تتكثّف المساعي من أجل الحفاظ على الهدنة الهشة في غزة والانتقال للمرحلة الثانية من الخطة الأميركية التي لا تزال عالقة عند المربع الأول، بينما يعيش السكان ظروفًا مأساوية وسط مطالبات من أجل توفير الحد الأدنى من مقومات الحياة الممنوعة على الفلسطينيين بأوامر اسرائيلية. فتل أبيب، وبهدف تهجير السكان، تزيد الضغط عبر منع إدخال المساعدات وفق البروتوكول المُتفق عليه وإبقاء معبر رفح – رئة القطاع – مغلقًا كما التحكم بالمعابر وعدم تسهيل خروج الآلاف من المصابين الذين يحتاجون لعلاج وعمليات عاجلة للحفاظ على حياتهم بعد تدمير الاحتلال جميع المرافق الصحية والطبية والعمل على عدم إصلاحها.
هذا المشهد السوداوي القاتم تزامن مع صور الخيام المهترئة الغارقة في السيول والأمطار في غزة ورفح ودير البلح والزيتون بسبب المنخفض الجوي ما أدى لتضرر المئات من العائلات، التي لا تجد مأوى أو مكان آمن يحميها وأطفالها، بسبب رفض الاحتلال ادخال الخيم والشوادر كما المعدات التي يمكن أن تساهم في إزالة الركام والدمار، ما يضيّق عليهم الفرص ويجعلهم "أسرى" الأوضاع الراهنة دون وجود أي بديل. وفي هذا الإطار، قالت بلدية غزة إن طواقمها تعمل بقدرات محدودة للحدّ من آثار السيول، بينما أكد المكتب الإعلامي الحكومي أن أكثر من 90% من الخيام القائمة باتت ممزقة وغير صالحة، محذرًا من كارثة إنسانية وشيكة. ويعكس هذا الواقع المعُاش عجز المنظمات الدولية أمام العراقيل الاسرائيلية وعدم قدرة الدول الضامنة على وقف الانتهاكات والدفع نحو تطبيق الاتفاق المُبرم بظل "رضى" أو تفاعس أميركي عن التدخل لدى حليفتها، تل أبيب.
فعلى الرغم من الموافقة على اتفاق وقف النار إلا أن الأحداث اليومية تشير، وبوضوح، إلى ان اسرائيل تستمر في خرقه عبر نسف ما تبقى من منازل ومباني في ما بات يُعرف بـ"الخط الأصفر" وتنفيذ اعتداءات شبه يومية في مختلف أنحاء القطاع. وهذا ما دفع العديد من الجهات والمؤسسات الإنسانية للتأكيد بأن الاحتلال انتهك وقف إطلاق النار 500 مرة خلال 44 يومًا، مؤكدة أن "الإبادة لم تتوقف". في غضون ذلك، تجهد القاهرة من أجل إستضافة مؤتمر دولي حول التعافي المبكر وإعادة الإعمار في غزة خوفًا من استمرار مساعي تهجير الفلسطينيين، خاصة بعد تجديد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو دعوته لأن يكون معبر رفح بوابة لذلك وهو ما ترفضه مصر جملة وتفصيلًا. وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أعلن، خلال لقائه مع الوزير الأول للجمهورية الجزائرية، أن بلاده تواصل جهودها مع كافة الأطراف لتنفيذ اتفاق وقف الحرب وتثبيته، مؤكدًا ضرورة وقف الممارسات التي تُرتكب ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية كما شدّد على أهمية تدفق المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.
تزامنًا، استضافت القاهرة اجتماعًا ثلاثي الأطراف ضم إلى جانبها تركيا وقطر، أي الدول الوسيطة، وتم خلاله البحث في "سبل تكثيف الجهود المشتركة" بالتعاون مع الولايات المتحدة "لإنجاح تنفيذ المرحلة الثانية"، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام مصرية رسمية. وأفادت قناة "القاهرة الإخبارية" بأن الاجتماع ضم كلًا من رئيس المخابرات المصرية حسن رشاد، ووزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات التركية إبراهيم قالن، وناقش تذليل أي خرق واحتواءه بما يضمن تثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل و"حماس". هذه الجهود تأتي بينما جددت الحركة إدانتها لاستمرار الخروقات الاسرائيلية، مؤكدة أن التصعيد يعكس "غياب الالتزام من جانب الاحتلال وغياب الضمانات الدولية". وكان الجيش الاسرائيلي أعلن أنه قتل 5 مقاتلين فلسطينيين خرجوا "على الأرجح" من نفق في رفح، جنوب قطاع غزة. ولم تفلح كل الوساطات لايجاد حلّ لما يُقدر بـ200 عنصر محاصرين في الأنفاق بعدما اشترطت تل أبيب استسلامهم وتسليم أنفسهم بينما رفضت "حماس" ذلك.
