صحافة

"المشهد اليوم"... غزّة بين التدمير الجوّي و"التهويل البرّي"


واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات مخطط التدمير والتهجير الإسرائيلي في العدوان على قطاع غزة، فصعّدت آلة الاحتلال العسكرية وتيرة قصف القطاع خلال الساعات الأخيرة، على وقع تصعيد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، لهجته التهويلية لرفع معنويات جنوده على الجبهة استعدادًا للغزو البرّي، معلنًا أنّ حرب غزة هي عبارة عن "حياة أو موت" بالنسبة لإسرائيل، بالتوازي مع تحذيره "حزب الله" من مغبة فتح جبهة حرب ثانية مع إسرائيل، متوعدًا بتدفيعه ولبنان أثمانًا كبيرة عبر ضربات مضادة بقوة "لا يمكن تخيّلها".

وفي هذا السياق، أضاءت صحيفة "الجريدة" الكويتية على تصاعد التوتر الإقليمي ليرفع منسوب خطر وقوع اشتباك إسرائيلي ـ إيراني مباشر أو بالوكالة، مع اتساع نطاق جبهة لبنان، وتمسّك تل أبيب باجتياح بري لقطاع غزة، في وقت قالت واشنطن إنها لن تتردّد بالتحرك العسكري، خصوصًا بعدما تعرّضت قواتها لهجوم جديد في العراق.

بينما ذكّرت صحيفة "الوطن" البحرينية إزاء الأحوال الأخيرة التي اتجهت إليها منطقة الشرق الأوسط من توتر واضطراب، بأنّ إسرائيل طول الفترة الماضية لم تقدم أي خطوة لناحية السلام ومنح الفلسطينيين حقوقهم، بل استمرت في خططها الاستيطانية وسلوكها العنصري مع الشعب الفلسطيني، أضف على ذلك الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى والمجازر التي لم تتوقف يوماً.

أما صحيفة صحيفة "الشرق" القطرية فاعتبرت أن على المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته لضمان الوقف الفوري للحرب على قطاع غزة الذي يعيش مأساة إنسانية غير مسبوقة، والسماح بتدفق الإمدادات والاحتياجات الطبية والأدوية. كما على الأطراف الدولية إدانة القصف العشوائي للاحتلال الذي يمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة لحماية المدنيين.

من جانبها، رأت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ قمة القاهرة للسلام شكّلت أهمية كبيرة من حيث الدلالات والمخرجات، فمن حيث الدلالات عكست الدور المحوري لمصر في دعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني كأحد ثوابت السياسة الخارجية المصرية، لافتة إلى أن من أبرز مخرجات ورسائل قمة القاهرة هو ضرورة حل الصراع الإسرائيلي ــ الفلسطيني من جذوره وإزالة مسبباته المتمثلة في استمرار الاحتلال وغياب أفق التسوية السياسية، وهو ما غذى بيئة الصراع وأدى إلى هذا الانفجار الذي تكرر كثيرًا فى السابق وسيتكرر في المستقبل.

بينما لفتت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أن عدم خروج قمة القاهرة للسلام ببيان مشترك، يفضح حجم الدعم الغربي المطلق اللامحدود الذي تحظى به إسرائيل، الذي ضلل إسرائيل وخدعها وغشها طيلة 56 سنة الماضية، وأوقع بها خسائر بشرية ومادية، مشيرةً إلى أنّ هذا الدعم شجعها على ارتكاب المذابح واستمرار احتلالها الاستيطاني، لأنه يكفل لها الافلات من العقاب.

أما صحيفة "الرياض" السعودية فأشارت إلى أنّ قمة دول مجلس التعاون الخليجي ودول جنوب شرق آسيا "الآسيان"، في ختام انعقادها، حددت موقفها تجاه الأزمة في غزة، وقدمت تعبيرًا واضحًا عن دعمها لكافة مسارات إحلال السلام في الشرق الأوسط ودعم حقوق الشعب الفلسطيني، ورفض واستنكار السياسات والإجراءات العدائية ضده.

على صعيد متصل، لفتت صحيفة "الإتحاد" الإماراتية إلى أن الإمارات كثفت مساعيها الدبلوماسية عبر مختلف المحافل الدولية، لفتح ممرات إنسانية عاجلة لإيصال المساعدات الإغاثية والطبية، وتمكين المنظمات الإنسانية من القيام بواجبها، إلى جانب حشدها الجهود الدولية لضمان احترام القانون الدولي الإنساني، وتوفير الحماية للمدنيين، وتجنيبهم المعاناة المتفاقمة نتيجة التطورات الميدانية المقلقة، مع دفع الجهود للتوصل إلى سلام مستدام يحقق آمال الشعوب بالأمن والاستقرار.

وتحت عنوان: "نتنياهو يلعب ورقة الصحراء للضغط على المغرب"، أوضحت صحيفة "الأيام 24" المغربية أنّ الصورة المستفزة المعلّقة في مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، والتي التقطتها عدسات الكاميرات لحظة استقباله لرئيسة الوزراء الايطالية، لم تمر دون ضجيج وتأويلات حول موقف اسرائيل من نزاع الصحراء المغربية. رغم أن نتنياهو وقع بيد على اعتراف تل أبيب بسيادة المملكة على كامل ترابها جنوبًا، لكنّ يداً أخرى تلعب في الخفاء وعلى الوتر، بملف الصحراء ربما في ابتزاز المغرب الذي كانت له مواقف صارمة من حرب إسرائيل على غزة.

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن