صحافة

"المشهد اليوم"... محاولات "وقف النار" تتجدّد وتشاور أميركي فرنسي حول لبنان

واصلت الصحف العربية الصادرة اليوم مواكبة مستجدات العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، على وقع استمرار إسرائيل في المراوغة ردًا على مقترح وقف إطلاق النار، خصوصًا مع إعلان "الموساد"، في وقت متأخر من مساء أمس، أنّ تل أبيب تدرس رد حركة "حماس" على اقتراح يتضمن اتفاقًا على وقف إطلاق النار في غزة وإطلاق سراح المحتجزين. في حين كشف مسؤول إسرائيلي، بحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، أنّ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغ نوابًا في الكنيست بانفتاحه على وقف الحرب.

وبينما هددت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزّة نتنياهو، بالقول: "إذا لم تقبل الصفقة مع حماس فإنّ الملايين سيخرجون إلى الشوارع". أعلنت "حماس"، في بيان لها، أنّ رئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية أجرى اتصالات مع الوسطاء في قطر ومصر حول أفكار تتداولها الحركة معهم للتوصل لاتفاق ينهي حرب غزّة، ولفتت إلى أنّ هنية تواصل أيضًا مع المسؤولين الأتراك بشأن التطورات الأخيرة، موضحةً أنها "تعاملت بروح إيجابية مع فحوى المداولات الجارية".

بالتزامن، أعلنت وزارة الصحة في غزّة ارتكاب الاحتلال الإسرائيلي، خلال الـ24 ساعة الماضية، 3 مجازر ضدّ العائلات في القطاع، وصل منها للمستشفيات 28 شهيدًا و125 إصابة. بينما أفادت "سرايا القدس"، الجناح المسلح لحركة "الجهاد الإسلامي" بأنّ بعض الأسرى الإسرائيليين حاولوا الانتحار "بعد أن بدأت في معاملتهم بالطريقة نفسها التي تعامل بها إسرائيل السجناء الفلسطينيين"، حسبما أفادت وكالة "رويترز" للأنباء، نقلًا عن "سرايا القدس"، في وقت أكد مسؤول بالأمم المتحدة أنّ نحو 90 بالمئة من سكان قطاع غزّة نزحوا مرّة واحدة على الأقل داخل القطاع، منذ بدء العدوان الإسرائيلي المستمر منذ 9 أشهر. وعلى صعيد متصل، أفادت وسائل إعلام عالمية بأنّ "متظاهرين داعمين لغزّة، اعتلوا سطح البرلمان الأسترالي في كانبيرا للتنديد بالحرب الإسرائيلية".

أما على مستوى التطورات في الضفة الغربية المحتلة، فأفادت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية بأنّ مجلس التخطيط الأعلى في الإدارة المدنية للاحتلال اجتمع الأربعاء، وسيجتمع اليوم الخميس، للتصديق على أكثر من 5300 وحدة استيطانية جديدة في أرجاء الضفة الغربية، مشيرةً إلى أنه سيتم في الوقت عينه التصديق على "تسويق أكثر من 500 وحدة".

وفي ظل استمرار الحرب على غزّة، لا يزال القلق يسيطر على مآل تطورات الجبهة الجنوبية للبنان، لا سيما مع مواصلة التصعيد بين إسرائيل و"حزب الله"، بحيث أقدمت تل أبيب خلال الساعات الأخيرة على إغتيال محمد نعمة ناصر "الحاج أبو نعمة" في غارة جوية، بينما رد الحزب بإستهداف مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح ومقر الدفاع ‏الجوي والصاروخي في ثكنة كيلع بمئة صاروخ كاتيوشا، وباستهداف مقر قيادة اللواء 769 في ثكنة كريات شمونة بصواريخ ‏"فلق".