إلى ذلك، سلّمت "حماس" وحليفتها "حركة الجهاد الإسلامي"، الثلاثاء، إلى "الصليب الأحمر" رفاتًا يُعتقد أنه لأحد الرهائن الثلاثة المتبقين في غزة، بينما تنصب المحاولات على إيجاد بقية الجثث لوقف الحجج الاسرائيلية واتخاذ هذا الملف كذريعة من أجل خلق العراقيل والعثرات أمام الخطة الأميركية. في الأثناء، أفادت مصادر من الحركة بأن قيادات منها، داخل غزة وخارجها، تخوض نقاشًا داخليًا بشأن مستقبلها السياسي في ظل واقع ما بعد الحرب الإسرائيلية على القطاع. ووفق المصادر التي تحدثت إلى "الشرق الأوسط"، وطلبت عدم ذكر هويتها، فإن ما يُناقَش جاء ضمن ورقة قدّمتها بعض قيادات "حماس"، وتتضمن دعوة إلى "إنشاء حزب سياسي مماثل لجماعات وأحزاب سياسية ما زالت قائمة تمثل نهجًا سياسيًا إسلاميًا وطنيًا ويقدّم نفسه كجهة قادرة على المشاركة في المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والحياتي بشكل عام".
المستقبل الغامض وعدم معرفة سكان غزة ماذا ينتظرهم في المستقبل يترافق مع الحملة الممنهجة على فلسطيني الضفة الغربية المحتلة. وخلال أقل من 24 ساعة، اغتالت قوات الاحتلال فلسطينيًا أخر خلال عملية عسكرية جنوب جنين، بالتزامن مع حملة اعتقالات واسعة طالت عشرات المواطنين في مختلف مدن وبلدات الضفة. وقال نادي الأسير إن القوات الاسرائيلية اعتقلت نحو 50 مواطنًا منذ مساء الاثنين وحتى صباح الثلاثاء، تركزت في قلقيلية وأريحا، وامتدت إلى بيت لحم ورام الله ونابلس والخليل، مشيرًا إلى أن عدد حالات الاعتقال منذ بدء الحرب على غزة تجاوز 20 ألفًا و500 حالة. في سياق متصل، صادقت لجنة الخارجية والأمن في الكنيست على مشروع قانون يتيح للإسرائيليين شراء أراضٍ في الضفة على نحوٍ مباشر. ويحتاج المشروع إلى ثلاث قراءات في الهيئة العامة للكنيست قبل دخوله حيّز التنفيذ، ولم يُعلن حتى الآن موعد التصويت بالقراءة الأولى.
وعليه، فإن العربدة الاسرائيلية المتفاقمة في غزة والضفة تجد طريقها إلى لبنان الذي ينتظر الوساطات وإمكانية نجاح الجهود الديبلوماسية في الحدّ من الانتهاكات التي تقوم بها تل أبيب بما يضع البلاد في عين العاصفة وسط مخاوف من تدهور الأوضاع. وبات من المعروف أن مصر تحاول أن تلعب، على مستوى وزير خارجيتها بدر عبد العاطي، دورًا محوريًا في هذا السياق إلا أن أي نتائج ايجابية لم تثمر بعد، ولا سيما بعد ضربة الضاحية الجنوبية والتي أدت إلى مقتل رئيس أركان "حزب الله"، هيئم علي طبطبائي. وهذا التصعيد الاسرائيلي أدى إلى سلسلة مواقف من قبل ايران، التي لا تزال تُعتبر لها اليد الطولى في لبنان، إذ دعا القياديين والمسؤولين فيها للمواجهة و"الرّد الساحق" وإعادة النظر بما سموه "الصبر الاستراتيجي". ولكن طهران نفسها، التي تسعى للتفاوض مع واشنطن، تدرك أن الدخول في معركة اليوم غير وارد، فلا الامكانيات ولا الظروف تسمح بذلك.
