تعيش المنطقة اليوم تداعيات اتفاق وقف الحرب على غزة مع استمرار التدفق البشري من الجنوب إلى الشمال في رحلة العودة بحثًا عما تبقى من معالم المدينة التي دكها الاحتلال على مدار أسابيع وحولها إلى كومة من ركام. ومع تكشف الخسائر الفادحة، يستمر الفلسطينيون بالبحث عن أحبائهم الذين لا يزالون تحت الردم وتعذر انتشال جثثهم في وقت سابق ما يؤكد أن عداد الشهداء سيستمر بالإزدياد، لاسيما أن عدد المفقودين يصل إلى 10 آلاف شخص وفق المعلومات الموثقة. وعليه ستكون الأشهر المقبلة بمثابة اختبار جدي لمدى رغبة اسرائيل بوقف القتال والالتزام بالخطة الأميركية كما ستشكل اختبارًا للمجتمع الدولي والدول الضامنة للحفاظ على الهدنة وعدم نقضها أو خرقها من قبل تل أبيب، التي تنتظر زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب غدًا الاثنين لتستمع إلى خطابه في الكنيست (البرلمان) قبل اللقاء الذي سيجمعه مع عائلات الأسرى الاسرائيليين.
وهذه الزيارة سبقها وصول مبعوث ترامب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف وصهر الرئيس جاريد كوشنر في رسالة دعم جديدة إلى اسرائيل، حيث خطب ويتكوف في آلاف المحتشدين متوجهًا لعائلات المحتجزين بالقول "شجاعتكم أذهلت العالم". واضاف "الليلة نحتفل بلحظة ظنها كثيرون مستحيلة...نحتفل بسلام وُلد ليس من رحم السياسة، بل من رحم الشجاعة"، بحسب تعبيره. فيما قاطعه المتظاهرون بصيحات الاستهجان والغضب مرتين حين حاول توجيه التحية إلى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو كما إلى وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر (رئيس الوفد الإسرائيلي المفاوض)، في إشارة إلى تعاظم الخلاف بين الشارع الاسرائيلي وحكومة نتنياهو التي يتهمونها بإطالة أمد الحرب وعرقلة الصفقات السابقة لإطلاق سراح ذويهم لأسباب شخصية وسياسية. ومع هذا التباعد الحاد يظهر ترامب كـ"عراب للسلام"، ويروج نفسه على هذا الأساس، خاصة أنه نجح فيما فشل سلفه الرئيس السابق جو بايدن في تحقيقه.
وبعد زيارة تل أبيب سيحط الرئيس الأميركي في مصر، التي تستعد لاستقبال قمة دولية بحضور أكثر من 20 زعيمًا. وأوضحت الرئاسة المصرية أن "قمة شرم الشيخ للسلام" التي ستُعقد برئاسة مصرية أميركية، تهدف إلى إنهاء الحرب في غزة، وتعزيز جهود إحلال السلام والأمن الإقليميين في الشرق الأوسط. وسيكون هذا الحدث بمثابة دعمًا لخطة ترامب التي لا تزال في مرحلتها الأولى بينما تواجهها عدة قضايا صعبة ستكون على طاولة المباحثات بعد تبادل الأسرى بين الجانبين. وهذه القضايا تتمحور حول حكم غزة وإعادة الإعمار وسلاح الحركة ووجودها السياسي في "اليوم التالي" كما الانسحاب الاسرائيلي الذي أعاد تموضعه وحافظ على نقاط متقدمة ضمن الاتفاقية أو وفق ما بات يُعرف بـ"الخط الأصفر"، والذي أعطى لتل أبيب الاحتفاظ بما يعادل 53% من مساحة القطاع. وإزاء هذا ستكون شرم الشيخ حاضنة لاحتفالية حاشدة سيحضرها كبار الشخصيات كالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ورؤساء وزراء كل من ايطاليا واسبانيا وبريطانيا وألمانيا وقطر والإمارات والأردن وتركيا والسعودية وباكستان وإندونيسيا، كما تم توجيه دعوة إلى إيران.