وإذ جدد وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت التأكيد على أنّ القوات الإسرائيلية ستكون مستعدة لاتخاذ أي إجراء ضروري ضد "حزب الله"، مع إشارته إلى أنه من الأفضل التوصل إلى اتفاق عبر التفاوض، أعلن البيت الأبيض أنّ "المبعوث الأميركي آموس هوكشتين، بحث مع مسؤولين فرنسيين في باريس الجهود لاستعادة الهدوء بالشرق الأوسط"، حيث أفادت وكالة "رويترز"، نقلًا عن مسؤول بالبيت الأبيض، بأنّ "هدف واشنطن وباريس حل الصراع الحالي عبر الخط الفاصل بين لبنان وإسرائيل دبلوماسيًا، فحل الصراع سيسمح للمدنيين الإسرائيليين واللبنانيين بالعودة لديارهم بوجود ضمانات".

في هذا السياق، رأت صحيفة "الدستور" الأردنية أنّ "المواجهات على الحدود الشمالية الفلسطينية اللبنانية، والصدامات بين الطرفين ستبقى محدودة، مهما تغيّرت مفردات التعبير عنها لسببين جوهريين: الأول أنّ قوة الردع لدى طرفي الصراع: حزب الله والمستعمرة تحول دون تحقيق انتصار استراتيجي لاحدهما على الآخر، فكلاهما يملك القدرة على إيذاء الآخر، والثاني أنّ مرجعيتهما الأميركية للمستعمرة، وإيران لحزب الله لا مصلحة لهما في التصعيد، ولا يرغبان في توسيع الحرب المحدودة لتتسع إقليميًا".

على صعيد متصل، كشف مصدر في مكتب المرشد الإيراني علي خامنئي، لصحيفة "الجريدة" الكويتية، أنّ "الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله وجّه رسالة خاصة للمرشد طلب فيها تمويلًا ماليًا إضافيًا وأسلحة نوعية ثقيلة من ضمنها صواريخ بالستية"، مشيرًا إلى أنّ "خامنئي وافق على جميع مطالب نصرالله، وأمر بدفع ثلاثة مليارات دولار لـ"حزب الله" من الأموال الخاصة للمرشد".

في حين أفادت صحيفة "الشرق الأوسط" بأنّ "الأوساط السياسية والدبلوماسية في لبنان تتعامل مع شهر يوليو (تموز) الحالي على أنه المؤشر لتحديد المسار العام للمواجهة المشتعلة بين "حزب الله "وإسرائيل في جنوب لبنان، وما إذا كانت الجهود الدولية ستؤدي إلى نزع فتيل التفجير لمنع توسعة الحرب التي تتوقف على وقف إطلاق النار على الجبهة الغزاوية، كما تربطها بالخطاب الذي سيلقيه رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، أمام الكونغرس الأميركي في 24 من الشهر الجاري خلال زيارته لواشنطن".

وبينما لفتت مشاركة وزير التراث الإسرائيلي اليميني المتطرف عميحاي إلياهو منشورًا، على حسابه بمنصة "إكس"، يدعو إلى احتلال سيناء المصرية، حذرت صحيفة "الأهرام" المصرية من أنّ "الإقليم في الطريق التدريجي والمتسارع، نحو التصعيد والحرب الإقليمية/الدولية، ومن المؤكد أنّ كل طرف ذات تأثير في المشهد، لابد أن يتابع ويدرس ويضع الخطط لمواجهة جميع الخيارات المطروحة بسيناريوهاتها المختلفة، وإلا فإنّ التصعيد نحو الحرب سيطوله، سواء بإرادته أم بغيرها، وتلك هي حقيقة لا مناص عنها، ولا يجوز تجاهلها".

من جهتها، شددت صحيفة "عكاظ" السعودية على أنّ "الجامعة العربية بقيت طوال تاريخها ضد الإخلال بالأمن العربي أو سرقة دور الدولة العربية المركزية تحت أي ذريعة، فلا تنظيم القاعدة ولا داعش ولا حزب الله سُمح لها خلال تاريخ الجامعة الذي يزيد على ستة عقود أن يكون لها دور في العمل العربي، كما أنّ الجامعة حرصت على دعم التصرفات الأمنية أو السياسية المستقلة التي تقوم بها الدول العربية حمايةً لنفسها من التنظيمات الإرهابية العابرة".

(رصد "عروبة 22")

يتم التصفح الآن