ومن هنا فإن لعبة "شدّ الحبال" مستمرة على الساحة اللبنانية بينما يبدو أن القرار الحكومي واضح بأن على "حزب الله" أن يقرأ المتغيرات الاقليمية جيدًا وعليه أن يساهم في وقف الذرائع الاسرائيلية لاستمرار الاعتداءات، والتي شهدت تصعيدًا كبيرًا في الأونة الأخيرة. وفي هذا الإطار، أكد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام أن لبنان يعيش "حرب استنزاف" مفتوحة، موضحًا اتخاذ بلاده كل الاحتياطات لمواجهة أي تصعيد إسرائيلي محتمل. بدوره، وصف رئيس مجلس النواب نبيه بري استهداف الضاحية بأنه "تطور بالغ الخطورة"، منتقدًا ما أسماه بـ"تقاعس" لجنة الميكانيزم عن كبح الانتهاكات، معتبرًا أن هشاشة الداخل اللبناني تشجع إسرائيل على التمادي. أما الرئيس جوزاف عون، فكان قد تلقى رسالة من الرئيس ترامب، بمناسبة عيد الاستقلال، أشاد فيها بـ"القرارات الشجاعة التي اتخذتها هذه الحكومة"، معتبرًا أن "لبنان موجود على مفترق طرق تاريخي، مع فرصة لرسم مسار نحو مزيد من الاستقرار والازدهار الاقتصادي للبنان وشعبه".
أما على المقلب السوري، فالأوضاع الداخلية تشهد مزيدًا من التفلت الأمني والتخوف من تدهور الأمور إذا لم يتم إيجاد الحلول المتناسبة. ففي الساعات الأخيرة، خرجت العديد من الوقفات الاحتجاجية في مناطق الساحل السوري وحمص وحماة، حيث طالب المشاركون المنتمون للطائفة العلوية خلالها بالإفراج عن أبنائهم المعتقلين، والمتهمين من قبل الحكومة السورية بارتكاب جرائم وانتهاكات خلال النظام السابق. وأتت هذه التحركات بناءً على دعوات وجهتها شخصيات دينية علوية أبرزهم رئيس "المجلس الإسلامي العلوي الأعلى في سوريا والمهجر"، موفق غزال، بينما عملت قوات الأمن على توفير الحماية للتظاهرات ومنع أي اشتباكات. وكانت شرارة "الفتنة" انطلقت بعد العثور على زوجين مقتولين في بيتهما في بلدة زيدل قرب حمص، وقد أُحرقت جثة الزوجة، كما عُثر في مكان الجريمة على عبارات ذات طابع طائفي، بحسب الشرطة ما أشعل موجة عنف غاضبة.
ومنذ وصول إدارة الرئيس أحمد الشرع إلى السلطة وهي تسعى لترتيب البيت الداخلي والتوافق مع الاقليات، بالتوزاي مع انفتاح سوريا على العالم بعد العزلة الدولية الطويلة التي مرت بها. ولكن تعقيدات الحالية، بما يشمل العلويين وعدم التوصل لاتفاق مع "قوات سوريا الديمقراطية" "قسد" إلى جانب مطالبة الدروز المستمرة بالحكم الذاتي، تشكل معضلات حقيقية بينما تخوض البلاد صراعًا من أجل رفع العقوبات الخاصة بقانون قيصر وتحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية. وكان الشرع استقبل، الثلاثاء، في دمشق وفدًا من الكونغرس الأميركي برئاسة عضو مجلس النواب دارين لحود؛ لبحث سبل تعزيز التعاون بين البلدين.
وفي السودان، أكدت وزارة الخارجية السودانية عزمها على إحلال سلام شامل وعادل يصون سيادة السودان ووحدته وسلامة أراضيه، موازاة مع إعلان الولايات المتحدة، أن كلا من الجيش السوداني و"قوات الدعم السريع" رفضا مقترح واشنطن لإنهاء الحرب. وفي هذا الإطار، علّق كبير مستشاري الرئيس الأميركي للشؤون الأفريقية والعربية مسعد بولس على المعطيات الجديدة بالقول "إن الجيش السوداني رحّب بالمقترح قبل أسابيع، لكنه لم يقبل رسميًا بالنص، وعاد بشروط مسبقة"، لافتًا إلى أنّه لن يعلق على تصريحات رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان التي اعتبر أنها "مبنية على حقائق مغلوطة".
دوليًا، كشف الرئيس ترامب أن إنهاء الحرب في أوكرانيا ليس سهلًا مثلما كان يعتقد، كاشفًا عن قرب التوصل إلى اتفاق بهذا الشأن. وقال إنه وجّه المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف للقاء الرئيس فلاديمير بوتين في موسكو، وفي الوقت نفسه سيجتمع وزير الحرب بيت هيغسيث مع الأوكرانيين، مضيفًا "أتطلع إلى لقاء (فولوديمير) زيلينسكي وبوتين قريبًا عندما يكون اتفاق إنهاء الحرب جاهزًا أو في مراحله الأخيرة". بدوره، أبدى الرئيس الأوكراني استعداده لمناقشة القضايا الحساسة مع الرئيس الأميركي بشأن اتفاق السلام مع روسيا، مشددًا على أن بلاده مستعدة للمضي قدمًا مع ترامب وأوروبا نحو إطار لاتفاق سلام، داعيًا القادة الأوروبيين إلى العمل على إطار قابل للتنفيذ بشأن نشر قوة ضامنة في أوكرانيا.
