صحافة

"المشهد اليوم"... بايدن يتوقع إعلان "هدنة رمضان" الأسبوع المقبلتمدّد رقعة الغارات الإسرائيلية على لبنان من الجنوب إلى البقاع

واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع تسجيل تصعيد كبير يوم أمس على الجبهة اللبنانية تمثل بتمدد الغارات الإسرائيلية من الجنوب لتصل إلى عمق المنطقة البقاعية حيث أغار الطيران الإسرائيلي على منطقة بعلبك ما أدى الى مقتل عنصرين من "حزب الله" ووقوع خسائر مادية، بعد إسقاط "الحزب" مسيّرة حربية إسرائيلية في جنوب لبنان، في حين رد "حزب الله" بقصف مقر قيادة فرقة الجولان في "نفح بستين" بعشرات الصواريخ.

بالتزامن، وإذ تتوالى التحذيرات العربية والإسلامية والغربية والأممية من خطورة تداعيات الاجتياح الإسرائيلي لرفح، أعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن أمله في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة "حماس" بحلول مطلع الأسبوع المقبل، مشيرًا إلى أنّ تل أبيب وافقت على "عدم القيام بأنشطة عسكرية في قطاع غزة خلال شهر رمضان"، وحذر في المقابل من أنّ "إسرائيل تخاطر بفقد الدعم من بقية العالم مع استمرار سقوط قتلى فلسطينيين بأعداد كبيرة". في حين نقلت تقارير إعلامية موافقة إسرائيل على إطلاق 400 معتقل فلسطيني بينهم عدد من "أصحاب الأحكام العالية" وعودة قواتها تدريجيًا إلى شمال غزة وزيادة دخول المساعدات والمنازل المؤقتة للقطاع ووقف الاستطلاع الجوي لمدة 8 ساعات يوميًا، مقابل الإفراج عن 40 محتجزًا إسرائيليًا لدى "حماس".

وإذ أكد وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن لنظيره الأردني أيمن الصفدي التزام الولايات المتحدة بتحقيق سلام دائم "من خلال إقامة دولة فلسطينية مستقلة مع ضمانات أمنية لإسرائيل"، ورفض التهجير القسري للفلسطينيين، قدّم رئيس الحكومة الفلسطينية محمد اشتية استقالتها للرئيس محمود عباس الذي قَبِلها، ورجّحت وسائل إعلام فلسطينية اسم وزير الاقتصاد السابق محمد مصطفى كمرشّح لخلافة اشتية في تشكيل "حكومة تكنوقراط"، بينما نبّه رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، خلال لقاء مع أمير قطر في الدوحة، إلى أنّ إسرائيل "تُماطل في مسار المفاوضات" للتوصّل إلى اتفاق هدنة وتبادل الأسرى والرهائن.

أما على المستوى الإقليمي، فأعلنت القيادة المركزية الأميركية أنّ قواتها دمّرت ثلاثة زوارق مسيّرة وصاروخي كروز وطائرة مسيّرة للحوثيين، موضحةً أنّ "الزوارق والصاروخين تم تجهيزهم للإطلاق نحو البحر الأحمر، فيما كانت الطائرة المسيرة فوق البحر الأحمر بالفعل"، بينما تواترت معلومات عن استهداف الحوثيين كابلات خطوط الاتصالات في البحر الأحمر التي تربط بين أفريقيا وأوروبا ما أصابها بأعطال كبيرة تحتاج إلى نحو 8 أسابيع لإصلاحها.

في هذا السياق، رأت صحيفة "عكاظ" السعودية أنّ "من أهم الدروس المستفادة، عسكريًا وأكاديميًا وسياسيًا من حربِ غَزّةَ، التأكيد على عدم جدارة ميزان القوى في حفظ السلام وردع قرار خوض الحرب، وكذا فشل التعويل على القوة (المادية) وحدها، في شن الحروب أو تفاديها، بالإضافة إلى أنّ الحربَ قرارٌ لا تتحمل تكلفته الأطراف المتحاربة وحدها، بل قد يشارك في تكلفتها العالم بأسره، وإن كان بدرجات متفاوتة، بُعْدًا أو قُرْبًا من أهداف أطرافها".

كما أكدت مصادر سياسية في رام الله، لصحيفة "الشرق الأوسط"، أنّ "المطلوب الآن من جميع الفرقاء الإقدام على خطوات كبيرة، ويُفترض بالإدارة الأميركية الضغط على إسرائيل لوقف حربها، وتقديم ضمانات بالانسحاب من قطاع غزة"، لافتة إلى أنه على "حماس" أن تسهل إمكانية تشكيل حكومة كفاءات تعبر عن وحدة الصف الوطني.

بينما أشارت صحيفة "البيان" الإماراتية إلى أنه "بعدما قدّم أشتيه استقالة حكومته، تمهيداً لقيام ما يعرف باسم حكومة تكنوقراط، يطرح سؤال حول ما إذا كانت فكرة هذه الحكومة ستنجح"، موضحة أن "الهدف من تكوين هذه الحكومة الآن، هو قطع الطريق على مشروعات إسرائيل الحالية في تشكيل إدارة محلية فلسطينية، تعتمد على كبار الشخصيات في غزة، بعد إقامة منطقة أمنية وحزام عازل شرقي غزة".

في حين أفادت صحيفة "الجريدة" الكويتية بأنه "بموازاة إعلان حكومة السلطة الفلسطينية استقالتها، وعقد الفصائل لقاءً تشاوريًا، بهدف ترتيب البيت الفلسطيني في موسكو، يزور أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" جبريل الرجوب قطر للقاء قادة "حماس"، لبحث اليوم الذي سيلي الحرب في غزّة، وإمكانات التعاون المستقبلي بين الحركتين لمصلحة سكان القطاع".

من جانبها، نبّهت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "خطة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المعلنة لا تعني التسليم بها، فالمعركة وإن أدت إلى احتلال قطاع غزة، فهي ما زالت متواصلة، ومعركة الصفقة، والتبادل، ووقف إطلاق النار لم تصل بعد إلى اتفاق، انعكاسًا لما هو على الأرض، فالمقاومة ما زالت قادرة على العمل، وجيش الاحتلال لم يحقق أهدافه باجتثاثها، رغم تفوقه بالقصف والتدمير والقتل".

بينما رأت صحيفة "الشروق" المصرية أنّ "رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى إلى استمرار سياسة فرض الأمر الواقع، والتعامل مع الفلسطينيين باعتبارهم أهدافًا مشروعة للقتل والتهجير القسري، بل والإبادة الجماعية، في ظل غياب أي ضغط حقيقي على حكومته اليمينية المتطرّفة لوقف المذابح بحق الفلسطينيين العزّل في قطاع غزّة".

من جانبها، لفتت صحيفة "اللواء" اللبنانية إلى أنه "اذا كان العاملون على التهدئة في المنطقة، لا يعيرون اهتماماً لتصريحات وزير الحرب الاسرائيلي يوآف غالانت، لجهة المضي باستهداف لبنان، حتى لو وقعت هدنة غزة، فإن استهداف منطقة بعلبك، يحمل رسائل عدة، أبرزها رمزية المدينة، واعتبارها العمق الذي يستند إليه "حزب الله" في إمداداته اللوجستية، وعلى المستويات كافة، في إشارة إضافية إلى عزم إسرائيل بالذهاب إلى الحرب في نهاية المطاف".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن