واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة وجنوب لبنان، على وقع تحدي حكومة الإحتلال العرب والعالم بأسره عبر مصادقتها بالإجماع على رفض الاعتراف بدولة فلسطينية كاملة العضوية في الأمم المتحدة. في حين حذر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، من أنّ الهجوم الإٍسرائيلي المحتمل على مدينة رفح جنوب قطاع غزّة قد يؤدي إلى "مذبحة".
بالتزامن، تنطلق اليوم الاثنين أولى جلسات المرافعات العلنية التي تعقدها محكمة العدل الدولية في لاهاي، لإعطاء رأي استشاري حول شرعية الاحتلال و"التبعات القانونية الناشئة عن سياسات وممارسات إسرائيل التي تمس حقوق الإنسان للشعب الفلسطيني في الأرض الفلسطينيّة المحتلة، بما فيها القدس الشرقيّة"، وأعلنت القاهرة عزمها تقديم مرافعة شفهية أمام محكمة العدل، بعد غد الأربعاء، تستعرض خلالها ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، بينما لفتت تصريحات الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الذي شدد على أنّ ما يحدث في قطاع غزّة ليس حربًا بل "إبادة" بحق المدنيين الفلسطينيين، مشبّهًا ما تقوم به إٍسرائيل "بما قام به هتلر حين قرر قتل اليهود".
وإذ أشار الممثل الأعلى للسياسة الأمنية والخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إلى أنّ إسرائيل لا يمكنها هزيمة "حماس" بالقتال، دعت قمة الاتحاد الأفريقي، التي انعقدت في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، في بيانها الختامي، لإجراء تحقيق دولي مستقل في الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الإنساني الدولي في غزّة. في وقت تتزايد فيه الخلافات الداخلية الإسرائيلية على خلفية استفراد بنيامين نتنياهو باتخاذ القرار حيال مفاوضات تبادل الأسرى بمعزل عن آراء أعضاء حكومة الحرب كما قال وزير دفاعه، فضلًا عن توجيه عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لدى "حماس" أصابع الاتهام إلى نتنياهو شخصيًا، بوصفه مسؤولًا عن تصعيد اعتداءات الشرطة عليهم خلال مظاهرات السبت الأسبوعية، جراء التحريض المباشر عليهم وعلى مظاهراتهم.
أما على مستوى التطورات الإقليمية، فأعلن الجيش الأميركي، الأحد، أنه نفذ 5 ضربات ضد أهداف للحوثيين في اليمن، مشيراً إلى استخدام الحوثيين لمركبة مائية غير مأهولة للمرة الأولى منذ بدء هجماتهم في البحر الأحمر. بينما ذكرت شركة "أمبري" البريطانية للأمن البحري أن "سفينة شحن ترفع علم بيليز ومسجلة في المملكة المتحدة وتديرها جهة لبنانية، أبلغت عن تعرضها لهجوم في مضيق باب المندب".
وفي ما يتصل بتأزم الأوضاع الإقليمية وانسداد الأفق أمام وقف الحرب في غزّة، أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "نتنياهو السادس يعيش عاجزًا، ومسكونًا بعقدة تاريخية في بناء إسرائيل الكبرى، وإسقاط مشاريع السلام وتصفية واغتيال القضية الفلسطينية ومن ثم المنطقة كلها، فكانت "7 أكتوبر" صدمة له ولائتلافه المتطرف".
بينما لفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "التهجير القسري للفلسطينيين يُعد خطًا أحمر لمصر وهو موقف قاطع وحاسم ولا رجعة عنه، وعبّرت مصر عنه منذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ولا يمكن لأحد المزايدة أو التشكيك في الموقف المصري، فمصر هي صمام الأمان للقضية الفلسطينية وللحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".
من جانبها، رأت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنّ "إصرار إسرائيل على اجتياح مدينة رفح بريًا، ورغبة نتنياهو في تحدي المجتمع الدولي، والظهور بمظهر رئيس الوزراء القوي الذي يمكنه مواجهة الضغوط الدولية، يكشف عن حقيقة الخطط الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين، ما قد يشكل نقطة تحوّل للصراع في المنطقة، ويضع الجميع أمام مفترق طرق خطر".
وعلى مستوى جبهة جنوب لبنان، أفادت صحيفة "الراي" الكويتية بأنه "بين محادثات الهدنة التي لم تكن واعدةً على خط إسرائيل – "حماس"، وتَوَعُّد "حزب الله" بلسان السيد حسن نصر الله بالردّ على استهداف المدنيين في جنوب لبنان وفق معادلة "الدم بالدم"، مهدّدًا بأنّ إيلات في مرمى صواريخه، ترتقي المخاوف حيال أفق الجبهة على الحدود اللبنانية - الإسرائيلية التي بات انفجارها معلَّقًا على "خيط رفيع" من حسابات بالغة الدقة في مقلب "حزب الله"، واحتساب بالأيام أو الأسابيع القليلة من تل أبيب للمسارات الممكنة لإنهاء حرب غزّة بحدّ معقول من "بنك الأهداف" الذي رسمته".
بينما نقلت صحيفة "اللواء" اللبنانية، عن مصادر ديبلوماسية، أنّ "المستشار الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين أكد أمام من التقاهم مؤخرًا، أنه لن يزور لبنان قريبًا، لاستئناف مهمته لوضع اللمسات النهائية على اتفاق التهدئة والترتيبات الأمنية المرتكزة على تنفيذ القرار الدولي رقم 1701"، مشيرةً إلى أنّ "استئناف هوكشتاين مهمته في لبنان حاليًا، ومع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة لن يعطي النتائج المرجوة، بل يؤدي إلى اضاعة الوقت سدى والدوران في الحلقة المفرغة".
(رصد "عروبة 22")