واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، حيث انسحبت قوات جيش الاحتلال من "مجمّع الشفاء" ومحيطه فجرًا بعدما عمدت إلى إحراق وتدمير جميع مبانيه، كما أعلنت مصادر طبية العثور على نحو 300 جثة في المجمّع والشوارع المحيطة به، بينما أفادت مصادر إعلامية عن اعتقال شقيقة رئيس المكتب السياسي في حركة "حماس" اسماعيل هنية في النقب.
من ناحية أخرى، وفي حين أكد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن العملية ضد "حماس" في رفح "لن يوقفها أي شيء"، أشار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، عُقب أداء الحكومة الجديدة اليمين الدستورية مساء الأحد، إلى أنّ مهام هذه الحكومة تشمل الضفة الغربية بالإضافة إلى القدس الشرقية وقطاع غزّة، موضحًا أنّ لديها كامل الصلاحيات للقيام بمهامها وفق القانون.
ولفت مسؤولون بالإدارة الأميركية، وفق تقارير صحافية، إلى أنّ "هناك آمالًا بأن تسفر المفاوضات التي تستضيفها العاصمة المصرية القاهرة، ويشارك فيها وفد إسرائيلي من الشاباك والجيش والموساد، لمناقشة صفقة إطلاق سراح الرهائن المحتجَزين لدى "حماس"، مقابل إطلاق سراح سجناء فلسطينيين، عن نتائج إيجابية".
أما على المستوى الإسرائيلي الداخلي، فحاول متظاهرون إسرائيليون، مساء الأحد، الوصول إلى مقر إقامة نتنياهو في القدس الغربية، ضمن سياق الاحتجاجات المطالبة بإبرام صفقة لتبادل أسرى، وإجراء انتخابات مبكرة، بحسب ما أفادت وسائل إعلام إسرائيلية.
وبالتزامن، استهدف الطيران الإسرائيلي مواقع عسكرية تابعة للنظام السوري، مساء الأحد، في محيط العاصمة السورية دمشق. في وقت أعلن الجيش الإسرائيلي "القضاء" على قيادي في وحدة الصواريخ التابعة لـ"حزب الله" إسماعيل الزين في غارة جوية في منطقة كونين.
وفي الأثناء، ارتفعت مستويات القلق من تداعيات حرب غزّة على الواقع الأردني الداخلي، حيث نفذت السلطات الأردنية حملة اعتقالات واسعة، لعدد من الذين يُعتقد قيامهم بأعمال شغب، طالت الاعتداء على عناصر من الأمن وممتلكات في مخيم البقعة للاجئين الفلسطينيين شمال العاصمة.
وفي هذا الإطار، لفتت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "الأردن يستطيع أن يلتفت لمصالحه العليا، كغيره من الدول، ويسهل على الأردن ان يغيّر أسلوب تعامله مع تنظيمات فلسطينية وإسلامية بعينها، ويفعل كما يفعل غيره معهم منذ 100 عام، لكنه لا ولن يفعل، لأن الأردن دولة راشدة حكيمة مهتمة بالقضية المصيرية، وتتغاضى كل الوقت عن هفوات وأخطاء الآخرين".
بينما كشف مصدر مصري مطلع على تحركات القاهرة بشأن ملف الأوضاع في قطاع غزة، في حديثه مع "العربي الجديد"، أنّ "الموقف العربي بشأن الرد على المقترحات المطروحة من جانب الادارة الأميركية وحكومة الاحتلال المتعلقة بتشكيل قوة مشتركة تدير غزة، جاء موحّدًا ومتناغمًا مع موقف السلطة الفلسطينية، وكذلك فصائل المقاومة"، وأكد أنّ "القاهرة رفضت بشكل قاطع المشاركة في قوة متعددة الجنسيات تعمل داخل غزّة، كما أنها عبّرت عن رفضها تولي أي طرف غير فلسطيني مسؤولية حكم أو إدارة القطاع".
واعتبرت صحيفة "الرياض" السعودية أنّ "جرائم إسرائيل تدمر سيادة القانون الدولي، وبدلًا من تنفيذ أمر إلزامي من محكمة العدل الدولية، ضاعفت إسرائيل من إجراءاتها، فإسرائيل بمجرم حربها بنيامين نتنياهو لا تكف عن الإعلان أن الفلسطينيين سيقتلون إذا بقوا أو غادروا".
بدورها، أشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "مفاوضات الهدنة وصفقة التبادل بغزة دخلت في سباق بين الحرب والسلام، بعد أن تحوّلت إلى ساحة للمناورة يقودها نتنياهو بمعزل عن رغبات جزء كبير من الإسرائيليين أنفسهم، والآمال التي تعقدها مختلف الجهات الإقليمية والدولية، وفي مقدمتها الإدارة الأمريكية، لأسباب تتعلق بمصالحها الاستراتيجية في المنطقة".
ولفتت صحيفة "الأهرام" المصرية إلى أنّ "مصر لا تدخر جهدًا من أجل الوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزّة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني في القطاع، بعد مقتل أكثر من 32 ألف فلسطيني وتدمير البنية التحتية بشكل كامل. وفي رؤية القاهرة، فإن استمرار الوضع الحالي نتيجة إصرار إسرائيل على مواصلة عملياتها العسكرية في القطاع، في مخالفة واضحة لقرارات مجلس الأمن وآخرها قرار 2727، من شأنه أن يفاقم من حدة الأزمة الإنسانية داخل القطاع".
أما صحيفة "الوطن" القطرية، فرأت أنّ "وثيقة "اليوم التالي" للحرب على غزة، التي قدّمها نتنياهو مؤخرًا إلى المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، تخيّم عليها حالة الضبابية والغموض الناتجة عن التردد في اتخاذ القرارات الحاسمة ومحاولة نتانياهو المناورة بين تفادي الضغوطات الدولية، وتجنب الصدام مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، والحفاظ على الائتلاف الحكومي ومنع تفككه، عبر إرضاء الشركاء من أحزاب اليمين".
من جانبها، رأت صحيفة "الراي" الكويتية أنّ "حماس" ليس لديها "أي مشروع سياسي قابل للحياة، باستثناء التفاوض مع إسرائيل بعد احتجاز عدد من الرهائن"، متسائلةً في الوقت عينه عما إذا كانت ورقة الرهائن التي لدى "حماس" ما زالت "ورقة قويّة في يدها".
(رصد "عروبة 22")