سمات كثيرة تتميّز بها هذه المتاحف، أهمّها، أنها تتيح لكل الناس ومن دون إستثناء أو تمييز، سواءً كانوا طلابًا أو باحثين أو مستكشفين أو مواطنين، زيارة "المتحف الافتراضي" في أي وقت ومن أيّ مكان في العالم وبالمجان، بما يتيح لهم التفاعل مع المعروضات، وتكرار الزيارة متى رغبوا في ذلك، ما يساهم في تنمية المشاركة الثقافية والوعي والمعرفة، ناهيك عن تحسين جودة التعليم للطلاب المهتمين، وتسهيل أمور الناشطين في المجالات العلمية والبحثية.
كذلك في الوطن العربي، باتت متاحف كثيرة ومتنوعة متوفّرة عبر شبكة الإنترنت، من بينها المتحف الوطني الافتراضي السعودي الذي يروي حكايات آلاف القطع التراثية والمنحوتات والمخطوطات ويُمكّن الزائرين الإلكترونيين من الاطّلاع على محتوياته ومقتنياته من زاوية 360 درجة، في ثماني قاعات تتناول كل قاعة منها موضوعًا معينًا: الإنسان والكون، الممالك العربية، عصر ما قبل الإسلام، البعثة النبوية، الإسلام وشبه الجزيرة العربية، الدولة السعودية الأولى والثانية، توحيد المملكة، الحج والحرمان الشريفان.
انطلق هذا المتحف إلكترونيًا، عام 2021 أثناء توقف نشاط المتحف الميداني إبان جائحة كورونا، وهو متاح باللغتين الإنجليزية والعربية، ويمكن للزائر عن طريق تحريك السهم في اتجاهات مختلفة بفضل التصوير ثلاثي الأبعاد، قراءة الوصف والشرح أو الموجز عن كل صورة، والإنتقال من قسم إلى آخر، وكأنه في رحلة ميدانية داخل أرجاء المتحف.
أيضًا من بين المتاحف العربية الافتراضية، هناك المتحف الافتراضي الفلسطيني، وهو منصّة مختصّة بالقطع الأثرية المرقمنة، عبر الإنترنت، حيث يوجد أكثر من 40 قطعة أثرية كانت تُستخدم كأدوات في حياة الناس اليومية عُثر عليها خلال بعثات التنقيب الأثرية في مواقع مختلفة في فلسطين. كما يصوّر المتحف 5 فترات تاريخية رئيسية مرّت على الأراضي الفلسطينية من خلال وصف علمي دقيق.
هو نموذج حداثي في عالمنا العربي، يواكب عصر التطوّر والتكنولوجيا، فيسّهل وصول الزائرين إلى المتاحف لمحبّي الثقافة والتراث، كحلّ عمليّ لغير القادرين على تحمّل عناء السفر وتكاليفه لزيارة المتاحف ميدانيًا، فيشكّل حلًا تكنولوجيًا يساعدهم على تخطّي حاجز الزمان والمكان... بـ"كبسة زر".
(خاص "عروبة 22")