صحافة

"المشهد اليوم"... مستشفيات غزّة تحت النار و"التراشق" يتصاعد جنوب لبنان

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة تطوّرات العدوان الإسرائيلي المستمرّ على قطاع غزّة وإمعان جيش الاحتلال في قصف وتطويق المستشفيات، على وقع الحديث عن بلورة اتفاق في شأن تبادل الأسرى بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، يُتوقّع أن يُنجَز خلال الأيام المقبلة، برعاية قطرية – أميركية. بينما نفى مدير مستشفى الشفاء في قطاع غزة مزاعم إسرائيلية بأن المستشفى رفض الحصول على إمدادات الوقود تحت ضغط من حركة "حماس"، ووصف المدير محمد أبو سلمية هذه الاتهامات بأنها "كذب وافتراء". وبالتزامن، جددت برلين معارضتها وقف إطلاق النار في غزّة، بينما أعلن مسؤول السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل أن الاتحاد يدعو إلى "هدن فورية وإنشاء ممرات إنسانية تتضمن طريقاً بحرية لإدخال المساعدات" إلى القطاع.

أما على مستوى الجبهة الجنوبية للبنان، فارتفعت وتيرة "التراشق" العسكري بشكل تصاعدي خلال نهاية الأسبوع بين الجيش الإسرائيلي و"حزب الله"، وأكد المتحدث باسم جيش الاحتلال أنّ إسرائيل "ستغيّر الوضع الأمني في شمال البلاد" في إشارة إلى الانتقال من حالة الدفاع إلى الهجوم، محمّلًا "حزب الله والحكومة اللبنانية المسؤولية عن الهجمات من لبنان"، في حين نقلت وسائل إعلام عن مصادر إسرائيلية وأميركية، قولها إنّ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن حذر نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت من خطورة التصعيد العسكري على الجبهة مع لبنان، موضحةً أنّ أوستن طلب من غالانت تجنّب الخطوات التي قد تؤدي إلى "حرب شاملة مع حزب الله".

وفي الأثناء، بدأت جامعة الدول العربية تحرّكات لوضع القرارات الصادرة عن القمة العربية - الإسلامية المشتركة غير العادية، التي استضافتها العاصمة السعودية الرياض، السبت، موضع التنفيذ. إذ أكد المتحدث باسم أمين عام الجامعة المستشار جمال رشدي لصحيفة "الشرق الأوسط"، أنّ القرارات الصادرة عن القمة تُعد بمثابة "توجيه وخطة عمل تقوم الأمانة العامة في الجامعة العربية ومنظمة العمل الإسلامي بوضعها موضع التنفيذ الفوري".

وفي المقابل، اعتبرت صحيفة "الشروق" الجزائرية أنّ "جريمة الاحتلال الصهيوني في غزّة رفعت آخر ورقة توت كانت تواري سوءة النظام الإقليمي العربي الآيل للزوال، فلم يتمكّن قادة العرب حتّى من الالتئام الجماعي في قمّة جادّة ولا التحرك على الصعيد الدولي للضغط على إسرائيل ومن يدعمها"، وسألت: "كيف يحصل ذلك إذا علمنا أنّ أعضاء من الجامعة العربية متواطئون عمليّا مع العدو الصهيوني بذريعة التخلص من المقاومة الفلسطينية؟".

بينما اعتبرت صحيفة "الرياض" السعودية أنّ "انحراف الوعي العربي تجاه القضية الفلسطينية يمارس مغامرة وراء أبواب مغلقة تدفعه لتجاوز القضية الفلسطينية إلى محطات تنافسية"، موضحةً أنّ "ما يحتاجه الوعي العربي هو توحيد الهدف، فعندما تهجم إسرائيل على أرض فلسطينية فالموضوع هنا هو ذلك الهجوم وليس تصفية الحسابات وتصدير المشكلات الداخلية وتخفيف الضغوط السياسية والاقتصادية".

أما صحيفة "الشرق" القطرية فأشارت إلى أنه "في ظل استمرار تخاذل المجتمع الدولي والتعامل مع الكيان الإسرائيلي وكأنه فوق القانون الدولي، تواصل قوات الاحتلال عدوانها الإجرامي بحق الشعب الفلسطيني وتستمر في ارتكاب المزيد من جرائم الإبادة والجرائم ضد الإنسانية، بما في ذلك استهداف المنشآت الصحية والتعليمية تحت سمع وبصر العالم الذي أصبح ينظر إلى تلك الجرائم كأنها أمر عادي، في سابقة لم تشهدها أي حرب من قبل".

من جانبها، لفتت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "سيناريوهات عديدة ستُطرح تحت عنوان "إدارة قطاع غزّة بعد حماس"، تشارك فيها أطراف عديدة، أميركية وإسرائيلية وعربية، إلا أصحاب الشأن والقضية، شعب فلسطين العربي"، وأضافت: "حركة حماس ليست وتداً خشبياً لتقلعوه، ولا قارمة تنكية لتنزعوها، ولا خيمة بالية لتفكوها، بل أصبحت من أبرز الفاعلين في الشأن الفلسطيني".

بدورها، شددت صحيفة "الأهرام" المصرية على أنّ "مآسى الحرب في غزّة لم تشغل مصر عن التأكيد على الأسس السياسية للقضية الفلسطينية وجذورها التاريخية، وهي الأسس والجذور التي تكاد تضيع وسط الأهوال والكوارث التي تغتال ذاكرة الماضي. لذلك، طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي إسرائيل بتحمّل مسؤوليتها كقوة احتلال، وتسوية الصراع بناءً على حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن