صحافة

"المشهد اليوم"... ترحيب فلسطيني بقرار مجلس الأمن و"لا تعليق" إسرائيلي

واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، على وقع إستمرار مجازر الاحتلال الذي شنّت طائراته الحربية غارات جديدة على مخيم النصيرات، حصدت مزيدًا من الشهداء والجرحى، بعدما تحوّل المخيّم بساحاته وأزقته الداخلية إلى ساحة حرب دموية منذ منتصف نهار السبت الماضي. في حين تبنى مجلس الأمن الدولي، الاثنين، مشروع قرار أميركيًا يدعم خطة وقف إطلاق النار في غزّة، بواقع 14 صوتًا مؤيدًا من أصل 15 إثر امتناع روسيا عن التصويت على المشروع اعتراضًا على "إعطاء المجلس تفويضًا مطلقًا ويدعم خطة لا يعرف تفاصيلها"، حسبما أوضح مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، معربًا عن أسفه "لعدم وجود وضوح بشأن موافقة إسرائيل الرسمية" على هذه الخطة.

من جهتها، رحّبت حركة "حماس" بقرار مجلس الأمن الدولي، مؤكدةً أنها مستعدة "للتعاون مع الإخوة الوسطاء للدخول في مفاوضات غير مباشرة حول تطبيق هذه المبادئ التي تتماشى مع مطالب شعبنا ومقاومتنا". كما رحّب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بالقرار، معتبرًا ذلك "خطوة في الاتجاه الصحيح"، بينما شدد المندوب الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور على أنّ تنفيذ قرار مجلس الأمن ووقف إطلاق النار "يقع على عاتق إسرائيل"، وأردف قائلًا: "نريد انسحابًا إسرائيليًا من قطاع غزّة ووقفًا نهائيًا للقتال".

وفي المقلب الآخر، لم يصدر تعليق إسرائيلي مباشر على القرار، إلا أنّ ممثلة إسرائيل في مجلس الأمن الدولي ريوت شابير بن نفتالي كانت قد شددت على عدم السماح لحركة "حماس" بإعادة تجميع قدراتها، وأضافت خلال كلمتها في مجلس الأمن: "سنستمر في الحرب حتى إعادة الرهائن وتفكيك قدرات حماس".

بدوره، رحّب الاتحاد الأوروبي، في بيان، بالقرار، داعيًا "حماس" وإسرائيل إلى قبول الاقتراح، وتنفيذ قرارات مجلس الأمن 2728 و2720 و2712. كما أكد الاتحاد استعداده للمساهمة في إحياء العملية السياسية لتحقيق سلام دائم ومستدامٍ، على أساس "حل الدولتين"، ودعم الجهود الدولية المنسّقة لإعادة بناء غزة. بينما أشار الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى أنّ مجلس الأمن تأخر كثيرًا في الاضطلاع بمسؤوليته، وسمح بذلك بسقوط آلاف الضحايا من الفلسطينيين، مشددًا على ضرورة لجم جماح عدوان الاحتلال الإسرائيلي بشكل فوري.

على صعيد متصل، وبالتزامن مع جولة وزير الخارجية الأميركية أنتوتي بلينكن في المنطقة واستهلها من القاهرة ثم تل أبيب، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنّ بلينكن شدد على أهمية وجود "خطة لما بعد الحرب" في غزّة، خلال اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وأشارت إلى أن بلينكن أكد أيضًا على ضرورة الحيلولة دون اتساع نطاق الصراع، موضحة أنّ "بلينكن أكد مجددًا أنّ اقتراح وقف إطلاق النار المطروح على الطاولة سيتيح إمكانية استعادة الهدوء على طول الحدود الشمالية لإسرائيل ومزيدًا من الاندماج مع دول المنطقة".

وعلى مستوى جبهة جنوب لبنان، يستمر التصعيد بين "حزب الله" والجيش الإسرائيلي، حيث شنّ الطيران الاسرائيلي سلسلة غارات استهدفت منطقة "حوش السيّد علي" في قضاء الهرمل مساء أمس، بينما كان "حزب الله" قد أعلن عن إسقاط مسيّرة من نوع "هرمز 900" مسلّحة بصواريخ، كما أشارت وسائل إعلام إسرائيلية صباح اليوم عن اعتراض مسيّرة أطلقها "حزب الله" في أجواء حيفا واصفةً الأمر بأنه يشكل "حدثًا استثائيًا". في حين أشار "المرصد السوري لحقوق الإنسان" إلى أنّ ضربات جوية إسرائيلية استهدفت رتل شاحنات قرب منطقة القصير على الحدود بين سوريا ولبنان.

