نقدّر كل أسبابكم الخاصة والتاريخية.. لكن الوضع وصل إلى مستويات أعيت كل مدافع عن فكرة "التطبيع"، ووضعته في هوة سحيقة مع الناس.
طوال عقود النصف الثاني من القرن العشرين، كان الآباء والأسلاف يعبّرون عن وحدة الهدف العربي، ولم يكن الاختلاف بينهم إلا على وسائل تحقيق هذا الهدف.
أما الآن، فلم يتلاشَ الحلم والهدف فحسب... بل وصل الأمر إلى التفاخر بـ"التطبيع"! وكتم أي صوت ثقافي وفني وشعبي يعبّر عن قضية الوحدة العربية أو حتى التضامن العربي! صرنا ضحايا الخلاف والاختلاف والشقاق تحت وطأة الارتباطات الخارجية ومبرّرات "التطبيع".
أرجوكم بحق الأخوّة عودوا إلى العروبة.. عودوا مختلفين على سبُل تحقيق الهدف وليس على الهدف نفسه.
ما يحدث تخاذل كبير في الوعي بقضيّتنا الأم إن لم نقل "بيع وصفقات"، لأنّ اللحظة لا تتحمّل اتهامات وتخوين.
لن نفقد الأمل بأن تعودوا إلى وعيكم. الانشغال ببعضنا البعض لا يخدم القضية بل يعمّق الخلافات أكثر بين العرب... وكم نحن في غنى عن الفرقة في هذا الزمن.
(خاص "عروبة 22")