واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع دخول تل أبيب رسمياً "المرحلة الثالثة" من الحرب، التي وصفها وزير دفاعها يوآف غالانت بأنها "طويلة وتقضي بالانتقال من القصف الكثيف إلى القصف المحدد، وسحب العدد الأكبر من القوات من داخل قطاع غزة إلى الحدود"، الأمر الذي أثار تحفظ قيادات اليمين الإسرائيلي المتطرّف الذين أبدوا اعتراضهم على تصريح غالانت باعتباره يشكّل "إعلانًا مرفوضًا لانتهاء الحرب".
وفي سياق الكباش الدائر بين النزعة الأميركية لاحتواء الحرب والنزعة الإسرائيلية لاستكمالها وتوسّعها، نقلت وسائل إعلام عن مسؤول أميركي كبير، يرافق وزير الخارجية أنتوني بلينكن في جولته الشرق أوسطية، أنّ واشنطن تتوقع انتهاء الحرب في قطاع غزة "خلال أسابيع"، بينما أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أنه يعمل على "دفع إسرائيل على تقليص انتشارها العسكري في قطاع غزّة"، وذلك بعدما قاطعه محتجون دعوا إلى وقف إطلاق النار في القطاع خلال خطاب انتخابي.
أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فيتصاعد الغليان على هذه الجبهة منذ اغتيال القيادي في حركة "حماس" صالح العاروري، إذ أقدمت إسرائيل على تصعيد عمليات الاغتيال، مستهدفةً هذه المرة القيادي العسكري في "حزب الله" وسام طويل، بهجوم جوّي على سيارته أودى بحياته في بلدة "خربة سلم" جنوبي لبنان.
على هذا الصعيد، أكد الناطق الرسمي الإقليمي في وزارة الخارجية الأميركية سام وربرج، عدم وجود أيّ تواصل حاليًا بين الولايات المتحدة وإيران بالنسبة للتطورات الجارية في المنطقة، قائلًا: "نحن لسنا بحاجة لذلك"، وأضاف في حديث لصحيفة "الراي" الكويتية أنّ الموقف الأميركي واضح جدًا لجميع بلدان المنطقة والعالم "وهو أننا لا نريد رؤية أي تصعيد في المنطقة"، مشددًا على وجوب أن تعمد إيران إلى خفض التصعيد عن طريق "بعث رسائل لوكلائها، سواء الحوثيون أو "حزب الله" أو "حماس" أو أي طرف آخر، لخفض التصعيد".
بينما أشارت صحيفة "رأي الخليج" الإماراتية إلى أنّ "ما يجري الآن من عدوان وحشي على غزّة، هو جزء من حرب الوكالة. فأميركا اختارت أن تكون بالعلن شريكًا لإسرائيل، وقد وقفت ضد أي قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي يطالب بوقف الحرب، ووقفت روسيا بقوة إلى جانب وقف الحرب. وانقسم العالم بين مناوئ للعدوان تقوده روسيا والصين، ومعها الدول العربية، وبين مؤيد له بقيادة أمريكا وحلفائها".
أما صحيفة "الدستور" الأردنية فلفتت إلى أنّ "مشاكل نتنياهو وفريقه الائتلافي المتطرف تزداد، في مواصلة خيارهم نحو استمرار الحرب والعمل على توسيعها، بما يتعارض مع مصلحة الولايات المتحدة التي تسعى إلى لملمة الوضع الأمني في منطقتنا العربية، وتركيز الاهتمام فقط على حرب روسيا في أوكرانيا، وحرب المستعمرة على غزّة بشكل محدود وانتقائي".
بدورها، اعتبرت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "زيارة بلينكن ولقاءاته مع قادة المنطقة، وعلى رأسها مصر، تمثل فرصة لإرسال رسائل واضحة للجانب الأميركي بضرورة العمل بشكل فعلي على وقف إطلاق النار والعمل على إدخال المزيد من المساعدات الإنسانية دون عائق من جانب القوات الإسرائيلية، وتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولى 2720"، كذلك رأت أنّ "من المهم أن يكون المستقبل السياسي لقطاع غزّة بعد الحرب في إطار رؤية سياسية أشمل تتضمن العمل على تنفيذ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة".
من جانبها، رأت صحيفة "عكاظ" السعودية أنه "بعد أن تضع الحربُ في غزّة أوزارها، لن تعود مجتمعات ديمقراطيات الغرب ولا حكوماتها، إلى سالف ما كان عليه حالها، قبل "طوفان الأقصى"، فالحريةُ ستنطلق من عقالها، لتصبح قيمة إنسانية أممية يستحق البشرُ جميعًا التمتعُ بها".
في حين اعتبرت صحيفة "الوطن" البحرينية أنّ "تصنيف ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران بجماعة إرهابية سيجعل التعامل معها مثل التعامل مع الميليشيات والتنظيمات الإرهابية الأخرى"، لافتةً إلى أنّ "هذا التصنيف لن يلجم هذه الميليشيا فحسب، بل سيضع إيران في مأزق، لأنّه سيؤدي إلى تحجيم الخطر الإيراني على المنطقة، ويعني أيضًا أمن وأمان الملاحة التجارية في مضيق باب المندب".
(رصد "عروبة 22")