اقتصاد ومال

الذكاء الاصطناعي: لماذا العرب متحمّسون وفي الغرب متخوّفون؟ (1/2)

قد يعتقد الكثير أنّ العرب لا يعطون أهمية للتكنولوجيا الحالية للذكاء الاصطناعي مقارنةً مع شعوب أخرى في العالم، لكن المعطيات التي أظهرتها البحوث المسحية التي قامت بها مؤسّسات سبر الآراء الدولية في 2022 أظهرت أنّ العرب مع الصينين والهنود هم أكثر الشعوب حماسةً وتفاؤلًا بإيجابيات الذكاء الاصطناعي في حين أنّ الأميركيين والأوروبيين هم أقل الشعوب حماسةً وأكثرهم من يُركّز على المخاوف والسلبيات.

الذكاء الاصطناعي: لماذا العرب متحمّسون وفي الغرب متخوّفون؟ (1/2)

في سبر آراء العديد من سكان بلدان العالم في 2022 من قبل مؤسّسة "إبسوس" المتخصّصة في قياس اتجاهات الرأي الدولي نحو مختلف القضايا المستجدة، ظهر أنّ 76% من السعوديين يعتقدون أنّ منافع منتجات الذكاء الاصطناعي تفوق مضاره، بل جاءت السعودية كثاني بلد في العالم متفائل بإيجابيات الذكاء الاصطناعي بعد الصين (78% من الصينين) تليها الهند (71%)، بينما النسب الأضعف كانت في البلدان المتقدمة، حيث فقط 35% من الأميركيين و31% من الفرنسيين قالوا إنّ منتجات وخدمات الذكاء الاصطناعي تنفع أكثر مما تضر.

تنخفض الاتجاهات المتفائلة لدى بلدان الاتحاد الأوروبي تجاه الذكاء الاصطناعي وسكان شرق آسيا هم الأكثر تفاؤلًا

للسعوديين اتجاهات إيجابية قوية إذن تجاه الذكاء الاصطناعي حسب مسح الآراء الذي قامت به مؤسّسة إبسوس في 2022، حيث قال 73% من السعوديين أنّ لديهم فهمًا جيدًا للذكاء الاصطناعي ويعتقد 80% منهم أنّ الذكاء الاصطناعي سيغيّر حياتهم في السنوات الثلاث أو الخمس القادمة، وأنّ هذه التكنولوجيا ستجعل حياتهم أفضل (80%)، وأنّهم يعرفون ما هي الخدمات والمنتجات التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي (69%)، وأنّهم يثقون في شركات الذكاء الاصطناعي كما يثقون في الشركات الأخرى (73%)، أو أنّ الخدمات والمنتجات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي قد غيّرت حياتهم في السنوات 3-5 الماضية (72%). بينما بالعكس من ذلك تنخفض الاتجاهات الإيجابية والمتفائلة لدى بلدان الاتحاد الأوروبي وتأتي الولايات المتحدة من أقل البلدان تحمّسًا (مِن 30 إلى 40% من الأميركيين مَن لديهم اتجاه متحمّس ومتفائل).

وإذا نظرنا لاتجاهات الرأي العام الدولي تجاه الذكاء الاصطناعي حسب مختلف المناطق الجغرافية في العالم، فإنّ المسح الذي أجرته مؤسّسة "غالوب" في 2021 كشف أنّ سكان شرق آسيا (الصين مثلًا) هم الأكثر تفاؤلًا بفوائد الذكاء الاصطناعي في العشرين سنة المقبلة حيث مقابل كل شخص يقول إنّ الذكاء الاصطناعي يضرّ في المستقبل يقابله 4.4 أشخاص يقولون إنّه سيكون الذكاء الاصطناعي ذا نفع في العشرين سنة القادمة وتليها بلدان أوروبا الغربية (المتفائلون أكثر من المتشائمين قليلًا 1.8 إلى 1,3).

مقابل ذلك، احتلت البلدان الأفريقية أدنى المراتب من حيث الاتجاه التفاؤلي (0,8 إلى 0,4 حيث المتشائمون أكثر)، بينما احتل العالم العربي والولايات المتحدة الرتبة نفسها (1.00 أي شخص واحد من اثنين هو شخص متفائل).

الأميركيون منقسمون بين الحماس والتخوّف من التكنولوجيا الحالية 

ويظهر الأميركيون داخل الولايات المتحدة منقسمين بين الحماس والتخوّف من التكنولوجيا الحالية حيث أظهر مسح أجرته مؤسّسة "بيو" الأميركية في 2022 عبّر فيه 45% منهم من البالغين أنّهم متحمّسون بقدر ما هم متخوّفون، وعبّر 37% من الأميركيين أنهم قلقون أكثر ممّا هم متحمّسون لاستخدام الذكاء الاصطناعي في حياتهم اليومية، بينما عبّر فقط 18% من الأميركيين أنّهم متحمّسون أكثر مما هم قلقون من تأثير تطبيقات الذكاء الاصطناعي على حياتهم.

بدأت الاتجاهات المتخوّفة من التكنولوجيا الجديدة في التنامي لدى الأميركيين منذ 2023 حيث أبدى 52% من البالغين الأمريكيين ترجيح المخاوف أكثر من المحاسن فيما يتعلق باستخدام الذكاء الاصطناعي، وانخفضت نسب المتحمسين وازدادت نسبة المتخوفين بين 2021 و2023 حسب استطلاعات المركز الأميركي نفسه. 

(خاص "عروبة 22")

يتم التصفح الآن