واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع تعنّت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتأكيده على مسامع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، رفضه مقترحات حركة "حماس" لوقف النار، معلنًا أنه أمر جيشه بتحضير هجوم على مدينة رفح، وأنّ "الانتصار" على "حماس" في متناول اليد وهو مسألة أشهر، الأمر الذي دفع بلينكن إلى التشديد على أنه لا يزال هناك الكثير من العمل الذي يتعيّن القيام به، قبل التوصّل إلى اتفاق هدنة. في حين طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من وزير الخارجية الأميركي، اعترافًا أميركيًا بالدولة الفلسطينية، باعتبارها "مفتاح الأمن والسلام".
وتزامنًا، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء مصير السكان المدنيين بسبب تقدّم القوات البرية الإسرائيلية نحو رفح، إذ حذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أمس الأربعاء، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أنّ أي عمل عسكري إسرائيلي ضد رفح "سيؤدي إلى تضخيم الكابوس الإنساني القائم، وستكون له عواقب إقليمية لا توصف"، مذكّرًا بأنّ الحالة الراهنة في غزّة تشكل "جرحًا نازفًا في ضميرنا الجماعي يهدد المنطقة برمتها". كما أشار منسق الأمم المتحدة للإغاثة في حالات الطوارئ مارتن جريفيث في جنيف، إلى أنّ ظروف المدنيين المعيشية في رفح "سيئة للغاية، فهم يفتقرون إلى الضروريات الأساسية للبقاء على قيد الحياة، ويطاردهم الجوع والمرض والموت".
أما على صعيد التطورات في المنطقة، فتواصل الولايات المتحدة عمليات "الثأر" لمقتل جنودها في قاعدة "البرج 22" عند الحدود الأردنية، بحيث قصفت أمس بطائرة مسيّرة سيارة يستقلها مسؤولون في ميليشيا "كتائب حزب الله" العراقية، ما أدى إلى مقتل القيادي البارز أبو باقر الساعدي، مسؤول "الدعم اللوجستي"، وأركان العلياوي مسؤول "جمع المعلومات" في هذه الميليشيا الموالية لإيران. بينما دوت أصوات انفجارات، في وقت متأخر من مساء الأربعاء، في محيط القاعدة الأميركية في حقل العمر النفطي شرقي دير الزور، حيث رجحت معلومات أن يكون مصدر الانفجارات هو هجوم بطائرة مسيّرة إيرانية على القاعدة. كما أفادت وسائل إعلام يمنية بشنّ هجوم أميركي بريطاني جديد على مواقع الحوثيين أمس، استهدف بغارتين منطقة رأس عيسى في مديرية الصليف بمحافظة الحديدة.
وإذ رفعت القوات الإسرائيلية من حدة هجماتها في جنوب لبنان ووسعت نطاق غاراتها الجوية الوهمية التي خرقت جدار الصوت في أكثر من منطقة لبنانية خلال الساعات الأخيرة، نقلت صحيفة "اللواء" اللبنانية، عن مصادر دبلوماسية مطلعة، أنّ "التصعيد المفتوح في المنطقة، من شأنه ان يمتد الى جبهة الجنوب، متوقعةً أن تشهد محاور المواجهة بالصواريخ عبر الجنوب، تصعيدًا جديدًا، وتوسيع دائرة القصف واستخدام اسلحة صاروخية جديدة"، ولفتت إلى أنه "من هذه الزاوية بالذات، بات بحكم المؤكد أنّ الجهود الدبلوماسية لم يعد لها جدوى في هذه المرحلة، بانتظار مسار الجولات الجديدة من المفاوضات حول الهدنة في غزّة".
في هذا السياق، لفتت صحيفة "الشرق" القطرية إلى أنّ "تكثيف مساعي الوساطة القطرية على أعلى المستويات، يأتي انطلاقًا من إيمانها وقناعتها بأنّ السبيل الوحيد لتهدئة التوترات الإقليمية وإطفاء الأزمات المشتعلة في المنطقة، هو العمل على إنهاء الحرب في غزّة، والوصول إلى حل عادل للقضية الفلسطينية".
من جانبها، أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "هجوم وتحريض حكومة التطرّف الإسرائيلية على الأمين العام للأمم المتحدة يُشكّل تدخلًا سافرًا واعتداءً على القانون الدولي، وهي بمثابة ممارسة الإرهاب السياسي لثنيه عن أداء دوره وقيامه بمهامه وفقًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومبادئ حقوق الإنسان، ولا بد من قادة العالم والدول دعم مبادرته والالتفاف حولها، لدفع مجلس الأمن إلى الوفاء بالتزاماته واتخاذ قرار بوقف إطلاق النار".
في حين لفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "حرب الإبادة الإسرائيلية على الفلسطينيين في قطاع غزّة أظهرت بعضًا من حالة التفكك في الأوضاع السياسية العربية، وتحولت سياسات بعض الدول من السلوك الفعلي المؤثر إلى محض خطاب سياسى يطالب بوقف إطلاق النار، أو هدن إنسانية لإرسال بعض المساعدات إلى السكان المدنيين".
بدورها، لفتت صحيفة "عكاظ" السعودية إلى أنّ "المملكة هي صاحبة المبادرات التي طُرحت منذ وقت طويل، وتضمن الحل العادل والشامل والمستدام للقضية الفلسطينية، لكن إسرائيل ترفض، وحلفاؤها يدعمون مواقفها المتعنتة الرافضة للسلام، ويؤيدون نهجها في تعقيد الأوضاع، وآخر ذلك ما يحدث في قطاع غزّة منذ شهر أكتوبر الماضي".
أما صحيفة "الخليج" الإماراتية، فرأت أنه "ليست صدفة أن تبادر 18 دولة غربية بتعليق تمويل وكالة "الأونروا"، وكأن في الأمر شبهة مؤامرة تستهدفها وتشارك فيها هذه الدول، وهو ما تسعى إليه إسرائيل منذ عقود لتصفية الوكالة، وبالتالي تصفية القضية الفلسطينية باعتبارها شاهدة على مأساة تهجير الشعب الفلسطيني، وناقوسًا يذكّر العالم بأنّ هناك حقوقًا لهذا الشعب تعمل إسرائيل على وأدها من خلال التهويد والتوسّع والعنف والحروب والإبادة".
(رصد "عروبة 22")