هذا وستغيب "حماس"، بحسب ما صرح القيادي في المكتب السياسي للحركة، حسام بدران، الذي لفت إلى أن التوقيع محصور "فقط بالوسطاء والمسؤولين الأميركيين والإسرائيليين". وكان ترامب أعرب، قبيل انعقاد القمة، عن ثقته في أن الاتفاق "سيصمد...جميعهم (حماس وإسرائيل) سئموا من القتال"، مشيرًا إلى أن إعادة إعمار غزة "ستتم بمساعدة دول غنية في المنطقة" لكنه لم يذكر أيًا منها بالاسم. من جانبه، أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضرورة التوافق على جميع تفاصيل مراحل اتفاق وقف الحرب وتنفيذه بالكامل، مشيرًا إلى أن بلاده تنوي استضافة مؤتمر دولي لإعادة الإعمار، والتي ستشكل أهم بندًا في المرحلة المقبلة خاصة أن الدمار شمل أكثر من 90% من مساحة القطاع بأكمله بينما يعاني أكثر من 2 مليون فلسطيني من ظروف انسانية في غاية الصعوبة. وتسعى القاهرة إلى أن يكون هذا الاتفاق منطلقًا لتفاهمات مستقبلية تبعد شبح إعادة القتال مجددًا خصوصًا أن موقفها كان واضحًا، ومنذ اليوم الأول، برفض مبدأ التهجير وأن يكون معبر رفح بوابة لتحقيق ذلك بما يتماشى مع الرغبة الاسرائيلية العارمة والتي سبق واعرب عنها نتنياهو ووزراء من حكومته مرارًا وتكرارًا.
ميدانيًا، تواصل القوات الإسرائيلية الانسحاب من بعض مناطق القطاع بموجب الاتفاق المبرم، وفق ما أفادت "هيئة البث الإسرائيلية"، لافتة إلى أنه تمَّ البدء في نقل السجناء الفلسطينيين تمهيدًا للإفراج عنهم ضمن المرحلة الأولى من اتفاق غزة، التي تشمل 250 من المحكوم عليهم بالسجن المؤبد، و1700 من غزة، مقابل الرهائن الذين يُقدر عددهم بـ48 بين أحياء وأموات. وكانت المفاوضات بشأن الأسرى الفلسطينيين شهدت تعنتًا اسرائيليًا برفض العديد من الأسماء القيادية وتمسكها بقائمتها الخاصة التي استثنت منها مروان البرغوثي وأحمد سعدات وغيرهم من القيادات التي كان يأمل بأن يتم الافراج عنهم ضمن الصفقة الحالية. ولكن تل أبيب تريد تجريد "حماس" من أي انتصار كما تعقيد الاتفاق بما يتلاءم مع أهدافها وغاياتها ومن هنا سيكون المسار المستقبلي شاقًا ومضنيًا. من جهته، أعلن الدفاع المدني أن نصف مليون فلسطيني عادوا إلى مدينة غزة وشمالي القطاع منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، في حين أعلنت وزارة الداخلية في غزة أن عناصر الشرطة والأجهزة الأمنية انتشرت لاستعادة النظام ومعالجة مظاهر الفوضى التي سعى الاحتلال لنشرها.
