البيروتي" و"عايدة سلامة" مبادرات تعليميّة وزراعيّة تهدف إلى تحسين الاستدامة البيئيّة وتقليل النّفايات البلاستيكيّة.
"أسمهان الوافي"، المغربيّة، تشغل منصب كبيرة العلماء في منظّمة الأغذية والزّراعة للأمم المتّحدة (الفاو). من الضّروري أن تلعب المرأة العربيّة في هذا التّجمّع أدوارًا محوريّة في التّمثيل والتّأثير في السّياسات وإبراز التّحديات الإقليميّة وتمكين المجتمعات المحليّة في بناء شراكات دوليّة.
من المهمّ أن تغدو إسهامات النّساء تراثًا إنسانيًّا مشتركًا
بعض الٳنجازات لا تزال هشّة إلى الآن، فيما يتواصل العنف ضد النّساء العربيّات كسلاح للحرب من أجل نشر الرّعب والٳرهاب أثناء النّزاعات المسلّحة بخلاف مجتمعات البلدان حيث تعيش النّساء في سياقات ثقافيّة واجتماعيّة وطبيعيّة مختلفة.
من المهمّ أن تغدو إسهامات النّساء تراثًا إنسانيًّا مشتركًا - سواء أكان أدبيًّا أم علميًّا أم فكريًّا أم بيئيًّا - في شأن "الصّحيح سياسيًّا" أو "الصّحيح بيئيًّا وأنثروبولوجيًّا". وجودهنّ في مسار التغيّر المناخي قبل كل شيء حلّ في مواجهة الحقائق المناخيّة الصّعبة.
يتمثّل العمل الأساسي الذي يقوم به مفاوضو الدّول في المثال الذي تقدّمه نائبة المبعوث الأميركي سو بينياز، محامية المناخ الرئيسيّة لوزارة الخارجيّة الأميركيّة. وتعتبر "مقاتلةً" وفقًا لماكّينا الكنديّة.
قادت ماكّينا الفريق الكندي في مؤتمر COP23 في بون عندما كانت وزيرة للبيئة، بحيث أخبرت الأمناء العامّين للأمم المتّحدة بما يجب تقديمه من خطط "حقيقيّة" بشأن المناخ، وكان أول تقرير من هذا النّوع قدّمته في مؤتمر COP27 بمصر، حيث أشارت إلى "بعض الشّركات، بخاصّة المؤسّسات الماليّة، التي لا تدرك أنّ الالتزام بتحقيق صفر انبعاثات يعني شيئًا"!.
(خاص "عروبة 22")