واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع المعلومات التي نقلتها صحيفة "يسرائيل هيوم"، عن مسؤول سياسي إسرائيلي، لناحية تأكيده بأنّ تل أبيب باتت مستعدة للتجاوب مع جميع مطالب "حماس" بشأن صفقة تبادل الأسرى، باستثناء المطلب الذي يتعلّق بإعلان نهاية الحرب مع انتهاء الهدنة، مشيرًا إلى أنّ إسرائيل تعتزم تخصيص 10 أيام إلى 14 يومًا للتوصل إلى اتفاق على إطلاق بعض المحتجزين الإسرائيليين، مقابل الانسحاب من الممرات الإنسانية في قطاع غزّة، وتنفيذ هدنة ممتدة طوال فترة الصفقة.
وفي المقابل يناقش وفد "حماس" في القاهرة، اليوم الاثنين، مع رئيس المخابرات العامة المصرية اللواء عباس كامل، والمسؤولين المصريين المشرفين على الوساطة، بعض النقاط الواردة في الرد الإسرائيلي على ورقة "حماس". وبالتزامن، أعلن البيت الأبيض أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن ناقش مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الجهود الجارية لإطلاق سراح المحتجزين والوقف الفوري لإطلاق النار في غزّة، موضحًا أنّ بايدن أكد لنتنياهو موقفه "الواضح" من قضية رفح، كما أكد التزامه بأمن إسرائيل بعد التصدي للهجوم الإيراني الأخير على إسرائيل. في حين، وإذ تتواصل المجازر الإسرائيلية في القطاع حيث استشهد خلال الساعات الأخيرة ما لا يقل عن 15 فلسطينيًا مدنيًا بينهم أطفال في ضربات جوية استهدفت 3 منازل في رفح، تترقب تل أبيب بقلق وحذر احتمال إصدار المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي "مذكرات اعتقال" بحق نتنياهو ووزير دفاعه ورئيس أركان جيشه على خلفية الأزمة الإنسانية في قطاع غزة وانتهاك القانون الدولي، وذكرت تقارير إعلامية إسرائيلية أنّ الولايات المتحدة دخلت طرفًا في الجهود المبذولة لمنع المحكمة الدولية من إصدار مذكرات الاعتقال بحق المسؤولين الإسرائيليين.
وقبيل وصول وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن إلى الرياض في مستهل جولة إقليمية تشمل كذلك الأردن وإسرائيل، لفت وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، إلى أنّ منح الفلسطينيين حقوقهم هو الحل الوحيد الذي يجلب الاستقرار والحقوق والأمن والسلام للجميع، رافضًا الحديث عما وصفه بـ"أنصاف الحلول" التي يطرحها البعض. بينما يواصل المحتجون في الجامعات الأمريكية احتجاجاتهم المؤيدة للفلسطينيين، على الرغم من اعتقال الشرطة المزيد من المشاركين فيها بحرم الجامعات، واشتدت المناوشات بين محتجين داعمين لإسرائيل وآخرين داعمين للفلسطينيين في جامعة كاليفورنيا، حيث أقام الطلاب خيمة للاعتصام في الأسبوع الماضي.
أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فتستمر عمليات القصف والقصف المضاد وترتفع حدّتها بين "حزب الله" والقوات الإٍسرائيلية، بحيث أشار وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيرجورنيه، خلال تفقد كتيبة بلاده العاملة ضمن "اليونيفيل"، إلى أنه رأى الحرب بالعين المجردة، وأنّ التصعيد قائم ويجب الحد منه، معربًا عن إصرار بلاده على التوصل إلى اتفاق.
وفي هذا السياق، رأت صحيفة "اللواء" اللبنانية، أنّ "تجدُّد المساعي الأميركية والفرنسية بين بيروت وتل أبيب، لتطويق التوتر المتصاعد على الحدود الجنوبية، يؤكد جدية التهديدات الإسرائيلية بشن حرب شاملة على لبنان، بحجة إخراج "حزب الله" من جنوبي الليطاني"، موضحةً أنه "لم يعد خافيًا أنّ نتنياهو يحاول، منذ الأسابيع الأولى لحرب غزّة، أن يفتح الجبهة الحدودية، لتغطية فشل حربه في الجبهة الجنوبية، ولصرف أنظار العالم عن المجازر الجماعية التي يرتكبها يوميًا بحق المدنيين في مدن القطاع".