بدورها، أوضحت مصادر صحيفة "الجريدة" الكويتية بأنّ "حزب الله" لا يريد الحرب ولا يسعى إليها، وهو مستمر في مواصلة دعم غزة ومساندتها، ولا يريد تحويل الصراع الى حرب إقليمية، لذلك فإنّ تصعيده وتكثيفه الناري يندرج في سياق التصعيد لمنع التصعيد ومنع الحرب، ولإيصال رسائل مباشرة للإسرائيليين بأنه يمتلك أسلحة ستحقق في صفوفهم إصابات مباشرة وتلحق بهم خسائر كبيرة".

وغداة لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وزير الخارجية الأميركية واتفاقهما على "تعزيز جهود التوصل لهدنة بغزة"، كشفت مصادر مصرية مطلعة على تحركات القاهرة بشأن الوضع في غزة، وأخرى دبلوماسية أميركية في القاهرة، عبر صحيفة "العربي الجديد"، عمّا وصفته بـ"مشاورات أولية لبحث إمكانية عقد صفقة منفصلة يمكن بمقتضاها تحرير أسرى أميركيين لدى حركة "حماس" والمقاومة في قطاع غزّة في ظل صعوبة تنفيذ صفقة شاملة لتحرير جميع الأسرى".

من ناحية أخرى، سعت وزارة الدفاع الأميركية، "البنتاغون"، إلى تبديد ما قالت إنها "تصورات خاطئة" بأنّ إسرائيل نظمت جزءًا من عمليات إنقاذ الرهائن عبر رصيف الجيش الأميركي العائم قبالة غزّة، مؤكدةً عدم صحة ذلك وعدم مشاركة أي أفراد أميركيين في العملية، بحسب وكالة "رويترز" للأنباء، إلا أنّ المتحدث باسم "البنتاغون" الميجر الجنرال باتريك رايدر أقرّ بتحليق طائرات هليكوبتر إسرائيلية في منطقة قريبة من الرصيف. في وقت أعلن ستيفان دوجاريك، المتحدث الرسمي باسم الأمم المتحدة، أنّ برنامج الأغذية العالمي علّق بشكل مؤقت توزيع المساعدات الإنسانية من الرصيف الأمريكي العائم قبالة غزّة، بسبب مخاوف تتعلق بسلامة موظفيه.

في هذا الإطار، أشارت صحيفة "الدستور" الأردنية إلى أنّ "حكومة الاحتلال تصر بدعم ومساندة وشراكة الولايات المتحدة على رفض وقف العدوان ورفع الحصار عن شعبنا وحكومته، وتتهرب من التزاماتها بوحدة الأراضي الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية، وعلى فصل قطاع غزة بتشكيل ما يسمى إدارة غزة المدنية، التي تسعى إليها إسرائيل والإدارة الأميركية".

من ناحيتها، أفادت صحيفة "الأهرام" المصرية بأنّ "مؤتمر الأردن الدولي للاستجابة الطارئة لغزّة، يعكس الدور الكبير الذي تقوم به كل من مصر والأردن في تخفيف المعاناة الإنسانية عن سكان غزة في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرضون لها منذ ثمانية أشهر من العدوان الإسرائيلي غير المسبوق، وتفاقم الأوضاع الإنسانية الكارثية مع استخدام إسرائيل سلاح التجويع ومنع الغذاء والكهرباء والدواء عن الفلسطينيين لكسر صمودهم وتهجيرهم قسريًا".

كما لفتت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى أنّ "الحقيقة التي تبدو واضحة للعيان هي أن الأجواء التي تحيط باستئناف مفاوضات صفقة التبادل بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية عبر الوسطاء لا تدعو إلى التفاؤل بنجاحها، رغم الترويج الإعلامي الكبير لها، إذ يجب أن تتوفر كل العوامل التي تؤدي إلى نجاحها وأن يكون دور الوسطاء فعالًا بما فيه الكفاية خاصة الولايات المتحدة، كما أنّ معارضة وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش ستدفع على الأغلب حكومة نتنياهو إلى عرقلة التوصل إلى صفقة تبادل الأسرى والاستمرار في الحرب".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن