واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع تكثيف الوسطاء اتصالاتهم من أجل الدفع باتجاه إبرام صفقة الهدنة والتبادل بين إسرائيل و"حماس" قبل شهر رمضان الوشيك، حيث أكد البيت الأبيض أنّ "الرئيس جو بايدن وفريقه يعملون على مدار الساعة، للتوصّل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزّة، وهم متفائلون".
وإذ أفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان" بأنّ مسؤولين قطريين أطلعوا إسرائيل على رد "حماس"، حيال بعض القضايا التي طرحت خلال المفاوضات، أشار رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية إلى أنّ "أي مرونة نبديها في التفاوض تنطلق من الحرص على شعبنا والحفاظ على تضحياته الجسام"، مؤكدًا في الوقت عينه الاستعداد لمواصلة القتال خلال شهر رمضان.
وعشية حلول الشهر المبارك، سحب "مجلس الحرب" الإسرائيلي الصلاحيات الأمنية على المسجد الأقصى من وزير الأمن الداخلي إيتمار بن غفير، وأعلن المجلس عدم فرض قيود على دخول الفلسطينيين من الداخل المحتل إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان.
أما على مستوى التطورات الإقليمية، فيعمل بنيامين نتنياهو بشكل واضح على تأجيج نيران الحرب في كافة الاتجاهات والجبهات، إذ قصفت إسرائيل، مساء أمس، منطقة قريبة من دمشق، وأشار "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إلى أنّ القصف استهدف مواقع تتمركز فيها الميليشيات الإيرانية و"حزب الله" اللبناني، بينما كشفت مصادر إعلامية أنّ "ضباطًا إيرانيين من بين القتلى" الذين سقطوا بالهجوم، كما شنّت المقاتلات الإسرائيلية ليلًا غارات على مبانٍ سكنية في بلدة "صديقين" جنوب لبنان ما أسفر بحسب المعلومات الأولية عن سقوط قتيلين، في حين جدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت التأكيد على أنّ تل أبيب لن تتردد في اللجوء إلى "الخيار العسكري لإعادة الأمن لسكان الشمال (عند الحدود مع جنوب لبنان)، إذا فشلت العملية السياسية".
في هذا الإطار، لفتت صحيفة "الجريدة" الكويتية إلى أنّ "الأحداث في الأيام الماضية أظهرت إدخال "حزب الله" أنواعًا جديدة من الصواريخ المضادة للدروع، وصواريخ أرض - جو في المواجهات بينه وبين إسرائيل، وبينها صاروخ الماس، والصاروخ الذي أسقط "مسيّرة هرمز" التي تُعد فخر الصناعة الإسرائيلية". ووفق ما تشير مصادر دبلوماسية، فإنّ "قدرة "حزب الله" على إسقاط المسيّرة أثارت غضبًا كبيرًا داخل إسرائيل وتخوّفًا أميركيًا من الاتجاه نحو مواجهة شاملة، وهو ما دفع وزارة الخارجية الأميركية لتكرار رفضها أيّ توسيع لنطاق المواجهة بين إسرائيل والحزب، مع تأكيد مصادر أميركية أنّ المساعي مستمرة في سبيل الوصول الى اتفاق دبلوماسي يعيد الهدوء الى جانبَي الحدود".
بينما أشارت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى "حالة من الغموض واللا يقين تحلق فوق منطقة الشرق أوسطية ما بعد حرب إسرائيل على قطاع غزّة، أحد أبرز ملامح الغموض المسيطر، هو الوجود الإسرائيلي ومستقبله في المنطقة من حيث الاندماج أو الصراع، وسعي اليمين واليمين التوراتي المتطرّف لنفي المسألة الفلسطينية، ورغباتهما المحمومة والجنونية، في تصفيتها".
ولفتت صحيفة "الشروق" الجزائرية إلى أنّ "معركة "طوفان الأقصى" مثّلت صدمةً استراتيجية جديدةً وخطيرةً هدَّدت مستقبل إسرائيل، فقد أظهرت بوضوح انهيارها المتسارع، فهي تخوض معركة البقاء الثانية لها منذ العام 1948، وتخوض أطول الحروب في تاريخها (قرابة 5 أشهر)، وهي عاجزةٌ عن تحقيق أهدافها المعلنة رغم الدعم الغربي المطلق، ولم تتلقَ مثل هذه الخسائر في تاريخها على كافة المستويات وفي مختلف المجالات".
بالتزامن، اعتبرت صحيفة "البيان" الإماراتية أنه "بعد هذه الحرب سيكون العالم مختلفًا، فالخاسر الأكبر ليس إسرائيل كما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، بل الولايات المتحدة نفسها ستحتاج إلى "لملمة" مساوئها لسنوات، ففي السياسة إذا سقط القوي والكبير يكون من الصعب عليه أن يعود كما كان، فإذا كان نتنياهو يخاطر ولا يزال بفقدان الدعم من العالم الذي كان يؤيده، فإنّ الولايات المتحدة سجلت فعلًا خسارة فادحة في علاقاتها الدولية".
بدورها، رأت صحيفة "الدستور" الأردنية أنّ "مجرم الحرب بنيامين نتنياهو سفاح الدماء وقاتل الأطفال في قطاع غزّة، ما زال يتحدى العالم اجمع ويقف ضد الإرادة الدولية، بتحديه لحكم محكمة العدل الدولية لمنع الإبادة الجماعية، من خلال عدم السماح بوصول المساعدات الإنسانية الكافية إلى غزّة".
كذلك، أشارت صحيفة "اللواء" اللبنانية إلى أنّ "صمت المجتمع الدولي وعدم إتخاذه إجراءات عملية لمنع تهجير أهالي رفح، سوف يسمحان لحكومة النازيين الجدد بتنفيذ خطتها بتهجير سكان رفح وإخراجهم من أرضهم غير آبهة بما صدر عن محكمة العدل الدولية حول إتهامها بإرتكاب جرائم الإبادة الجماعية، وبإعتبار أنّ الأمر الذي أصدرته حول غزّة يشمل مدينة رفح ومطالبة إسرائيل بتنفيذ هذا الأمر فورًا، لكن إسرائيل وعلى عادتها تضرب بعرض الحائط بكل القرارات الدولية، طالما أنّ ثمة من يستعمل حق الفيتو لمنع مجلس الأمن من إلزامها بالتنفيذ الجبري".
(رصد "عروبة 22")