وقعت الحادثة في مدرسة معين، حيث احتشد المئات لتلقي تبرعات مالية لم يتجاوز قدرها 5000 ريال يمني (حوالي 9 دولارات) وفق ما نقلت وكالة "رويترز". وأظهر مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الإجتماعي، تكدّس عشرات الأشخاص، غير قادرين على الحركة وسط تعالي أصوات الاستغاثة طلباً للمساعدة.
وإثر مطالبة منظمات حقوقية، بينها، منظمة العفو الدولية، بضرورة إجراء تحقيق فوري ومستقل في الحادثة، ونشر نتائج التحقيق بشكل علني، وتقديم المتسببين إلى العدالة وإنصاف الضحايا وأسرهم، أعلن مسؤولون يمنيون، أنه سيتمّ تشكيل لجنة من الداخلية والأمن والمخابرات والقضاء والنيابة للتحقيق في حادثة التدافع.
أكثر من 21.7 مليون شخص (ثلثا السكان) يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة
لكن بمعزل عن مجريات التحقيق، أضاءت هذه الحادثة على هول الكارثة الإنسانية التي يعيشها اليمنيون، منذ نحو عقد من الزمن، نتيجة التمرّد المسلّح الذي قادته حركة "أنصار الله" (الحوثيين) للاستيلاء على مقاليد الحكم في البلاد، ما أسفر عن اقتتال داخلي وصراع دموي محتدم بين اليمنيين أودى بحياة آلاف المدنيين وخلّف ملايين النازحين والمشردين والمعوّقين.
يحتل اليمن المرتبة الثانية من بين 159 بلدًا من حيث "اللامساواة في التنمية"، والمرتبة 125 من بين 131 بلدًا من حيث "الصلابة الاقتصادية"
ويعكس المشهد نفسه، واقع الفقر المدقع والجوع الذي بلغ حدّ التضوّر بين اليمنيين، إذ توضح الأمم المتحدة أنّ أكثر من 21.7 مليون شخص (ثلثا السكان) باتوا يحتاجون إلى مساعدات إنسانية عاجلة في اليمن، حيث أعلنت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو) في آذار/ مارس الماضي حاجتها إلى نحو 71 مليون دولار لتنفيذ أنشطتها ومواجهة انعدام الأمن الغذائي، ضمن إطار "خطة استجابة إنسانية" تشمل تقديم مساعدات زراعية إنسانية يستفيد منها 2.67 مليون شخص على الأراضي اليمنية خلال العام الحالي 2023.
ووفق دراسة أعدّتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا)، نُشرت في آذار/مارس 2023، يحتل اليمن المرتبة الثانية من بين 159 بلدًا من حيث التحديات وأوجه اللامساواة في التنمية، والمرتبة 125 من بين 131 بلدًا من حيث الصلابة الاقتصادية.
ولفتت الدراسة إلى أن الصدمات قصيرة الأجل في اليمن، تحوّلت إلى أزمات مطوّلة بسبب افتقار الاقتصاد اليمني للقدرة على الصمود، ما أدى إلى الفقر المزمن والنزوح وفقدان سُبُل العيش.
وترى الإسكوا، في الدراسة نفسها، أنه من الضروري تعبئة الدعم الدولي لتحقيق الاستقرار السياسي وبناء السلام، فضلاً عن وضع آليات المساعدة المالية لخطط إعادة الإعمار والإصلاح، إضافة إلى الإصلاحات الداخلية.
الواقع اليمني.. بالأرقام
• يستورد اليمن 90% من احتياجاته من الغذاء
• 45% من واردات القمح من أوكرانيا وروسيا
• يعتمد 80% من السكان البالغ عددهم 32.6 مليون نسمة على المساعدات الإنسانية
• يهدد سوء التغذية الحاد، حياة نصف الأطفال دون الخامسة في اليمن، أيّ ما يقارب 2.3 مليون طفل
• يتعرض حوالى 400 ألف طفل لخطر الوفاة في حال عدم حصولهم على العلاج بصورة عاجلة (يونسيف – 12 شباط/ فبراير 2021)
• رغم المساعدات الإنسانية المتواصلة، لا يزال أكثر من 19 مليون يمني يعانون جراء انعدام الأمن الغذائي
• يحتاج 1.3 مليون امرأة حامل / مرضع إلى العلاج جراء سوء التغذية الحاد (برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة WFP)
(خاص "عروبة 22")