استبشرنا خيرًا خلال السنوات الأخيرة بعد عودة العلاقات الدبلوماسية بين دول الخليج العربي، وعودة المياه لمجاريها بين دول التكتل الخليجي أيضًا مع دول المشرق العربي، في انتظار تسوية الخلافات المغربية - الجزائرية، حتى ينهض التكتل المغاربي.
هذا الانطباع كان قائمًا حتى ليلة الأسبوع الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لأنّ ما جرى مباشرةً بعد ذلك، أنّ المنطقة العربية دخلت دوامة معاينة حرب جديدة في الساحة الفلسطينية.
تفاعلت أغلب الدول العربية مع الأزمة على قدر المستطاع، كما تفاعلت معها الشعوب العربية والعالمية، ولأول مرة نعاين تفاعلات لم نكن نسمع عنها خارج المنطقة العربية، كما هو الحال مع المظاهرات التي جرت في نيويورك أو في ألمانيا، وهذه أحداث تعتبر منعطفات حقيقية تهمّ القضية الفلسطينية، ويمكن استثمارها من طرف الدول العربية والقوى الفلسطينية.
ولهذا نتحدث عن امتحانات جديدة أمام الدول العربية، لأنّ هذه المنعطفات تتطلّب حسن التفاعل والتوظيف يما يخدم الحق الفلسطيني، ثم إنّ أيّ تخاذل من أنظمة المنطقة في توظيف هذه التطورات، ستكون له تبعات سلبية على صورة العرب هناك في الخارج، إضافة إلى تكريس عزلة الفلسطينيين في مواجهة الهمجية الصهيونية، فضلًا عن تداعيات أخرى تكاد تكون راهنًا في طي الحذر والصمت، أبرزها "تقوية شوكة" الجماعات الإسلامية المسماة "جهادية"، لأنّها ستوظف هذه الأحداث الجارية من أجل عودة أو مزيد استقطاب الشباب والمراهقين، داخل وخارج المنطقة العربية.