الأوضاع المقلقة والمفرحة في آن معًا والواردة من القطاع المنكوب تتزامن مع تصعيد اسرائيلي عنيف على لبنان والذي شنّ فجر يوم السبت 12 غارة على محيط أوتوستراد المصيلح والوادي المحاذي له، مما ألحق دمارًا هائلاً في المنطقة وقطع أوتوستراد الزهراني - النبطية. واستهدفت الغارات 10 معارض بيع جرافات ومعدات ثقيلة، وأدت إلى مصرع شخص وجرح آخرين وتدمير أكثر من 300 آلية، في رسالة واضحة بأن تل أبيب لن تقبل بإعادة الإعمار أو إزالة الركام من البلدات والقرى التي هدمتها وإن ذلك دونه عقبات كثيرة. وجاءت الضربات في المصيلح التي تبعد نحو 40 كيلومترًا عن الحدود، بعد ثلاثة أسابيع على استهداف معرض مشابه في منطقة أنصارية على أوتوستراد صيدا – صور. وتضاف هذه الاستهدافات إلى الاعتداءات اليومية والانتهاكات على الرغم من اتفاق وقف النار الذي تم التوقيع عليه في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. وتبرر اسرائيل هذه الهجمات بأنها تستهدف "حزب الله" والبنى التحتية الخاصة به كما مخازن الأسلحة والذخيرة التي يملكها، مكررة بأنها لن تسمح له بإعادة تسليح وتنظيم نفسه.
وهذه التعديات تشكل عاملًا ضاغطًا على الحكومة اللبنانية التي فشلت في مناشداتها الدول الضامنة للتحرك، بينما تبدو تل أبيب مصرة على استكمال خططها التوسعية. ويخشى لبنان حرب "ما بعد غزة" وأن تقرر الحكومة الاسرائيلية شنّ حربًا جديدة بحجج وذرائع واهية لاسيما ان نتنياهو يريد أن يبقى في الحكم وأن يستبعد محاكمته بقضايا الفساد والرشوى التي تلاحقه. وعلّق الرئيس اللبناني جوزاف عون على الأحداث والمستجدات، معربًا عن خشيته من الحرب حين سأل عما "إذا كان هناك من يفكر بالتعويض عن غزة في لبنان، لضمان حاجته لاستدامة الاسترزاق السياسي بالنار والقتل". بينما اعتبرت وزارة الخارجية اللبنانية في بيان أن الغارات "تعرقل الجهود الوطنية التي يبذلها الجيش اللبناني في تنفيذ حصرية السلاح في يد القوى الشرعية، والحفاظ على الأمن والاستقرار في الجنوب اللبناني". في سياق منفصل، فتحت زيارة وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني إلى لبنان مسارًا جديدًا من العلاقات بين البلدين،إذ كرّر خلالها موقفه بأن "صفحة جديدة تُفتح مع لبنان" بعد سقوط نظام بشار الأسد، وناقش فيها ملفات أمنية وقضائية واقتصادية ودبلوماسية، وأهمها ملف السجناء السوريين الذين تطالب دمشق بالإفراج عنهم.
ومن زيارة "كسر الجليد" السورية إلى الوضع في دمشق التي تشهد، على ما يبدو، تطبيقًا للاتفاق الذي سبق وتم الاعلان عنه مع الأكراد برعاية اميركية. وقد أفيد بأن اللقاء الذي جمع، منذ أيام، الرئيس السوري أحمد الشرع بقائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مظلوم عبدي، أثمر اتفاقًا على بدء دمج مناطق الأكراد ضمن مؤسسات الدولة السورية. وينص التفاهم بين دمشق و"قسد"، وفق ما نقله "تلفزيون سوريا"، على أن عملية الدمج ستبدأ من دير الزور، وتشمل حقول النفط والمؤسسات المدنية والقوات العسكرية والأمنية ضمن المرحلة الأولى. وهذه الخطوة الايجابية التي من شأنها أن تخفف من التوترات والاضطرابات الأمنية يواجهها في المقابل التصعيد الدرزي المستمر والمطالبة الدائمة بالحكم الذاتي وذلك بعد أحداث السويداء الدامية التي وقعت بين مجموعات درزية وعشائر عربية. ولم تفضِ كل النقاشات السابقة في التوصل لحلول مشتركة بينما تستغل اسرائيل ما يجري لصالحها من خلال استخدام ورقة الدروز. وصعّد الرئيس الروحي لطائفة الموحدين الدروز في السويداء الشيخ حكمت الهجري من مواقفه المعارضة لحكومة الشرع، داعيًا المجتمع الدولي لفك الحصار وإدخال المساعدات وانقاذ المدنيين ومحاسبة مرتكبي الجرائم، بحسب تصريحاته.
