واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة تطوّرات العدوان الإسرائيلي المتمادي على قطاع غزّة، حيث أكد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتانياهو أن "الحرب بعيدة عن النهاية"، في حين يزداد قلق تل أبيب من تطورات الأوضاع على جبهة جنوب لبنان، خصوصًا بعد اغتيالها القيادي في "الحرس الثوري" الإيراني في سوريا رضى موسوي، عبر غارة استهدفته في دمشق، حيث أفادت صحيفة "جيروزاليم بوست"، نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين، بأنّ إسرائيل تتوقع ردًا على اغتيال موسوي على الجبهة الشمالية (مع لبنان).
أما في مستجدات الخلافات الإسرائيلية الداخلية المستفحلة، فقد منع نتنياهو وزير الأمن في حكومته يوآف غالانت، من عقد جلسات فردية تناقش صفقة تبادل أسرى مع رئيس "الموساد" دافيد برنياع، حسبما نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر وصفتها بالمطلعة، بينما أطلقت عائلات الاسرى في قطاع غزّة صيحات استهجان ضد نتنياهو، أثناء إلقائه خطابًا في الكنيست، وردد أقارب المحتجزين الذين حملوا لافتات وصورًا لأبنائهم: "الآن! الآن!"، ردًا على قول نتانياهو إن الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى "المزيد من الوقت"، لاستكمال العملية العسكرية.
وفي هذا السياق، أشارت صحيفة "الراي" الكويتية إلى أنّ "عملية "طوفان الأقصى" هزّت القوة الدافعة لليمين بشكل عنيف، وتحديدًا هزّت مصداقية اليمين في ضمان وجود إسرائيل واستقرارها"، موضحةً أنه "على خلاف كل الصراعات التي دخلتها إسرائيل مع حركات المقاومة والتي كانت تصب في خانة دعم اليمين بما في ذلك حروب غزّة الأربع منذ 2008، تُمثل "طوفان الأقصى" أسوأ هزيمة كارثية لإسرائيل في تاريخها".
بينما أوضحت صحيفة "الأهرام" المصرية أنه "رغم مرور 80 يومًا من الحرب الإسرائيلية غير المبررة على قطاع غزّة ومع حجم التدمير الشامل للقطاع والتكلفة البشرية العالية التي تبلغ قرابة 21 ألف شهيد معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من 54 ألف مصاب وتدمير البنية الأساسية، لا تزال إسرائيل ترفض كل الضغوطات والتحركات الدولية المطالبة بوقف إطلاق النار، ولا تزال تصر على إستراتيجية الأرض المحروقة رغم فشلها في تحقيق أهدافها المعلنة خاصة المتعلقة بتحرير الأسرى والرهائن لدى الفصائل الفلسطينية، وهو ما يؤكد فشل الرهان على القوة والخيار العسكري في تحقيق الأهداف".
كما لفتت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "المقاطع والصور التي أعادت إلى الأذهان الفظائع التي ارتكبتها النازية في معسكرات الاعتقال، تكررت غير مرة لمئات المعتقلين في قطاع غزة على مرأى ومسمع العالم أجمع، في جريمة لا يقوم به إلا مرتزقة وميليشيات إرهابية وهي الصفة التي تنطبق على جيش الاحتلال الفاقد للانسانيه".
أما صحيفة "الجريدة" الكويتية فأفادت بأنه "بالتزامن مع مخاوف واسعة من اندلاع مواجهة كبرى على عدة جبهات في المنطقة، وفي تطور إيراني داخلي، تلقى الرئيس إبراهيم رئيسي تحذيرات أمنية من إمكانية اغتياله، في حين أمر المرشد الأعلى علي خامنئي بالرد على التهديدات الأميركية بإنذارات عملية".
من جانبها، تطرقت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى إعلان وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن تشكيل تحالف دولي يضم 10 دول للتصدي لهجمات الحوثيين المتكررة على سفن مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، مذكّرةً بأنّ "أميركا سبق لها أن عرقلة التحالف السعودي العسكري ضد عمليات الحوثي، وآثرت التنحي عن أية تحالفات تفاقم الصراع في المنطقة، فضلاً عن تجنّب فتح جبهةِ حرب جديدة"، داعية اليوم إلى أن "تتحمّل واشنطن المهمة التي عرقلتها عبثًا بأثمان مضاعفة".
بدورها، رأت صحيفة "الوطن" البحرينية أنّ "استمرار الحرب في غزّة يحقق مبتغى النظام الإيراني ويضمن له بقاءه وعدم سقوطه، وكأنّ هذه الحرب كانت ماءً باردًا ارتوى منه النظام في يوم صيفي حار جدًا، لذلك فإنّ من مصلحة هذا النظام أن تشتعل غزّة أكثر، ولا ينطفئ فتيل نارها، فبقاء الحرب في غزّة قائمة يعني ابتعاد الإعلام الدولي عن الانتفاضة الشعبية في إيران، وبالتالي انشغال دول العالم في غزّة وإسرائيل، وعدم الاهتمام كثيرًا لما يجري في إيران التي لا يعتبرها الإعلام ضمن أولوياته في الوقت الراهن".
بينما أشارت صحيفة "الشروق" الجزائرية إلى أنه "طال الأمد أم قصُر، فإنّ حرب غزّة ستضع أوزارها، وسنعدّ قتلانا ونضمّد آلام جرحانا، ونحاول أن نرفع ملايين الأطنان من بيوتنا ومستشفياتنا ومساجدنا ومقابرنا المهدمة، وسنجد في منعرج أو رواق أو ربما نفق، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أو المستشار الألماني أولاف شولتس، يطلبان ودًا أو يحاضران عن الديمقراطية والتحضّر والأخلاق، وحينها فقط سيعلمون بأنّ الغارات الإسرائيلية الجبانة، كانت تقتل أجساد الفلسطينيين، ومعها أرواح الغربيين".