واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة تدحرج كرة النار الإسرائيلية في غزة على إيقاع التواطؤ الغربي والتخاذل الأممي، والعجز الدولي والعربي والإقليمي عن ردع الاحتلال ووضع حدّ لعدوانه المتمادي على القطاع وأبنائه المدنيين الذين حصدت المجازر الإسرائيلية منهم حتى الساعة أكثر من 13 ألف شهيد، في حين لا تزال مفاوضات "تبادل الأسرى والهدنة الإنسانية" تترنّح على حبال لعبة الشروط والشروط المضادة، وتواجه تحديات "بسيطة" لإنجازها بحسب تعبير رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وإذ جدد الملك الأردني عبدالله الثاني التحذير من أنّ "استمرار إسرائيل في حربها البشعة على غزّة وانتهاكاتها اللاشرعية في الضفة الغربية والقدس، سيدفع إلى انفجار الأوضاع في المنطقة بأسرها"، برز خلال الساعات الأخيرة تطور أمني في البحر الأحمر، مع إعلان الحوثيين "الاستيلاء على سفينة إسرائيلية" واقتيادها إلى السواحل اليمنية، الأمر الذي دفع تل أبيب إلى نفي وجود إسرائيليين على متن السفينة، مع تأكيدها على كون الحادث "خطيرًا" واتهامها الحوثيين بالتصرف بناء على تعليمات إيران.
وفي هذا السياق، أضاءت صحيفة "الوطن" البحرينية على "الأهداف والمرتكزات التوسعية للنظام الإيراني والأمريكي على حد سواء"، مؤكدةً أنّ الآتي من الأيام سيبيّـن أنّ "هناك اتفاقًا محكمًا بين واشنطن وتل أبيب وطهران للتخلّص من وجود حماس، ومستقبل محور المقاومة بعد التخلّص من حماس سيكون مختلفًا من ناحية التنظيم والأهداف حتى لا يكون مصيرهم كمصير الذين سبقوهم".
ورأت صحيفة "الرياض" السعودية أنّ "التأكيد على استحالة تحقيق السلام الإقليمي بتجاوز القضية الفلسطينية هو بلا شك أمر يعكس أيضًا عدم تجاوز محاولات تجاهل حقوق الشعب الفلسطيني، وتحميل إسرائيل مسؤولية استمرار الصراع وتفاقمه نتيجة عدوانها على حقوق الشعب الفلسطيني والمقدسات، وسياساتها وممارساتها الممنهجة وخطواتها الأحادية اللاشرعية التي تكرس الاحتلال وتخترق مبادئ القانون الدولي، وتحول دون تحقيق السلام المنشود".
بينما أكدت صحيفة "الشرق" القطرية أنّ "دولة قطر ستواصل مساهمتها الفعّالة في الجهود الدبلوماسية الجارية لإيجاد مخرج يحقن دماء الفلسطينيين، يضمن حلًا سياسيًا مستدامًا وفقًا للمرجعيات المعروفة"، مؤكدةً أنّ "الضمانة الوحيدة لتحقيق سلام مستدام في المنطقة هي الوصول إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، بما يضمن إعادة الحقوق للشعب الفلسطيني، وفقًا لمبادرة حل الدولتين، بما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلّة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
أما صحيفة "الدستور" الأردنية، فشددت على أنّ "مواقف الأردن تجاه القضية الفلسطينية ثابتة ونابعة من إيمان مطلق بأن ما يربطنا بفلسطين هو تاريخ ومستقبل مشترك، وسنبقى على العهد مع الأشقاء حتى يتوقف العدوان الغاشم، وحتى ينالوا حقوقهم على ترابهم الوطني".
من جانبها، أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "مصر شكلت صمام أمان للقضية الفلسطينية، حيث رفضت مخطط التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزّة ووضعت "لاءاتها" الحاسمة، وهي "لا" لتهجير الفلسطينيين و"لا" لتوطينهم في سيناء و"لا" لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الأمن القومي المصري، ونجحت في حشد الرأي العام والموقف الدولي في اتجاه رفض التهجير القسري للفلسطينيين".
بينما رأت صحيفة "هسبريس" المغربية أن "السلام لن يتحقق في الشرق الأوسط ولا في العالم من دون حل الدولتين، ولا سبيل إلى التقدم والتنمية في فلسطين من دون المصالحة الداخلية بين إخواننا الفلسطينيين واعتماد آلية الديمقراطية للفصل في ما يتعلق بسلطة الحكم".
بينما أشارت صحيفة "الشروق" الجزائرية إلى أنه "كان مفهومًا عدم جرأة الدول العربية على دعم التحرّر الفلسطيني بشكل مباشر، خاصة خلال العقود الأخيرة، التي انتهى فيها النظام العربي الإقليمي إلى الشتات والجمود، بل التضاد والتناحر، لكن ما توقّع أحدٌ أن يصل الهوان بالأمة إلى ما تعيشه اليوم غزة الصامدة، والقضية المركزية من ورائها، من تحديات وجودية، بينما يعجز حكّامُها عن توفير الحماية للشعب الفلسطيني في أبسط مقومات الحياة الإنسانية".
كما اعتبرت صحيفة "البعث" السورية أنّ "همجية القصف الإسرائيلي لن تمحو النتائج الحقيقية لما حدث في 7 تشرين الأول، فالمعركة بدأت وانتهت في اليوم ذاته، وما جرى بعدها ليس إلا انتقامًا على شكل تدمير وقتل دون استرداد الهيبة الكاذبة التي انهارت من الساعات الأولى لعملية المقاومة البطولية، كما لن تمحو الهزيمة الارتدادات الداخلية على بنية الكيان الصهيوني، وتحديدًا المستقبل السياسي لبنيامين نتنياهو الذي شارف على الانتهاء بعد انخفاض شعبيته وشعبية حزبه وائتلافه الحكومي، وازدياد التململ في صفوف العديد من أعضاء الكنيست من حزب الليكود".
(رصد "عروبة 22")