هذه الأحداث السورية الداخلية تخيم على واقع البلاد التي تحاول الخروج من تداعيات الحرب التي استمرت ما يقارب الـ14 عامًا، بينما يبدو ان الدول الراعية لسوريا وحكمها الجديد تسعى لتثبيت الأوضاع ومدّ دمشق بالوسائل اللازمة لضبط الأمور واستعادة الاستقرار. في غضون ذلك، يُعقَد في أنقرة، اليوم، اجتماع تركي - سوري موسَّع لبحث التعاون الأمني والتطورات الراهنة بمشاركة وزراء الخارجية والدفاع ورئيسي جهاز المخابرات ومسؤولين من البلدين. ويأتي هذا الاجتماع بعد أيام قليلة من زيارة وزير الخارجية السوري ومباحثاته مع نظيره التركي هاكان فيدان. كما يأتي بعد لقاء فيدان، يوم الجمعة الماضي، وزير الخارجية العراقي، فؤاد حسين؛ حيث تم التطرق إلى مسألة مكافحة تنظيم "داعش"، وإخلاء السجون والمخيمات التي تضم عناصره وعائلاتهم في شمال شرقي سوريا، والتعاون العراقي - السوري في هذا الصدّد.
في الشأن الإيراني، انتقد وزير الخارجية عباس عراقجي الولايات المتحدة وإدراتها الحالية التي "تتبدل تصريحاتها وادعاءاتها بشكل متكرر. وقد اختبرنا هذا الأمر بشكل ملموس فيما يتعلق بإيران والمفاوضات التي أُجريت، كما شهدناه أيضًا في مجالات أخرى"، مشددًا على أنه "في الظروف الحالية، أي مفاوضات مع الولايات المتحدة لن تؤدي إلا إلى طريق مسدود، ما لم يكن هناك اقتراح متوازن، معقول ومحترم يضمن مصالح الشعب الإيراني". وأكد عراقجي أن بلاده لن تتخلى عن حقها في التخصيب النووي، لكنها "مستعدة لبناء الثقة بأن هذا التخصيب يتم لأغراض سلمية فقط، شرط أن يبني الطرف الآخر الثقة معنا بالمقابل ويُزيل بعض العقوبات". من جهة أخرى، لفت إلى صحة ما أعلنه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشأن عدم رغبة إسرائيل "في الدخول في مواجهة مع إيران"، وقال: "من الناحية المنطقية، يجب أن نعترف بأن الكيان الصهيوني لا يمتلك القدرة على شنّ هجوم جديد"، لكنه أضاف "إننا في حالة جاهزية تامة، ولا يستبعد أن يلجأ الكيان الصهيوني إلى الخداع". وتحاول طهران العودة إلى المباحثات المجمدة بعد حرب الـ12 يومًا ولكنها تضع شروطًا لا يبدو أن واشنطن في وارد التفاوض بشأنها في الوقت الحالي.
أما في السودان، فالواقع الانساني الكارثي يترافق مع استمرار جرائم "قوات الدعم السريع" التي شنّت ليل الجمعة - السبت، غارات بمسيّرات استراتيجية وقذائف مدفعية حارقة، استهدفت مواقع في مدينة الفاشر المحاصرة منذ أكثر من عام، من بينها مركز لإيواء المدنيين النازحين، ما أدى إلى سقوط ما يزيد عن 60 شخصًا، بينهم نساء وأطفال ورجال من كبار السن، بحسب بيان صادر عن "تنسيقية لجان مقاومة الفاشر".
إلى ذلك، تناولت الصحف العربية الصادرة اليوم، الأحد، تبعات الخطة الأميركية وتداعياتها وهنا أهم ما ورد:
تحت عنوان "قمة دولية عنوانها فلسطين"، كتبت صحيفة "الخليج" الإماراتية "للمرة الأولى منذ عقود تتفق كل القوى العالمية الكبرى والدول الإقليمية على إنهاء الحرب المشينة التي نفذتها إسرائيل وشهدت أبشع جرائم الإبادة وأفظع صور التهجير والتجويع"، مضيفة "قد يكون التوصل لاتفاق ينهي الحرب إنجازًا فارقًا ولحظة مفصلية في تاريخ هذا الصراع، ولكنه ليس كافيًا، فحتى الآن، لم يتم التوافق بعد على بقية مراحل خطة السلام التي عرضها الرئيس الأمريكي، ولم يتم التوافق على مسائل جوهرية عالقة، مثل إعادة الإعمار وتدفق الإغاثة والأمن والمستقبل السياسي لقطاع غزة ضمن الدولة الفلسطينية المنشودة. ومثل هذه القضايا لا يمكن حسمها إلا بحضور الدول الفاعلة والضامنة لحل الصراع، وأهمها الولايات المتحدة".
وعددت صحيفة "الأهرام" المصرية الرسائل الكامنة خلف انعقاد قمة شرم الشيخ "لعل أهمها خمس رسائل أولاها تتعلق بمكانة مصر الإقليمية التى أهلتها لاستضافة هذا الحدث، صواب الرؤية المصرية بشأن الخيار السياسي السلمي التفاوضي، تحصين الاتفاق وتنفيذ مراحله المختلفة ومنع الارتدادات العكسية التى حدثت في المرات السابقة، إعادة القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمامات العالمية كما لفت أنظار دول العالم إلى التوجه المبكر لإعادة إعمار قطاع غزة وتعافيه بعد حالة الانهيار التى طالت معظم أراضيه"، مستنتجة أنه "من المهم الانشغال بمستقبل غزة وعالم ما بعد الحرب حتى لا تتجدد الأخيرة".
صحيفة "الوطن" القطرية، شددت على أن "التوصل لاتفاق لوقف الحرب يشكل خطوة ضرورية نحو إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ووقف جرائم الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ويفتح نافذة أمل أمام تحقيق وقف شامل ودائم لإطلاق النار، تمهيدًا لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي غير القانوني لجميع الأراضي الفلسطينية المحتلة وفتح الأفق أمام حل سياسي عادل"، موضحة أن "السلام والأمن والاستقرار في المنطقة، لن ولم يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال والمجتمع الدولي مطالب بالعمل الجاد لاتخاذ خطوات لا رجعة فيها لتجسيد استقلال دولة فلسطين ودعم حصولها على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة، وضمان إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية المحتلة عام 1967، بما فيها القدس الشرقية".
من جهتها، لفتت صحيفة "الغد" الأردنية إلى أن نتنياهو "في إدارته لمعركته التي أرادها محرقة كاملة وإبادة جماعية غير مسبوقة للشعب الفلسطيني، استطاع أن يبتز دولا عديدة، ألمانيا مثلا، التي لم تستطع أن تقدم شيئا يذكر في العدوان على غزة، وذلك بسبب الحساسية التاريخية تجاه اليهود، و"عقدة الذنب" التي يبدو أن الكيان لن يسمح لها بالخلاص منها". وتابعت "إيطاليا، أيضا، وأطراف أوروبية أخرى، ظلت أكثر ميلا للحفاظ على علاقات تقليدية مع إسرائيل ودعم ما تسميه "حقها في الدفاع عن نفسها"...أما إسبانيا، فقد انفردت من بين جميع الدول لتقدم نموذجًا ناصعًا في المثالية والانحياز للإنسان وحقوقه، وفق تعبيرها.
(رصد "عروبة 22")