واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع توقع مسؤول مصري أن تُسلّم حركة "حماس" ردّها على الصفقة المقترحة مع إسرائيل "خلال ساعات"، وفق ما أوردته شبكة "إيه. بي. سي نيوز" الإخبارية الأميركية. وأبدى المسؤول المصري تفاؤله بإبرام الصفقة واصفًا أجواء المفاوضات بأنها "إيجابية" نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى. بينما لفتت إشارة القيادي في حركة "حماس" أسامة حمدان إلى أنّ موقف الحركة من ورقة التفاوض الحالية "سلبي".
على صعيد متصل، كشف وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن، بعد محادثات مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولين آخرين، أنه أبلغ القادة الإسرائيليين بوضوح معارضة الولايات المتحدة لهجوم بري واسع على مدينة رفح، مشيرًا إلى أنه اقترح "حلولًا أفضل" للتعامل مع "حماس". في حين أكد نتنياهو أنه إذا استمرت حركة "حماس" في المطالبة بإنهاء حرب غزّة، فلن يكون هناك اتفاق لإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين، وستقدم إسرائيل على اجتياح رفح.
وفي هذا الإطار، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنّ الوزير لويد أوستن طالب نظيره الإسرائيلي يوآف غالانت، خلال اتصال هاتفي، بضرورة أن تتضمن أي عملية عسكرية محتملة في رفح خطة معقولة لإجلاء المدنيين وضمان تدفق المساعدات الإنسانية، وكشفت الوزارة نفسها أنّ الجيش الأميركي أكمل حتى الآن إنشاء أكثر من 50 بالمائة من الميناء العائم في غزّة لتسريع تدفق المساعدات الإنسانية للقطاع، فيما نقلت صحيفة "بوليتيكو" عن مسؤول أميركي، لم تسمه، قوله إنّ الرصيف البحري سيبدأ باستقبال المساعدات نهاية الأسبوع الجاري.
على صعيد متصل، حذّرت الحكومة الإسرائيلية الإدارة الأميركية من أنها ستعمل على فرض عقوبات ضد السلطة الفلسطينية تؤدي إلى انهيارها، في حال أصدرت المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي أوامر اعتقال ضد مسؤولين إسرائيليين. في حين أعلنت الأمم المتحدة أنّ كمية الأنقاض والركام التي يتوجب إزالتها في غزّة أكبر مقارنةً بأوكرانيا، وهي تمثّل مهمة مكلفة وخطيرة بشكل كبير في القطاع الفلسطيني الضيّق بالنظر إلى وجود قنابل غير منفجرة فيها عدا عن مادة "الأسبستوس". كما أعلن الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو أنه سيقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل بسبب أفعالها في غزة، وطلب الانضمام إلى دعوى جنوب أفريقيا لدى محكمة العدل الدولية التي تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية.
أما على مستوى جبهة جنوب لبنان، فحذر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، من أنّ "إسرائيل تستعد لهجوم في الشمال"، بينما نقلت "القناة 13" الإسرائيلية بأنّ فرنسا اقترحت على إسرائيل عقد "قمة ثلاثية" في باريس لتهدئة الأوضاع الحدودية مع لبنان، كما تناقلت وسائل إعلام إسرائيلية موافقة تل أبيب على تراجع "حزب الله" مسافة 10 كيلومترات بدلًا من 20 كيلومترًا عن الحدود الجنوبية ضمن إطار مساعي التهدئة الفرنسية.
في هذا السياق، أوضحت صحيفة "الجريدة" الكويتية أنّ "ما بين المبادرة الأميركية لمعالجة الوضع في جنوب لبنان، والمبادرة الفرنسية، أصبح واضحًا أنّ لبنان يميل إلى خيار واشنطن لمجموعة اعتبارات، أبرزها أن الولايات المتحدة وحدها القادرة على إلزام إسرائيل بأي اتفاق أو تفاهم، ولأنّ هناك من يعتقد أنّ الأميركيين على قناعة بأنه لا معالجة للوضع في الجنوب قبل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزّة".
من جانبها، أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "حكومة نتنياهو ترفض وقفًا دائمًا لاطلاق النار على غزة، لأنّ ذلك يعني نهايتها السياسية ونهاية نتنياهو نفسه، ولأنّ أجندات اليمين المتطرف قائمة على التوسع والهيمنة والاحتلال والعربدة".
بينما رأت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "المُواجهة التالية لعملية "طوفان الأقصى" ستفتتح فصلًا جديدًا، يبدو أكثر تحرُّرًا من قواعد الاشتباك القائمة ويجب النظر إليه كمرحلة فارقة في تاريخ الصراع، بمعنى أن ما قبل 7 أكتوبر ليس كما بعده".
ولفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أننا اليوم "أمام ما يقرب من 35 ألف فلسطيني في غزة فقدوا أرواحهم، وهو أمر يجب أن يكون حاضرًا أمام من يتعاملون مع أوراق الهدنة المنتظرة، من أي طرف، بتسويف أو إعلاء لمصالح ضيقة، لا يمكن أن تعلو على أولوية وقف الدم المسال واحتواء ما نجم من مآسٍ إنسانية تتنافس المصادر في تأكيدها، لعل الأطراف المعنية تفهم معانيها".
(رصد "عروبة 22")