صحافة

تحديات بايدن في الحزب الديمقراطي

محمد السعيد إدريس

المشاركة
تحديات بايدن في الحزب الديمقراطي

يتساءل كثيرون في واشنطن، ممن يتابعون الانقسامات والخلافات التى تتزايد يوماً بعد يوم، حالياً، داخل الحزب الديمقراطي الحاكم، حول إدارة الرئيس جو بايدن، للحرب المتفجرة في غزة: هل يمكن أن تجدد هذه الانقسامات الراهنة داخل الحزب الديمقراطي حول قرار السياسة الخارجية، ما سبق أن تفجّر عقب إعلان الرئيس جو بايدن للترشح للانتخابات الرئاسية التي ستجرى في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024 من انقسام حول قبول، أو رفض هذا الترشح؟

يتبنى تيار التقدميين، أو «اليساريين»، داخل الحزب الديمقراطي حالياً، موقفاً متعاطفاً رافضاً للمجازر التي ارتكبت ضد المدنيين في قطاع غزة، ورغم تأييدهم لدور بايدن في إنجاز اتفاق «الهدنة المؤقتة» للقتال في غزة، إلا أنهم يسعون إلى محاولة إقناع مزيد من زملائهم الديمقراطيين بالانحياز إلى «حل عادل» للفلسطينيين، و«ضمان الأمن» لإسرائيل، على حد ما كتبه السيناتور بيرني ساندرز، في مقال نشرته صحيفة «نيويورك تايمز»، عقب الإعلان عن اتفاق الهدنة.

ويطرح هؤلاء مطلب «وقف إطلاق النار» لأجلٍ غير مسمى، عكس ما تتحدث عنه إدارة بايدن، من «توقف مؤقت للأعمال العدائية»، ويهددون بوضع ضوابط على المساعدات العسكرية لإسرائيل، ويستعدون لمناقشة هذه المساعدات بعد عطلة الأعياد المقبلة، وعرقلة طلب الإدارة تمرير حزمة مساعدات لإسرائيل بقيمة 14 مليار دولار.

ربما تكون تلك الممارسات من جانب تيار «التقدميين»، مجرد مناكفات، إلا أنها تخدم التيار الرافض داخل الحزب لتجديد ترشيح بايدن للانتخابات الرئاسية المقبلة، وتخدم أكثر الحزب الجمهوري المنافس، ومناهضته لترشح بايدن في هذه الانتخابات.

وقد أبرزت صحيفة «وول ستريت جورنال» نتائج استطلاع للرأي التي كشفت عن تراجع كبير في معدلات إعادة انتخاب بايدن، وأن عدداً كبيراً من الديمقراطيين لا يؤيدون ترشحه مرة أخرى بنسبة 73%، وبمعدلات تأييد متدنية لم تتجاوز 52% من الناخبين الديمقراطيين.

وفي مواجهة هذه النتائج وجد الرئيس بايدن، نفسه مضطراً للدفاع عن نفسه، خصوصاً بالنسبة إلى تزايد المخاوف والشكوك التي تتعلق بعمره.. ففي أول مقابلة تلفزيونية له عقب إعلانه ترشحه كان رد بايدن «اكتسبت قدراً كبيراً من الحكمة، وأعرف أكثر من الأغلبية العظمى من الناس.. أنا أكثر خبرة من أي شخص يعمل في البيت الأبيض، واعتقد أنني مشرف وفعّال أيضاً».

هذا الدفاع تعرض لاختبار قاس في المؤتمر الصحفي الذي عقده بايدن عقب وصوله إلى فيتنام قادماً من مؤتمر «قمة الدول العشرين» الذي استضافته الهند. فقد لفتت عبارة «سأذهب إلى السرير»، والإنهاء المفاجئ للمؤتمر الصحفي أنظار المراقبين.

مثل هذه النتائج حفزت قيادات بارزة في الحزب الديمقراطي للحديث عن ضرورة إيجاد «المرشح البديل»، على نحو ما ورد على لسان ديفيد اكسلرود، المستشار السابق للرئيس باراك أوباما، بأن أرقام استطلاعات الرأي التي أظهرت تراجعاً لبايدن أمام ترامب «نشرت بذور الشك في الحزب الديمقراطي»، وطرح احتمال سحب الرئيس بايدن ترشيحه.

("الخليج") الإماراتية

يتم التصفح الآن