بينما لفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "الجهود السياسية للتوصل إلى هدنة جديدة في غزّة تشهد انتعاشة واعدة بعد نحو ثلاثة أسابيع من فشل جولة مفاوضات أواخر شهر رمضان. وبعد فترة من اليأس والإحباط والمخاوف بدأ الحديث يدور عن "فرصة أخيرة"، ليس لإرساء وقف مؤقت لإطلاق النار وفق صفقة يتم بمقتضاها الإفراج عن رهائن إسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية، وإنما عن إنهاء تام للحرب بناء على خطة سياسية تحاول الاتصالات والاجتماعات المكثفة بلورة شروطها في أقرب وقت".
أما صحيفة "الدستور" الأردنية فأشارت إلى أنّ "التوتر اشتد مؤخرًا في الضفة الغربية بعد تزايد العمليات الإسرائيلية فيها، ومنذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة كان للضفة الغربية نصيب كبير من التصعيد، ووفقًا للتقديرات الإعلامية والعسكرية فقد تبيّن أنّ حكومة الاحتلال المتطرفة وجيشها النازي عملوا مؤخرًا على استخدام تكتيكات الحرب المتبعة في غزّة ضد عناصر المقاومة الفلسطينية في بعض مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية".
ورأت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "الحرب الهمجية التي تشنها إسرائيل على غزّة تعري الوجه القبيح للغرب، وتسقط القيم التي يزعم الدفاع عنها ويهاجم الآخرين من أجلها، فلولا مساندة الغرب ما كان لآلة الحرب الإسرائيلية أن تحصد أرواح الأبرياء وتدمر البيوت على رؤوسهم، وتمزق أجسادهم وتسرق أعضاءهم، ثم تلقي بهم في مقابر جماعية، فى واحدة من أبشع الجرائم ضد الإنسانية".
بدورها، اعتبرت صحيفة "الشروق" الجزائرية أنّ "المقاومة نجحت في جرّ الكيان الصهيوني لنسف السرديّة الباطلة التي نسجها الإعلام والفنّ والسينما والساسة والكتّاب و"التاريخ المدرسي" والقوانين الزائفة عن صورة الحق الصهيوني فوق الأرض الإسلامية المقدسة، خلال 76 عامًا من الاستيطان العنصري، وأكبر دليل على ذلك هو هذا الاختراق المتقدّم في وعي الجماهير الجديدة من الطلاب والشباب المنتفضين هذه الأيام في عقر الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وغيرها من أصقاع أوروبا".
كذلك رأت صحيفة "الوطن" السعودية أنّ "احتجاجات طلاب الجامعات الأميركية لن تنجح في إنهاء الحرب على غزّة، ولن تتمكّن من تغيير السياسة الأميركية وتأييدها المطلق لإسرائيل، لكن المهم فيها أنها تسلّط الضوء داخل أميركا نفسها على الأخطاء الفادحة لتلك السياسة، التي يلتقي فيها الحزبان الرئيسيان على إبقاء أي مفهوم للعدالة خارج مبنى الكابيتول عندما يتعلق الأمر بحقوق الشعب الفلسطيني".
بينما كشف مصدر مسؤول، لصحيفة "الجريدة" الكويتية، أنّ "الولايات المتحدة بدأت تبني قاعدة عسكرية ضخمة جنوب إسرائيل، في خطوة قد تندرج ضمن إطار نقل واشنطن جزءًا من وجودها العسكري من قواعدها في دول خليجية". وأوضح المصدر أنّ "القاعدة الأميركية الجديدة تقع بمحاذاة قاعدة حتسريم الجوية الإسرائيلية في صحراء النقب، حيث سيتم توسيع المطار العسكري لتلك القاعدة لكي يستوعب الطائرات الأميركية، وتكون قادرة على أداء مهام لوجستية لاستقبال آلاف المقاتلين الأميركيين".
(رصد "عروبة 22")