وإليكم هنا موجزٌ بشأن أبرز ما تناولته الصحف العربية الصادرة اليوم:
رأت صحيفة "الغد" الأردنية أنه "في الشرق الأوسط، لا تنفجر الحروب عادة دفعة واحدة، بل تتسلل بصمت، وتتكوّن من سلسلة رسائل نارية (...) وما جرى مؤخرًا من اغتيال أحد أبرز القادة العسكريين في "حزب الله"، هيثم الطبطبائي، ليس حدثًا معزولًا، بل نقطة تشكل في مسار يتكثف فيه الدخان، ويتسع فيه هامش المخاطرة"، معتبرة أن "الحرب الواسعة ليست قرارًا مطروحًا الآن، لا لدى "حزب الله" ولا لدى الكيان الصهيوني، الذي سيواجه صواريخ مكثفة وقدرات غير مجرّبة بالكامل، و"حزب الله" يعرف أن الداخل اللبناني لن يصمد أمام حرب طويلة، لكن المسار الحالي يحمل بذور الانفجار، فالتصعيد التدريجي، والثقة الزائدة داخل الكيان الصهيوني، ورسائل إيران، والغارات المتقاربة كلها صواعق تنتظر شرارة".
صحيفة "الصباح" العراقية، من جانبها، تطرقت لشؤونها الداخلية، موضحة أن "بعض ملامح ومعالم التصحيح والإصلاح، لاحت في الأفق خلال الأعوام القلائل الماضية، الا انها غير كافية بالمرة مقارنة بحجم الأخطاء والسلبيات المتراكمة". وأضافت "لعل مخرجات الانتخابات البرلمانية الأخيرة، واستحقاقاتها القادمة، تعد مناسبة وفرصة جيدة للانطلاق بوتيرة اسرع في هذا المسار، لكن بعيدا عن بعض- أو أغلب- الآليات والسياقات السابقة.لا مناص من العمل وفق مبادئ الشراكة والتفاهم والتوافق، في مجتمع متنوع قوميًا ومذهبيًا ودينيًا وفكريًا وثقافيًا، كالمجتمع العراقي، ولكن بشرط مغادرة المحاصصة بأطرها الحزبية الفئوية، وحساباتها المصلحية الضيقة، ومعادلاتها التخادمية السيئة، والاحتكام بدلا من ذلك إلى الدستور والقوانين المرعية، والمصالح الوطنية"، وفق تعبيرها.
وتحت عنوان "الصراعات الإقليمية ورؤية ترامب لحسمها"، كتبت صحيفة "عُمان" العُمانية "مشهد الصراعات والحروب يعد أحد التحديات أمام الرئيس الأميركي ترامب لتحقيق أهدافه الاستراتيجية لتحقيق السلام الشامل في العالم، خاصة على صعيد القضية الفلسطينية، من خلال حل الدولتين"، متسائلة "هل يستطيع ترامب أن ينهي تلك الحروب والصراعات، وهو يملك أدوات حقيقية؟ حيث تعد الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الأهم عسكريًا واقتصاديًا ونفوذًا؛ وبالتالي، فإن العالم يراقب تحركات الرئيس الأمريكي ترامب، خاصة على صعيد إنهاء الحرب بشكل كامل في قطاع غزة، وأيضا وقف الحرب الروسية الأوكرانية، ووقف الحرب في السودان".
بدورها، عقبت صحيفة "النهار" اللبنانية على عملية اغتيال "الرجل الثاني" في "حزب الله" بضربة اسرائيلية بالقول إن "لبنان دخل دائرة الاستهدافات المكثفة والنوعية في العمق الجغرافي الذي يشمل العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية وصولاً إلى البقاع والشمال". وخلصت إلى أن "الاستنتاج ممّا حصل أن الأحداث تجاوزت الحكومة والرئاسات من دون استثناء، إلى درجة تجاوز واشنطن وتل أبيب المبادرات المتكررة التي أطلقها رئيس الجمهورية جوزاف عون للتفاوض مع إسرائيل في إطار صيغة أكثر تقدمًا من الماضي، وإعلانه بصراحة استعداد لبنان للاتجاه نحو مسارات السلام في المنطقة مع الدولة العبرية ! فهل فوّت لبنان على نفسه فرصة الإفلات من موجة عنف جديدة؟".
(رصد "عروبة 22")

