يقول أبو نادي لـ"عروبة 22" إنّ إغلاق المعابر أدّى إلى ارتفاع أسعار السّلع كافّة، وحَدَّ من قدرتِه على توفير غالبيّة أصناف السلع ولم يتبقَّ سوى بضعة أنواع من أصناف الخضار المتاحة، مما زاد من صعوبة حصول الغزّيين على المواد الغذائية.
ويضيف النازح من مدينة غزّة محمد مهدي لـ"عروبة 22"، أنّه لم يعد قادرًا على توفير الطعام لأطفاله، إذ إنّ القدرة على توفير الطعام أصبحت محدودة، بسبب محدوديّة المواد الغذائية المتوفّرة، مطالبًا الجميع بضرورة العمل بسرعة على إنهاء الحرب وفتح المعابر.
وفي منتصف نيسان، قالت مفوّضة الاتحاد الأوروبي للاستعداد وإدارة الأزمات والمساواة حاجة لحبيب، إنّ منع إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزّة تسبّب في أزمةٍ إنسانيةٍ حادة في القطاع.
وأضافت: "بينما تمتلِئ المستودعات خارج غزّة بالطعام، ينفد الطعام في القطاع، ويتعفّن على أبوابها لأنّنا لا نستطيع دخول المنطقة، بينما يُقتل أو يمرض ما لا يقلّ عن 100 طفل يوميّا".
وتعمل سلطات الاحتلال على استغلال حرب التجويع التي تنفّذها في قطاع غزّة، لخلق كياناتٍ بديلةٍ عن المنظّمات الدوليّة لتوزيع المساعدات الإنسانيّة وإدخال المواد الغذائية للقطاع، حيث حذّر المكتب الإعلامي الحكومي في غزّة من "محاولات إسرائيل تمرير مخطّطاتٍ عبْر إنشاء أو استخدام شركات أمنية وجهات مشبوهة مرتبطة بها لتوزيع المساعدات الإنسانية في القطاع".
وقال المكتب في بيان: "نؤكد أنّ هذه المخطّطات لن تمرّ، ونحن نرْصدها بدقّة وسنتخذ ما يلزم من إجراءات لعدم السماح بفرضها على شعبنا الفلسطيني"، مضيفًا: "لن نسمح بتمرير مخطّطات الاحتلال للسيطرة على المساعدات وفرض التجويع وسنتصدّى لها بكل الوسائل ونرفض الالتفاف على القانون الدولي".
ومطلع الأسبوع الماضي، قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العِبرية إنّ الجيش الإسرائيلي "يُعدّ برنامجًا تجريبيًا لتوزيع المواد الغذائية بين الفلسطينيين من دون "حماس" ومن المرجّح أن يتمّ ذلك في رفح جنوبي قطاع غزّة، لافتةً إلى أن "تنفيذ البرنامج رهن موافقة القيادة السياسية في إسرائيل". وأوضحت الصحيفة العِبرية أن الجيش الإسرائيلي يعتزم إشراك منظّمات إغاثةٍ دوليةٍ لتتولّى بنفسها توزيع الغذاء تحت إشراف جنوده وفي مراكز خاضعة لسيطرته بقطاع غزّة.
في المقابل، طالب الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية د. مصطفى البرغوثي في حديث لـ"عروبة 22"، بـ"تدخلٍ دوليّ فوريّ وعاجل لوقف الإبادة الجماعية، ورفع الحصار، وضمان إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزّة من دون قيود"، داعيًا إلى محاسبة الاحتلال على جرائمه، ووقف كل أشكال توريد الأسلحة له.
وفي السياق نفسه، طالب البرغوثي الأطراف الدولية كافّة برفض مخططات الاحتلال للسيطرة على عملية توزيع المساعدات الانسانية التي تتضمّن خطورةً بالغةً على الواقع الانساني في قطاع غزّة وعدم التعامل معها والعمل الحثيث والمكثّف من أجل الضغط على الاحتلال لفتح المعابر وإدخال المساعدات الانسانية بأشكالها كافّة إلى مستحقّيها من خلال المؤسسات الفلسطينية والدولية.
وبيّن البرغوثي أنّ أطفال غزّة هم الأكثر استهدافًا من الاحتلال حيث يُشكّلون العدد الأكبر من الضحايا، ويعانون بشكلٍ بالغٍ من تداعيات الأزمة الإنسانية المتفاقِمة على المستويات كافّة.
وندّدت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية، في بيان، بمحاولات الاحتلال فرض مخطّطات تتعلّق بالسيطرة على المساعدات الإنسانية وآلية توزيعها بما في ذلك "عسْكرة المساعدات" في انتهاكٍ فاضحٍ للمواثيق والمعاهدات ومبادئ العمل الانساني. ورحّبت الشبكة بتصريحات الأمين العام للأمم المتحدة ورفضه لأي آليات لتوزيع المساعدات من قبل جيش الاحتلال تنتهك مبادئ العمل الانساني.
(خاص "عروبة 22")