"رُبّ ضارة نافعة"... لا أدري لماذا توقّفت عند هذا المثل العربي الشهير وأنا أعاين كيف تعامل الرأي العام الجزائري مع الزلزال الذي ضرب مؤخرًا المغرب الشقيق.
فكما في المغرب تابع الرأي العام حملات تضامنية من الداخل والخارج، وظهرت مجموعة من الصور والأشرطة المصوّرة التي كشفت عن أخلاق تضامنية عربية أصيلة بين المغرب العرب والأمازيغ، كذلك في الجزائر عاينتُ كيف تفاعل أبناء البلد مع الزلزال المغربي عبر الشبكات الإلكترونية وضمن مجموعة من مواقع التواصل الاجتماعي حيث لم يخرج الخطاب عن إعلان التضامن الجزائري المطلق مع المغاربة في مواجهة الفاجعة.
إنّ هذه التفاعلات تؤكد المعدن الأصيل لشعوب المنطقة المغاربية، وهنا يكمن الرهان القومي الراهن: كيف نترجم هذه الأخلاق الإنسانية العربية الراقية نحو سياسات عربية قومية نافعة لدول وشعوب المنطقة؟
التفاعلات الشعبية المغاربية ليست أخبارًا زائفة أو فبركات إعلامية أو دعائية، وإنما هي واقع مُعاش عاينه العالم بأسره، وتفاعلت معه الفضائيات العربية والأجنبية، وهذا ما يجب أن تتأمّله الأنظمة العربية قاطبةً.. لعلها تتّعظ وتعي!.
