واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع المراوحة في المعلومات حول إحراز تقدم بمفاوضات التسوية، بين إشارة المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري إلى أنّ حركة "حماس" أعطت "تأكيدًا إيجابيًا أوليًا"، بشأن مقترح "الهدنة" في غزة وإطلاق سراح المحتجزين، وبين تشديد القيادي في "حماس" أسامة حمدان على أنّ تعاطي الحركة "بإيجابية" مع المقترحات ينبع من انفتاحها على الحلول لكن حتى الساعة "لا يمكن الحديث عن التوصل إلى اتفاق".
وفي الأثناء، برز إعلان الولايات المتحدة فرض عقوبات على 4 مستوطنين إسرائيليين لارتكابهم أعمال عنف ضد فلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة، ضمن إطار مرسوم أصدره الرئيس جو بايدن، الأمر الذي أثار موجة غضب في إسرائيل عبّر عنها وزير المالية بتسلئيل سموتريتش بهجومه المباشر على بايدن، ورئيس حكومته بنيامين نتنياهو الذي دافع عن المستوطنين باعتبارهم يشاركون في الحرب دفاعًا عن دولتهم اليهودية.
من ناحية أخرى، نقلت "إي بي سي نيوز"، عن مسؤولين أميركيين قولهم إنه تمت الموافقة على خطط لتوجيه ضربات على مدار أيام في العراق وسوريا ضد أهداف تتضمن أفرادًا إيرانيين ومنشآت إيرانية. بينما أعلن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، أن الرد الأميركي على الهجوم على القاعدة الأميركية في الأردن "سيكون متعدد المستويات"، مؤكدًا أنّ الولايات المتحدة "لديها القدرة على الرد عدة مرات".
وبالنسبة إلى التطورات في البحر الأحمر، أعلنت القيادة المركزية الأميركية عن "إطلاق صاروخين باليستيين مضادين للسفن من مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين في اليمن"، لافتةً إلى أنه "من المرجح أنّ الصاروخين أطلقا باتجاه السفينة كوي في البحر الأحمر". بينما أعلن الحوثيون إستهداف سفينة تجارية بريطانية في البحر الأحمر، كانت متجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة بصواريخ بحرية.
أما على مستوى الخلافات الإسرائيلية الداخلية، فطالب التماس تم تقديمه إلى المحكمة العليا الإسرائيلية بإصدار قرار يقضي بتعذّر قيام رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بمهامه، وبالتالي منعه من البقاء في منصبه والإطاحة به، لأنه "موجود في تناقض مصالح يمس بأمن الدولة". وقدم الالتماس عشرة أشخاص بينهم وزير الأمن الأسبق، موشيه يعالون، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي الأسبق، دان حالوتس، وعضو الكنيست من حزب العمل، نعاما لازيمي.
تزامنًا، وبينما أكد وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون، لوكالة "أسوشييتد برس"، الخميس، أنّ بلاده يمكن أن تعترف رسميًا بالدولة الفلسطينية بعد وقف إطلاق النار في غزّة، دون انتظار نتيجة ما ستسفر عنه محادثات مستمرة منذ سنوات بين الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين حول "حل الدولتين"، رأى كاميرون في حديث لصحيفة "النهار" اللبنانية أنّ "هناك بديلًا جيّدًا عن التصعيد (على الجبهة الجنوبية للبنان) يتضمن تطبيق القرار 1701، وهذا يعني أن ينقِل "حزب الله" قواته إلى شمال نهر الليطاني، والترسيم الصحيح للخط الأزرق على الحدود، ورفع مستوى التدريب والاستفادة من الجيش اللبناني للقيام بالمزيد من الدوريات الحدودية".
في حين أشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ ما صدر عن وزير الخارجية البريطاني ووزارة الخارجية الأمريكية حول استعداد الدولتين لإمكانية الاعتراف بالدولة الفلسطينيىة "مؤشر على أنّ الدولتين بدأتا تتخليان عن تحفظهما بشأن هذا الاعتراف، ذلك أن المدخل الطبيعي "لحل الدولتين" هو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، كما هو حال إسرائيل، وليس إحالة الأمر إلى مفاوضات لا تنتهي، أو إلى "لجنة رباعية" تعيش موتًا سريريًا منذ سنوات، أو انتظار ما يسمى "اليوم التالي" الذي تحدده حكومة نتنياهو".
في هذا السياق، أفادت صحيفة "الشرق" القطرية بأنّ "جهود الوساطة القطرية المشتركة مع جمهورية مصر والولايات المتحدة الاميركية تتواصل بشكل متسارع للتوصل إلى وقف اطلاق النار على كل المستويات، بعد الاختراق الأخير الذي تم نهاية الأسبوع الماضي في باريس بالتوافق على مقترحات جديدة قدمت للأطراف المعنية، وسط تفاؤل بإمكانية نجاح الوساطة في وقف العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والتخفيف من الكارثة الانسانية والمعاناة الهائلة التي يعيشها سكان غزة وهم يتعرضون لحملات الإبادة الجماعية".
بينما اعتبرت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "أميركا تحتاج إلى رئيس شجاع على غرار كارتر، أو كلينتون، وتحتاج إلى وزير خارجية لها، وليس لإسرائيل، لكي يكون وسيطًا نزيهًا وعادلًا يسعى لإقامة السلام العادل والدائم للمنطقة، وتحقيق المصالح الأميركية التي لا تتعارض مع مصالح الشعوب العربية".
أما صحيفة "عكاظ" السعودية فأشارت إلى أنّ "الشعب الإسرائيلي انتفض مؤخرًا مطالبًا بإسقاط حكومة اليمين المتطرّف الحاكمة الآن، ومطالبًا بوقف الحرب حتى لو تطلب ذلك الإفراج عن كافة السجناء الفلسطينيين، وقد أدت هذه الحرب إلى مغادرة الآلاف من المستوطنين اليهود لإسرائيل وعودتهم إلى الدول التي قدموا منها، وكل هذا يجيب في نهاية المطاف عن سؤال من انتصر في الحرب الدائرة".
وفي حين لا تزال المنطقة تترقب الرد الأميركي على الهجوم الذي شنته ميليشيات عراقية مرتبطة بإيران وأدى إلى مقتل جنود أميركيين في الأردن، نقلت "الجريدة" الكويتية، عن مصدر مطلع في "فيلق القدس"، أنه بعد عملية الاغتيال الأخيرة، التي أسفرت عن مقتل نائب قائد استخبارات "فيلق القدس"، الذي كان يشغل أيضًا منصب قائد استخبارات "الحرس" في سوريا مع 4 من مساعديه في حيّ المزّة بدمشق، زار قائد "فيلق القدس" اللواء إسماعيل قآني العاصمة السورية، والتقى الرئيس بشار الأسد "وسلّم إليه رسالة من المرشد الأعلى علي خامنئي، تؤكد وجود اختراق أمني داخل الأجهزة الأمنية السورية".
بدورها، رأت صحيفة "الوطن" البحرينية أنّ "بايدن أمام مفترق طرق، فهو إما أن يتخذ خطوات حقيقية تجاه نظام الملالي في إيران تقطع رأس الأفعى وتقتلع جذور الإرهاب، وحينها ستسقط أذرعه مباشرة في كافة دول المنطقة، أو أنه يستمر بالكر والفر ومواجهة إيران وفق الخطة التي وضعتها لحروب بالوكالة في عدة دول، ومع أذرعها الذين تستبدلهم بسهولة ودون أدنى جهد".
(رصد "عروبة 22")