واصلت الصحف العربية، الصادرة اليوم، مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع مغادرة وفد حركة "حماس" العاصمة المصرية القاهرة، مساء الأحد، بعد جلسة مباحثات ثانية جرت بحضور الوسيطين المصري والقطري، حول الرد الذي قدّمته الحركة بشأن التصورات الخاصة بإبرام صفقة لتبادل الأسرى مع إسرائيل والتوصل لوقف إطلاق نار في غزّة.
وفي هذا السياق، ذكرت مصادر مصرية، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، أنه جرى الاتفاق على أن يعود وفد "حماس" للقاهرة خلال 72 ساعة بعد التشاور مع قيادة "حماس" وباقي فصائل المقاومة. وأشارت إلى أنّ هناك محاولات أميركية لا تزال جارية لإقناع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، لإرسال فريق التفاوض إلى القاهرة، للتشاور حول الرد الذي قدمته "حماس" قبل إعلان الموقف النهائي.
بينما أفاد مسؤول إسرائيلي، لموقع "أكسيوس"، بأنّ نقطة الخلاف الرئيسية في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزّة، هي ما إذا كانت صفقة تبادل المحتجزين بين إسرائيل و"حماس" ستقود إلى "إنهاء الحرب". وأوضح أنّ الوسطاء ركّزوا على التوصل إلى صيغة تتفق عليها "حماس" وإسرائيل، ولكن لم يتم إحراز تقدّم.
من ناحية أخرى، كشف مصدر أمني مصري مسؤول أنّ الجانب الإسرائيلي أبلغ السلطات المصرية بإغلاق معبر كرم أبو سالم، وتوقف دخول شاحنات المساعدات إلى قطاع غزّة عبر المعبر لأجل غير مسمى، بعد استهدافه من جانب الفصائل الفلسطينية. في حين ذكرت وسائل إعلام أميركية أنّ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أوقفت، الأسبوع الماضي، شحنة أسلحة أميركية الصنع كان مقررًا أن تُرسل إلى إسرائيل. إلا أنّ شبكة "CNN" نقلت عن مصدر مطلع، أنّ إيقاف الشحنة لا علاقة له بالعملية العسكرية المحتملة في رفح.
على صعيد متصل، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، بأنّ القوات الإسرائيلية اقتحمت طولكرم في الضفة الغربية وفرضت حظرًا للتجوال في مخيم "نور شمس". بينما أشعل استهداف إسرائيلي لمدنيين في بلدة ميس الجبل، الأحد، جبهة جنوب لبنان التي تصاعدت وتيرتها إثر مقتل 4 مدنيين من عائلة واحدة أثناء تفقّد منزلهم. وبالتزامن قصف الجيش الإسرائيلي، مساء الأحد، بالصواريخ محيط مدينة نوى في درعا جنوبي سوريا، بعد إطلاق صاروخ من سوريا باتجاه الجولان المحتل.
في هذا السياق، رأت صحيفة "الأهرام" المصرية أنّ "الترابط بين غياب حل القضية الفلسطينية وانتشار الصراعات وتصاعد التوتر في المنطقة، انعكس في العديد من المؤشرات منها تصاعد خطر الإرهاب والحروب المستمرة، سواء بين إسرائيل والدول العربية على مدى عقود، أو بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية وآخرها حرب غزّة الحالية".
بينما، اعتبرت صحيفة "الدستور" الأردنية أنّ "على أميركا وبريطانيا ودول الاتحاد الأوروبي اتخاذ إجراءات أكثر فاعلية وقوة نافذة، لوضع حد لعنف المستوطنين وتماديهم من خلال تسليحهم وعربدتهم، مع ضرورة التقيد والالتزام من قبل المجتمع الدولي بتطبيق القرارات الدولية وبالأخص القرار 2334، الذي يعتبر الاستيطان في الأراضي الفلسطينية غير شرعي، وهذا يتطلب فرض عقوبات على المستوطنين تحت بند الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة".
ولفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "غزة فرضت نفسها بقوة على صانع القرار في البيت الأبيض، وعلى الرئيس جو بايدن بالذات الذي بات يراهن على صفقة تبادل للأسرى، سعيًا إلى الخروج من الأزمة التي تعصف بالولايات المتحدة وإنقاذ موسمه الانتخابي، والفوز بولاية جديدة، بعد أن بدأت تلوح في الأفق بوادر خسارة ثقيلة له ولحزبه في الانتخابات الأمريكية المقبلة".
وأوضحت صحيفة "الرياض" السعودية أنّ "القضية الفلسطينية قضية مركزية بالنسبة للمملكة والدول العربية، ولا شك أنها تعكس الموقف الثابت الذي يؤكد أنه لن تكون هناك علاقات دبلوماسية مع إسرائيل ما لم يتم الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وإيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، والانسحاب الكامل منها".
من جانبها، أفادت صحيفة "الجريدة" الكويتية، نقلًا عن مصدر رفيع المستوى في المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، أنّ "الولايات المتحدة وإيران عقدتا الأربعاء الماضي جولة جديدة من الاجتماعات الأمنية غير المباشرة في إحدى الدول الخليجية، ناقشتا خلالها سبل خفض التصعيد الإقليمي، وإمكانية أن تدعم طهران التهدئة في غزّة، مقابل إحياء الاتفاق غير المكتوب الذي تم التوصل إليه سابقًا بين طهران وواشنطن حول الاتفاق النووي".
في حين أشارت صحيفة "الوطن" القطرية إلى أنّ "مداهمة السلطات الإسرائيلية، أمس، مكاتب قناة "الجزيرة" ومصادرة معداتها، جريمة جديدة تضاف إلى سلسلة جرائمها بحق الإعلام والإعلاميين"، معتبرةً أنّ "ما حدث يجب ألا يمرّ لأنه يوضح بجلاء أنّ الهدف منه ارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، ولا بد والحال هذا، من تحرُّك دولي لملاحقة ومساءلة إسرائيل على جرائمها بحق الصحافة".
(رصد "عروبة 22")