واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع تحذير مسؤول كبير في مجال المساعدات بالأمم المتحدة أمام مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، من أن ما لا يقل عن 576 ألف شخص في قطاع غزة، يمثلون ربع السكان، أصبحوا على مسافة "خطوة واحدة من المجاعة". في حين أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن مسؤولين قطريين أطلعوا إسرائيل على رد حركة "حماس"، على بعض القضايا التي طرحت خلال المفاوضات الرامية للتوصل إلى اتفاق حول صفقة للتهدئة وتبادل المحتجزين، ونسبت هيئة البث إلى مسؤولين إسرائيليين بعد تلقيهم رد "حماس" قولهم: "ثمة تفاؤل حذر للغاية لكن التقدم بطيء والفجوات كبيرة".
وغداة إعراب الرئيس الأميركي عن أمله بالتوصل إلى اتفاق الهدنة "يوم الاثنين المقبل"، محذرًا إسرائيل من فقدان الدعم الدولي "مع استمرار سقوط قتلى فلسطينيين بأعداد كبيرة"، برز رد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على بايدن، بحيث لفت إلى أنه قاوم باستمرار الضغوط لإنهاء الحرب على غزّة "قبل الأوان"، مشددًا على أنّ هذا الموقف يحظى بدعم شعبي أميركي "سيساعدنا على مواصلة الحملة حتى تحقيق النصر الكامل". وفي المقابل، نقل موقع "أكسيوس" الأميركي عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين أنّ الإدارة الأميركية منحت حكومة نتنياهو مهلة حتى منتصف مارس/آذار المقبل للتوقيع على "رسالة ضمانات" تتعهد بموجبها بالالتزام بالقانون الدولي أثناء استخدام الأسلحة الأميركية في غزّة وبالسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، مع التأكيد على أنه في حال لم تقدّم إسرائيل الضمانات المطلوبة فسيتمّ تعليق تسليمها الأسلحة الأميركية.
أما على مستوى التطورات الإقليمية، فأعلنت وكالة الأنباء الألمانية صباح اليوم أنّ الفرقاطة البحرية الألمانية "هيسن" تصدت لهجوم حوثي وأسقطت مسيّرتين في البحر الأحمر، كما أعلنت القيادة المركزية الأميركية أنّ طائرة أميركية وسفينة للتحالف أسقطتا خمس طائرات مسيّرة للحوثيين.
وفي ما يتصل بجبهة جنوب لبنان، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنّ الولايات المتحدة لا تريد أن ترى مزيدًا من التوتر بين إسرائيل و"حزب الله"، وأضافت أنّ تل أبيب أكدت لواشنطن أنها تريد "حلًا دبلوماسيًا" للقضية، وذلك على الرغم من أنّ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي كان قد حذر أمس من أنّ "حزب الله" سيدفع "ثمناً باهظًا جدًا" لهجماته المستمرة على شمال إسرائيل. وفي المقابل، أكد مصدران مقرّبان من "حزب الله" أنّ الحزب سيوقف إطلاق النار على إسرائيل إذا وافقت حركة "حماس" على الهدنة في غزّة، ما لم تواصل القوات الإسرائيلية قصف لبنان.
في هذا السياق، أوضحت صحيفة "اللواء" اللبنانية أنّ "الموقف الاسرائيلي ممّا يجري على الحدود مع لبنان بدأ يأخذ منحى تصعيديًا"، معتبرةً أنه "إذا طبقت اسرائيل ما تقوله، فهذا يعني بأنّ قرار الحرب في الشمال هو في طريق الإعداد، ولن تفصلنا عنه سوى أسابيع معدودة، ومن المرجح بأنّ إعلانها سيكون متوقعًا بعد أربعة أسابيع من انتهاء العملية على رفح والتي يصرّ نتنياهو على تنفيذها من اجل تحقيق النصر الذي وعد به".
وبالتزامن، نقلت صحيفة "الجريدة" الكويتية عن مصدر مقرّب من قائد "فيلق القدس" إسماعيل قآني أنه "خلال اللقاء الأخير الذي حصل بين قآني والأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله في بيروت، قبل نحو عشرة أيام، جدد قآني تأكيده أنّ قرار دخول أو عدم دخول الحزب في حرب ضد إسرائيل يعود إلى قيادته وحدها"، مشيرًا إلى أنّ "نصرالله واثق بأنّ نتنياهو سيسعى لإشعال فتيل حرب شاملة ضد الحزب بمجرد أن ينتهي من غزّة أو حتى بالتوازي مع اجتياح رفح".
من ناحيتها، لفتت صحيفة "الشرق الأوسط"، إلى أنّ "إسرائيل وحركة "حماس" تعاملتا بشكلٍ حذرٍ مع تصريحات الرئيس الأميركي بشأن هدنة مديدة يمكن أن تبدأ الأسبوع المقبل في قطاع غزّة. وفيما تحدثت تقارير عن تشاؤم بين كبار المسؤولين الإسرائيليين بشأن احتمال تحقيق صفقة، تحدثت مصادر في "حماس" عن عقبتين تعرقلان الاتفاق على المرحلة الأولى من الصفقة: الأولى هي مسألة انسحاب الجيش الإسرائيلي وأماكن تموضعه في المرحلة الأولى من الاتفاق، والثانية إعادة النازحين إلى شمال القطاع بدون قيد أو شرط أو تفتيش وتدقيق أمني".
بينما أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "الآمال بقرب التوصل إلى صفقة تبادل للاسرى بين إسرائيل و"حماس" تبددت بسبب ألاعيب نتنياهو ورفضه إنهاءً كاملًا للحرب، والانسحاب الكامل ورفع الحصار، واشتراطه مغادرة الأسرى الفلسطينيين الكبار إلى قطر وتركيا".
بدورها، رأت صحيفة "الشروق" الجزائرية أنّ "الخوف كل الخوف لدى الغرب من أَنْ تتحول القضية الفلسطينية إلى قضية كل المسلمين، وأن تُصبح "حماس" هي رمز الدفاع عن مقدَّسات المسلمين، لذلك، تجدهم اليوم يُهروِلون ويسابقون الزمن لإيجاد حلٍّ قبل رمضان، خوفًا على أنفسهم لا على الفلسطينيين".
من جانبها، أشارت صحيفة "الرياض" السعودية إلى أنه "ما لم تكن هناك جهة قادرة على حماية حقوق الإنسان بقوة، فمن الصعب على البشر أن يتمتعوا بالحقوق التي يستحقونها، وبعبارة أخرى أكثر دقة، إذا كان للفلسطينيين أن يتمتعوا بحقوقهم فلا بد من حدوث أمرين، أن يغيّر البشر رأيهم، أو تتغيّر الأدوات لحقوق الإنسان وتصبح أكثر فاعلية وحزمًا وقوة".
بينما اعتبرت صحيفة "الخليج" الإماراتية أنّ "وفاة الطيار الأميركي آرون بوشنيل، بعد أن أحرق نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن تنديدًا بحرب الإبادة التي يتعرّض لها الشعب الفلسطيني في قطاع غزّة، احتجاج بالغ الدلالة من عسكري في الخدمة، ويعكس موقف تيار لا يستهان به في المؤسسات الأميركية، بات يشعر بالعار من دعم تل أبيب لكل ما ترتكبه من مذابح بحق الأبرياء".
(رصد "عروبة 22")